لا يبدو أن الربيع العربي بات ربيعاً حقيقياً لحد الآن، فمشهد الفوضى العارمة وغياب النظام وتكريس مفاهيم الخراب والسرقات والتكسير وما إلى ذلك هو الواقع السائد في معظم أجزاء الوطن العربي.
ليست هنالك رؤى ثابتة ولا استراتيجيات واضحة في عقلية من يدير غالبية ثورات الربيع العربي، كما إن الشعوب العربية مازالت تعاني من العشوائية في انتقاء أهدافها وترتيب أولوياتها، وبين هذا الضياع والضياع الآخر، تدخل القوى الاستعمارية الكبرى كعادتها على الخط الساخن، لتقتل كل حراك نحو الديمقراطية الحقيقية، أو تمارس هوايتها بإشعال الفتن الطائفية والحروب الدينية في مجتمعات تجلس على برميل بارود.
في ظل هذا المشهد المربك، يظل عنوان «البقر تشابه علينا» هو الذي يحكم الأوضاع القلقة لمجتمعات تعاني من نقص في الحريات والفكر والثقافة، ومن جهة أخرى نجدها مصابة بتخمة في الأمية والجهل والتخبط والتخلف والصراعات الجانبية والبطالة والفقر وتدني مستوى الوعي. هذه الأمراض كفيلة بتمزيق وتشرذم هذه المجتمعات، ناهيك عن الرغبة الغربية الشديدة أن يظل هذا المشهد كما هو، دون أن يتحرك نحو الأمام، إضافة لغياب الأنموذج الأقرب للواقع العربي في عقلية من يدير مشاريع الربيع، مما جعل الوضع أكثر تعقيداً مما نظن.
ليس هنالك نموذج راقٍ وحضاري للاقتداء به، سواء على صعيد الحكم أو الشعب في أقرب منطقة للأوسط، من النموذج الماليزي، فماليزيا استطاعت وخلال ثلاثة عقود أو أقل من تقديم نفسها كرائدة في مجال التنمية المستدامة وفي مشاريع التعليم والبحث العلمي وفي كافة أوجه النهضة الحضارية الحديثة، وها هي اليوم تدشن عهداً جديداً من الديمقراطية وتكريس مفاهيم صناديق الاقتراع، دون الحاجة إلى تفجير الصراعات الإثنية والدينية والعرقية في بلد يتجاوز عدد سكانه 28 مليون نسمة، ولم يكن له وجود قبل العام 1963، لكنه استطاع أن يقدم نفسه نموذجاً مثالياً في منطقة الشرق.
ربما يحاول بعضهم إبراز بعض عيوب ومثالب النموذج الماليزي، وهذا أمر طبيعي، فهو يظل نموذجاً بشرياً، وربما تعتريه بعض العيوب والأخطاء، كما يحتاج على الدوام للتطوير المستمر، لكن هذا لا يعني أنه غير قادر على أن يكون أفضل بكثير من النماذج العربية الحالية، سواء قبل الربيع العربي أو بعده، فالربيع الماليزي على الأقل، لم يفصح عن هويته المذهبية، ولم يسفك قطرة دم واحدة، ولم يمارس»البمبعة» والفوضى، بل كل ما فعله أن عمل بصدق وتفانٍ وإخلاص وصمت، فكانت ماليزيا ربيعاً فيه الكثير من الأزهار والورود والازدهار الحقيقي والإنسانية والتقدم.
{{ article.visit_count }}
ليست هنالك رؤى ثابتة ولا استراتيجيات واضحة في عقلية من يدير غالبية ثورات الربيع العربي، كما إن الشعوب العربية مازالت تعاني من العشوائية في انتقاء أهدافها وترتيب أولوياتها، وبين هذا الضياع والضياع الآخر، تدخل القوى الاستعمارية الكبرى كعادتها على الخط الساخن، لتقتل كل حراك نحو الديمقراطية الحقيقية، أو تمارس هوايتها بإشعال الفتن الطائفية والحروب الدينية في مجتمعات تجلس على برميل بارود.
في ظل هذا المشهد المربك، يظل عنوان «البقر تشابه علينا» هو الذي يحكم الأوضاع القلقة لمجتمعات تعاني من نقص في الحريات والفكر والثقافة، ومن جهة أخرى نجدها مصابة بتخمة في الأمية والجهل والتخبط والتخلف والصراعات الجانبية والبطالة والفقر وتدني مستوى الوعي. هذه الأمراض كفيلة بتمزيق وتشرذم هذه المجتمعات، ناهيك عن الرغبة الغربية الشديدة أن يظل هذا المشهد كما هو، دون أن يتحرك نحو الأمام، إضافة لغياب الأنموذج الأقرب للواقع العربي في عقلية من يدير مشاريع الربيع، مما جعل الوضع أكثر تعقيداً مما نظن.
ليس هنالك نموذج راقٍ وحضاري للاقتداء به، سواء على صعيد الحكم أو الشعب في أقرب منطقة للأوسط، من النموذج الماليزي، فماليزيا استطاعت وخلال ثلاثة عقود أو أقل من تقديم نفسها كرائدة في مجال التنمية المستدامة وفي مشاريع التعليم والبحث العلمي وفي كافة أوجه النهضة الحضارية الحديثة، وها هي اليوم تدشن عهداً جديداً من الديمقراطية وتكريس مفاهيم صناديق الاقتراع، دون الحاجة إلى تفجير الصراعات الإثنية والدينية والعرقية في بلد يتجاوز عدد سكانه 28 مليون نسمة، ولم يكن له وجود قبل العام 1963، لكنه استطاع أن يقدم نفسه نموذجاً مثالياً في منطقة الشرق.
ربما يحاول بعضهم إبراز بعض عيوب ومثالب النموذج الماليزي، وهذا أمر طبيعي، فهو يظل نموذجاً بشرياً، وربما تعتريه بعض العيوب والأخطاء، كما يحتاج على الدوام للتطوير المستمر، لكن هذا لا يعني أنه غير قادر على أن يكون أفضل بكثير من النماذج العربية الحالية، سواء قبل الربيع العربي أو بعده، فالربيع الماليزي على الأقل، لم يفصح عن هويته المذهبية، ولم يسفك قطرة دم واحدة، ولم يمارس»البمبعة» والفوضى، بل كل ما فعله أن عمل بصدق وتفانٍ وإخلاص وصمت، فكانت ماليزيا ربيعاً فيه الكثير من الأزهار والورود والازدهار الحقيقي والإنسانية والتقدم.