تعيش أندية البحرين في الفترة الحالية مأساة كبيرة من جميع النواحي تتصدره المأساة الاقتصادية والمالية للأندية البحرينية فمعظم أندية البحرين تكاد تسمع الصفير يدوي من خزائنها الخاوية وتكاد معظم الأندية البحرينية أن تسلم مفاتيحها للجهة المسؤولة عنها – المؤسسة العامة للشباب والرياضة – بسبب العجز الكبير في ميزانياتها بسبب تأخر صرف مخصصاتها المالية لفترة من الزمن الأمر الذي انعكس سلباً على نتائج الفرق في جميع المسابقات وانعكس سلباً كذلك على المستوى العام للرياضة البحرينية بدليل الفشل في أكثر من مشاركة خليجية في أكثر من لعبة أولها خسارة الأهلي البحريني لنهائي البطولة الخليجية لكرة اليد التي أقيمت في البحرين في شهر مارس الماضي وآخرها خسارة المحرق البحريني للقبه الخليجي في الكرة الطائرة قبل أيام وعلى أرض مملكة البحرين أيضاً!!!
ولا نحمل المؤسسة العامة للشباب والرياضة مسؤولية هذه الإخفاقات التي هي انعكاس واضح للمأساة التي تعيشها الأندية بسبب العجز المالي الكبير نتيجة تأخر صرف المستحقات والمخصصات المالية لها وكل ذلك بسبب عدم إقرار الموازنة العامة للدولة من قبل مجلس النواب حتى هذا التاريخ والتعطيل والتأجيل في مناقشتها حتى الآن!!!
من لا يعرف خبايا الأندية البحرينية يعتقد بأن أندية البحرين تعيش في نعيم منعم وتتوسد ريش النعام لكن من يتعمق في هذه الأندية يعرف مدى المأساة التي تعيشها الأندية والرياضة بشكل عام فأنديتنا في البحرين تكاد تستجدي «أتطر» لتسيير الأمور فيها فأنديتنا ملتزمة بأمور كثيرة خلال الموسم الواحد سواء الأندية الكبيرة المنافسة على الألقاب أو الأندية الصغيرة وأندية الوسط ملتزمة برواتب المحترفين والمدربين سواء المحترفين أو المحليين كما تلتزم أنديتنا بعقود مع اللاعبين المحليين في أغلب الألعاب إن لم تكن جميعها ومخصصاتها ومستحقاتها لم تصرف بعد بسبب عدم إقرار ميزانية الدولة التي أصبحت كمسمار جحا بالنسبة للنواب الكرام أو بمعنى أدق الشعرة التي يتعلق بها نوابنا بعد سنوات انعدام الإنجازات. من يعرف أنديتنا وسار في دهاليزها يعرف كيف تسير الأمور فيها فأنديتنا على الرغم من وجود مخصصات ومستحقات تصرف لها من قبل الدولة إلا أن تلك المخصصات لا تكاد تغطي ربع مصاريفها خصوصاً لتلك الأندية التي تطمح للمنافسة وتلك التي تطمح للتطوير فيما تعتمد الأغلبية على الدعم الخارجي الذي غالباً ما يكون من قبل رؤساء تلك الأندية أو محبيها وهم في الغالب من يخففون أعباء تلك الأندية وما أن يفكروا في ترك الرياضة أو الابتعاد قليلاً حتى تعود المآسي من جديد لأنديتنا!!!
ولا نعلم إلا متى ستظل أنديتنا تمد أيديها «يا الله من مال الله» بانتظار الفرج بنزول الإعانات وصناديق الإغاثة التي يوفرها الرؤساء والتي تنزل على الأندية «بالباراشوت».