شخصياً، صرت أدعو لأصدقائنا الأمريكان بأن يحفظ الله بلادهم من كل مكروه وشر، فقط لأن أي ضرر يقع في المجتمع الأمريكي سيتم إسقاطه للأسف مجدداً على المجتمع العربي والإسلامي بسبب ما فعلته القاعدة قبل عقد من الزمان، ولسبب آخر يتعلق بالإجراءات الأمنية الأمريكية المتخذة والتي إن جئنا لنرى كيف تطبق ونقارنها بما يحاول الأمريكان أن يفرضوه علينا في البحرين بما يتعلق بالإجراءات الأمنية مسألة ترفع ضغط الدم وتدفعنا بالضرورة لانتقاد الإدارة الأمريكية بصورة لاذعة.
دائماً ما أفرق بين الشعب الأمريكي وبين إدارته، الشعب الأمريكي من تعاملاتنا مع عديد من المواطنين فيهم من التسامح والطيبة والاحترام الشيء الكثير، هم في الداخل الأمريكي عانوا كثيراً جراء سياسة بلادهم الخارجية مع الدول، تذكروا السؤال الذي رددوه بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر «لماذا يكرهوننا»؟!
التفجيرات الأخيرة التي حصلت في بوسطن وطريقة تعامل الأجهزة الأمنية مع منفذي التفجيرات وقتل أحدهما ومطاردة شقيقه الآخر الذي أجزم بأن مصيره لن يختلف عن أخيه، مسألة تفرض علينا لفت انتباه الإدارة الأمريكية لما تحرمه على غيرها وتبيحه على نفسها.
في العرف الأمريكي لا يوجد رئيس مر على «الدولة الأعظم في العالم» على حد وصفهم، قبل بأن يتفاوض مع من يصنفونهم على أنهم «إرهابيون». أسامة بن لادن زعيم القاعدة وصلوا له لمكانه السري وقتلوه برصاصة مباشرة في الرأس، لم يعتقلوه ولم يحاكموه. أمريكا لا تتفاوض مع إرهابيين.
في شأن ما حصل في بوسطن فإن وكالات الأنباء الأمريكية نقلت في تناولها للحدث بأن القوات الأمنية الأمريكية «المدججة بالسلاح» قتلت أحد «المشتبه بهم»، وضعوا ألف خط تحت وصف «المشتبه بهم»، وأنها في طريقها للبحث عن الآخر لذا طوقت الضاحية التي يشتبه بتواجده فيها وقام رجال مدججون بالسلاح بتفتيش عشرين مبنى بحثاً عنه.
كل هذه الإجراءات الصارمة قامت بها الشرطة الأمريكية بعد حادث التفجير الذي أودى بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من 170 شخصاً آخرين في ماراثون بوسطن السنوي، وبعد أن تم قتل ضابط شرطة بمعهد «ماساتشوستس» بالرصاص وإصابة آخر واختطاف سيارة استخدمها المشتبه بهما للهرب من الشرطة وأسفرت المطاردة عن مقتل أحدهما.
التفجيرات التي حصلت واستهدفت الأرواح كلها تصفنها واشنطن بدون أي تردد على أنها «تفجيرات إرهابية»، وبالنسبة للأمريكان فإن من يشتبه بأنه إرهابي يمكن اعتقاله وزجه في «غوانتانامو» بلا محاكمة وقد يظل هناك لسنوات وقد تثبت براءته بعدها لكن ما الفائدة؟! لكن إن قام المشتبه به فإن التعليمات واضحة جداً لرجال الأمن «ارمي لتقتل» Go for a kill، مثلما كانت التعليمات بشأن بن لادن.
المقصد هنا، أن الأمن القومي الأمريكي هو على رأس أولويات كل الإدارات الأمريكية، ومن يشتبه بأنه إرهابي لا يتم مد الحبل له، لا تكون هناك مفاوضات معه، لا حوارات، ولا حتى سماح له بأن «يلعلع» ويروج الأكاذيب في وسائل إعلام خارجية، القانون سيد الموقف، وفي العرف الأمريكي القانون الرادع للإرهاب يختلف كثيراً عن القانون الجنائي في التطبيق، لا حوار مع إرهابيين على الإطلاق.
انظروا ما يحصل اليوم في الولايات المتحدة وكيف تتعامل أجهزة الأمن بصرامة وبلا تردد، ارجعوا لما حصل في احتجاجات «وول ستريت» رغم أنها احتجاجات تطالب بحقوق الناس أمام «السادية» الاقتصادية التي تسببت بها الأزمة المالية، ارجعوا للحرب على الإرهاب التي أطلقت بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، اعطونا مثلاً واحداً على إرهابي تفاوضت معه الولايات المتحدة أو أقلها سامحته على استهداف أمنها القومي.
نتعاطف مع الأبرياء في الولايات المتحدة الأمريكية ونرفض أي عمل إرهابي آثم، لكن المشكلة وهي حقيقة يجب أن يعرفها الأمريكان أن هناك من الشعوب العربية والإسلامية من يفرح لأي كارثة من هذا النوع تصيب الولايات المتحدة، وهذه مصيبة بحد ذاتها، إذ من يفرح لسقوط ضحايا وأبرياء؟!
في مجلة «نيوز ويك» كتب بروس ريديل تعليقاً على الحادثة بأن «القاعدة ربما تشعر بالسعادة من تفجيرات بوسطن»، بيد أن المشكلة التي لم تطرق بال ريديل أن هناك فئات أخرى قد تكون فرحة –وللأسف- من ذلك، يبقى السبب لماذا؟!
في البحرين مثلاً، لا تلوموا أحداً إن لم يتعاطف بشأن الحادثة أو تأثر بها، فهناك من يرى النقيض يحصل من قبل الأمريكان في بلادنا، إذ في الوقت الذي نحترم فيه بشدة الصرامة الأمريكية في تطبيق القانون، القوة في محاربة الإرهاب والحفاظ على الأمن القومي، نجد مسؤولين أمريكان أنفسهم يبيحون الإرهاب ويمنحونه غطاء شرعياً في دول أخرى، سفير واشنطن في البحرين على سبيل المثال وهو الذي يرى بأم عينه كيف تنفذ العمليات الإرهابية ضد رجال الأمن، كيف تتم عمليات التخريب في البحرين ويتم تعطيل حياة الناس واستهدافهم، وكيف أن هذه الأفعال تصدر بعد تحريضات صريحة وواضحة من جمعيات راديكالية ومراجعها الدينيين من على المنابر، إلا أنه لا يحرك ساكناً ولا يأخذ موقفاً ولا يدين ولا يطالب هؤلاء بالكف، بل نراه يدعمهم ويجتمع معهم ويمنحهم غطاء للاستمرار في هذا الإرهاب.
نرى مثل هؤلاء المسؤولين الذين يمثلون الولايات المتحدة هم من يتسببون بنوع من الكراهية المجتمعية لواشنطن، وللأسف لأن الناس بسطاء فإن الشر يعم، بالتالي يكون التعميم ظالماً وشاملاً لكل الأمريكان رغم أننا بينا كم هو الشعب الأمريكي طيب ومسالم ورفيع الأخلاق في التعامل، لكن تأثير السياسيين ولعبهم في مقدرات الدول الأخرى هو ما يدفع الآخرين لزرع الكراهية في القلوب، وهو ما يدفع جماعات متطرفة وتنظيمات إرهابية لاستهداف أمن الولايات المتحدة، أو حتى أفراد طغت فيهم الكراهية لدرجة تدفعهم لممارسة نوع من الانتقام يصيب للأسف الأبرياء الذين لا يصنعون أبداً سياسة بلادهم.
نعزي الأمريكان إخواننا في الإنسانية بضحايا التفجيرات، ونأمل أن تتم مراجعة أداء بعض مسؤوليهم وممثليهم في عديد من الدول كون هؤلاء بسياسة عملهم يشوهون صورة الولايات المتحدة ويزرعون الكراهية ضدها.
ليس من المعقول بعد هذا أن يجتمع معاً في جملة واحدة القول بأن: God bless you America and shame on you America في آن واحد، لكن هذا للأسف هو الحاصل، ولا تلوموا غيركم، بل لوموا سياستكم الخارجية!
دائماً ما أفرق بين الشعب الأمريكي وبين إدارته، الشعب الأمريكي من تعاملاتنا مع عديد من المواطنين فيهم من التسامح والطيبة والاحترام الشيء الكثير، هم في الداخل الأمريكي عانوا كثيراً جراء سياسة بلادهم الخارجية مع الدول، تذكروا السؤال الذي رددوه بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر «لماذا يكرهوننا»؟!
التفجيرات الأخيرة التي حصلت في بوسطن وطريقة تعامل الأجهزة الأمنية مع منفذي التفجيرات وقتل أحدهما ومطاردة شقيقه الآخر الذي أجزم بأن مصيره لن يختلف عن أخيه، مسألة تفرض علينا لفت انتباه الإدارة الأمريكية لما تحرمه على غيرها وتبيحه على نفسها.
في العرف الأمريكي لا يوجد رئيس مر على «الدولة الأعظم في العالم» على حد وصفهم، قبل بأن يتفاوض مع من يصنفونهم على أنهم «إرهابيون». أسامة بن لادن زعيم القاعدة وصلوا له لمكانه السري وقتلوه برصاصة مباشرة في الرأس، لم يعتقلوه ولم يحاكموه. أمريكا لا تتفاوض مع إرهابيين.
في شأن ما حصل في بوسطن فإن وكالات الأنباء الأمريكية نقلت في تناولها للحدث بأن القوات الأمنية الأمريكية «المدججة بالسلاح» قتلت أحد «المشتبه بهم»، وضعوا ألف خط تحت وصف «المشتبه بهم»، وأنها في طريقها للبحث عن الآخر لذا طوقت الضاحية التي يشتبه بتواجده فيها وقام رجال مدججون بالسلاح بتفتيش عشرين مبنى بحثاً عنه.
كل هذه الإجراءات الصارمة قامت بها الشرطة الأمريكية بعد حادث التفجير الذي أودى بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من 170 شخصاً آخرين في ماراثون بوسطن السنوي، وبعد أن تم قتل ضابط شرطة بمعهد «ماساتشوستس» بالرصاص وإصابة آخر واختطاف سيارة استخدمها المشتبه بهما للهرب من الشرطة وأسفرت المطاردة عن مقتل أحدهما.
التفجيرات التي حصلت واستهدفت الأرواح كلها تصفنها واشنطن بدون أي تردد على أنها «تفجيرات إرهابية»، وبالنسبة للأمريكان فإن من يشتبه بأنه إرهابي يمكن اعتقاله وزجه في «غوانتانامو» بلا محاكمة وقد يظل هناك لسنوات وقد تثبت براءته بعدها لكن ما الفائدة؟! لكن إن قام المشتبه به فإن التعليمات واضحة جداً لرجال الأمن «ارمي لتقتل» Go for a kill، مثلما كانت التعليمات بشأن بن لادن.
المقصد هنا، أن الأمن القومي الأمريكي هو على رأس أولويات كل الإدارات الأمريكية، ومن يشتبه بأنه إرهابي لا يتم مد الحبل له، لا تكون هناك مفاوضات معه، لا حوارات، ولا حتى سماح له بأن «يلعلع» ويروج الأكاذيب في وسائل إعلام خارجية، القانون سيد الموقف، وفي العرف الأمريكي القانون الرادع للإرهاب يختلف كثيراً عن القانون الجنائي في التطبيق، لا حوار مع إرهابيين على الإطلاق.
انظروا ما يحصل اليوم في الولايات المتحدة وكيف تتعامل أجهزة الأمن بصرامة وبلا تردد، ارجعوا لما حصل في احتجاجات «وول ستريت» رغم أنها احتجاجات تطالب بحقوق الناس أمام «السادية» الاقتصادية التي تسببت بها الأزمة المالية، ارجعوا للحرب على الإرهاب التي أطلقت بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، اعطونا مثلاً واحداً على إرهابي تفاوضت معه الولايات المتحدة أو أقلها سامحته على استهداف أمنها القومي.
نتعاطف مع الأبرياء في الولايات المتحدة الأمريكية ونرفض أي عمل إرهابي آثم، لكن المشكلة وهي حقيقة يجب أن يعرفها الأمريكان أن هناك من الشعوب العربية والإسلامية من يفرح لأي كارثة من هذا النوع تصيب الولايات المتحدة، وهذه مصيبة بحد ذاتها، إذ من يفرح لسقوط ضحايا وأبرياء؟!
في مجلة «نيوز ويك» كتب بروس ريديل تعليقاً على الحادثة بأن «القاعدة ربما تشعر بالسعادة من تفجيرات بوسطن»، بيد أن المشكلة التي لم تطرق بال ريديل أن هناك فئات أخرى قد تكون فرحة –وللأسف- من ذلك، يبقى السبب لماذا؟!
في البحرين مثلاً، لا تلوموا أحداً إن لم يتعاطف بشأن الحادثة أو تأثر بها، فهناك من يرى النقيض يحصل من قبل الأمريكان في بلادنا، إذ في الوقت الذي نحترم فيه بشدة الصرامة الأمريكية في تطبيق القانون، القوة في محاربة الإرهاب والحفاظ على الأمن القومي، نجد مسؤولين أمريكان أنفسهم يبيحون الإرهاب ويمنحونه غطاء شرعياً في دول أخرى، سفير واشنطن في البحرين على سبيل المثال وهو الذي يرى بأم عينه كيف تنفذ العمليات الإرهابية ضد رجال الأمن، كيف تتم عمليات التخريب في البحرين ويتم تعطيل حياة الناس واستهدافهم، وكيف أن هذه الأفعال تصدر بعد تحريضات صريحة وواضحة من جمعيات راديكالية ومراجعها الدينيين من على المنابر، إلا أنه لا يحرك ساكناً ولا يأخذ موقفاً ولا يدين ولا يطالب هؤلاء بالكف، بل نراه يدعمهم ويجتمع معهم ويمنحهم غطاء للاستمرار في هذا الإرهاب.
نرى مثل هؤلاء المسؤولين الذين يمثلون الولايات المتحدة هم من يتسببون بنوع من الكراهية المجتمعية لواشنطن، وللأسف لأن الناس بسطاء فإن الشر يعم، بالتالي يكون التعميم ظالماً وشاملاً لكل الأمريكان رغم أننا بينا كم هو الشعب الأمريكي طيب ومسالم ورفيع الأخلاق في التعامل، لكن تأثير السياسيين ولعبهم في مقدرات الدول الأخرى هو ما يدفع الآخرين لزرع الكراهية في القلوب، وهو ما يدفع جماعات متطرفة وتنظيمات إرهابية لاستهداف أمن الولايات المتحدة، أو حتى أفراد طغت فيهم الكراهية لدرجة تدفعهم لممارسة نوع من الانتقام يصيب للأسف الأبرياء الذين لا يصنعون أبداً سياسة بلادهم.
نعزي الأمريكان إخواننا في الإنسانية بضحايا التفجيرات، ونأمل أن تتم مراجعة أداء بعض مسؤوليهم وممثليهم في عديد من الدول كون هؤلاء بسياسة عملهم يشوهون صورة الولايات المتحدة ويزرعون الكراهية ضدها.
ليس من المعقول بعد هذا أن يجتمع معاً في جملة واحدة القول بأن: God bless you America and shame on you America في آن واحد، لكن هذا للأسف هو الحاصل، ولا تلوموا غيركم، بل لوموا سياستكم الخارجية!