طالما رددنا مع المطرب العراقي عبدالجبار الدراجي أغنيته الشهيرة «عاين يا دكتور حالي عاين يا دكتور»، نفس الحال المرير يلازمنا دوماً في رحلة العلاج عند أطباء المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية عموماً.
في المؤسسة الصحية حذار أن تخطئ وتسأل الطبيب حتى ولو كان سؤالاً واحداً عن حالتك الصحية، من حقك كمريض ـ نظرياً على الأقل ـ أن تسأل عن الدواء الموصوف لحالتك المرضية، ومدة تعاطيك الجرعة الدوائية، وإن لم يأت الدواء الموصوف بمردود إيجابي حقك أن تعرف العلاج البديل أو استبدال الطبيب المعالج، ولكن عندنا كل هذه الأسئلة مرفوضة، وإن سألت فما من مجيب!
إذا كان عبدالجبار الدراجي حل مشكلة القلب والتقى الحبيبة وانتهت مشكلته، فأنت عزيزي المريض مازلت تعاني، ولو أن الدراجي يحاول أن يغطي عجزه في الوصول لحل يريحه من فراق الحبيبة أو العشق من طرف واحد، عل الحبيبة ينكسر خاطرها وتنفحه بابتسامة بالتفاتة ولو مرة واحدة في العمر، لكن دون جدوى ابن عمك «أصمخ» وبات عاجزاً عن السمع أو حتى الحركة أو الإيماءة على أقل تقدير.
الرجل أصبح في عداد «الماكينة» تضع فيها 100 فلس وتفوز بعلبة مياه غازية تبرد جوفك الملتهب، واليوم تنوعت «الماكينات» وتعددت خدماتها ووظائفها، إلا أن العلاج عندنا مازال يقدس «البنادول» ويشركه الطبيب بسبب ودون سبب في كل الوصفات العلاجية، حتى إن شركات تصنيع الأدوية باتت تتفنن في تغيير مسماها بين الفينة والأخرى «بنادول»، «سيتامول»، «بارامول» «بارا سيتامول» وهكذا، حتى لا يمل المريض بعد أن حفظ أنواع «البنادول» وأشكال علبها عن ظهر قلب.
الجديد الطارئ في عيادات الأطباء هذه الأيام، وبعد أن أصبحت وصفة «البنادول» أسطوانة مشروخة صدعت رؤوسنا، الجديد عندما تسأل الطبيب عن سبب ما تعانيه من حرقة في البلاعيم والزكام المتواصل الشبيه بـ»إعصار تسونامي» مثلاً، تجده يتجاهل سؤالك، أو يجيب إجابة مبهمة يمكن أن تنسحب على أي داء، وقد يقول الكلام ونقيضه، وفي الخلاصة لا المريض ولا الطبيب يعرف للحالة المرضية تشخيصاً.
حدثني أحد الأصدقاء عن معاناة ابنه مع التهاب البلعوم وارتفاع درجات الحرارة بحيث منعته من النوم أياماً بلياليها، ويقول الصديق «عندما شعرت بتردي حالته توجهت إلى أقرب مركز صحي علها مشكلة عارضة تهون عند رجال الطب، وبعد أن انتظرت مدة جاوزت المدة المقررة بـ30 دقيقة، قلت لنفسي الطبيب معذور، المركز مزدحم بالمرضى ولا ضير من الانتظار».
ويضيف «جاء دوري ودخلت على الطبيب وحاولت ولوج الموضوع مباشرة كي لا أضيع عليه وقته الثمين، وشرحت معاناة صغيري مع المرض، كان الطبيب يومئ برأسه وكنت أظنه يتابع ما أقول، بعد عشر دقائق عاد يسألني خير الولد ماله»، واكتشفت أني كنت أكلم طبيباً شارد الذهن مشغول البال.. يمكن كان يحسب دوره متى يستلم الجمعية».
المهم شرح صاحبنا الموضوع من جديد «قاطعني الطبيب قبل أن أكمل كلامي.. مش مشكلة المسألة بسيطة بس أنت متخنها حبتين، رمقته باستغراب شلون متخنها وحنه ما نام الليل من ثلاثة أيام، أجاب المشكلة أنكم حساسون فوق اللزوم والولد يدلع وأنتوا اللي تمرضو، قلت له ما فهمت مين اللي يدلع وحرارته نار، وفشلت كل محاولات إطفائها ولو نفعت ما كنا تعذبنه وعذبناك معانا».
أصر الطبيب أن الولد لا يعاني شيئاً و»كل ما فيه فيروس منتشر في البلد من الجو اللي مش ثابت على حال» قال له صاحبنا «الفيروس مرض ولا شوية دلع، وأصر الطبيب أنه ليس مرضاً، وأن اللي عند ابني يعاني منه أغلبية الناس في البحرين، سألته ما الحل قال شوية كمادات ومضاد يقضي على الدلع وعصير برتقال بدون ثلج وخلاص».
قال صاحب الشكوى للطبيب وقد خرج من طوره «الفيروس جاء للبلد زيارة ولا (فري فيزه)، هو مرض عليكم أن تحذروا الناس منه وأن يأخذوا احتياطاتهم كي لا يقعوا في المحظور، وكأن الطبيب شعر أنه لم يقنعني بفلسفته الأفلاطونية، شخبط في ورقة موجهة للصيدلية دون أن يقيس حرارة المريض أو حتى يلمسه، وقرأ اسم المريض التالي».
خرج من عند الطبيب وهو يندب حظه «دكتور يحتاج من يعالجه» وفي البيت لم ينفع دواء ولم تنزل الحرارة من جسد الصغير «لم أنم الليل بطوله، وفي الصباح قررت أخذه إلى المستشفى العسكري فأنا من المسجلين ولي ملف، هناك فوجئت بالكاتب يطلب مني مبلغ 25 ديناراً، قلت له لكن المبلغ 15 ديناراً وأنا لست بالمستجد، ضحك وقال لكنك لم تراجع المستشفى منذ 6 أشهر وأنت تعامل معاملة المستجد، قلت ذنبي أني وأبنائي لم نمرض منذ 6 أشهر يعني أن نعاقب بدفع الرسوم كاملة قال القانون هو القانون».
دفع صاحبنا المبلغ المطلوب ووكل أمره لله ودفع للصيدلية ثمن الدواء والنتيجة «تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي» ويقول «في الليلة الخامسة زاد صياح الصغير وكأنه يقول لي مالك لا تسفرني إلى الخارج علك تجد الطبيب المداوي، وكنت أجيبه والحرقة في داخلي وين أوديك من يداويك لا دكتور عدل ولا حتى مركز، نام الصغير من شدة الألم وأنا أغني من القهر عاين يادكتور حالي».
الرشفة الأخيرة
وزارة الصحة السعودية أعلنت الأربعاء الماضي أن خمسة سعوديين توفوا نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا، وهو أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي. الوزارة رصدت سبع إصابات جديدة بفيروس كورونا خلال الأيام الماضية في محافظة الأحساء شرقي المملكة، توفي منها خمس حالات، بينما ترقد حالتان في العناية المركزة. وكورونا هو أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، واشتق اسمه من الأصل اللاتيني وهو «هالة» لأن شكل الفيروس تحت المجهر دائري تحيط به هالة من الخيوط الرقيقة، مما يجعله شبيها بالشمس. ويعتقد أن الالتهاب الرئوي الحاد «سارس» الذي ظهر عامي 2002 و2003 في الصين وهونغ كونغ قد تسبب به فيروس من عائلة كورونا.
انتهى بيان الوزارة والدور على وزارة الصحة عندنا والسؤال الذي يبحث عن إجابة سريعة ما هي الخطوات الاحترازية التي تم اتخاذها سواء في البحرين أم في المنافذ القادمة والمتوجهة إلى الشقيقة السعودية؟ وهل هناك برامج توعية في الصحف أو التلفاز أو الإذاعة أو حتى المراكز الصحية؟ نرجو ذلك. و»البحرين ديرة صغيرونه إذا سعل واحد في المحرق مرض رفيجه إللي في الرفاع، وبعيد الشر عن الجميع».
في المؤسسة الصحية حذار أن تخطئ وتسأل الطبيب حتى ولو كان سؤالاً واحداً عن حالتك الصحية، من حقك كمريض ـ نظرياً على الأقل ـ أن تسأل عن الدواء الموصوف لحالتك المرضية، ومدة تعاطيك الجرعة الدوائية، وإن لم يأت الدواء الموصوف بمردود إيجابي حقك أن تعرف العلاج البديل أو استبدال الطبيب المعالج، ولكن عندنا كل هذه الأسئلة مرفوضة، وإن سألت فما من مجيب!
إذا كان عبدالجبار الدراجي حل مشكلة القلب والتقى الحبيبة وانتهت مشكلته، فأنت عزيزي المريض مازلت تعاني، ولو أن الدراجي يحاول أن يغطي عجزه في الوصول لحل يريحه من فراق الحبيبة أو العشق من طرف واحد، عل الحبيبة ينكسر خاطرها وتنفحه بابتسامة بالتفاتة ولو مرة واحدة في العمر، لكن دون جدوى ابن عمك «أصمخ» وبات عاجزاً عن السمع أو حتى الحركة أو الإيماءة على أقل تقدير.
الرجل أصبح في عداد «الماكينة» تضع فيها 100 فلس وتفوز بعلبة مياه غازية تبرد جوفك الملتهب، واليوم تنوعت «الماكينات» وتعددت خدماتها ووظائفها، إلا أن العلاج عندنا مازال يقدس «البنادول» ويشركه الطبيب بسبب ودون سبب في كل الوصفات العلاجية، حتى إن شركات تصنيع الأدوية باتت تتفنن في تغيير مسماها بين الفينة والأخرى «بنادول»، «سيتامول»، «بارامول» «بارا سيتامول» وهكذا، حتى لا يمل المريض بعد أن حفظ أنواع «البنادول» وأشكال علبها عن ظهر قلب.
الجديد الطارئ في عيادات الأطباء هذه الأيام، وبعد أن أصبحت وصفة «البنادول» أسطوانة مشروخة صدعت رؤوسنا، الجديد عندما تسأل الطبيب عن سبب ما تعانيه من حرقة في البلاعيم والزكام المتواصل الشبيه بـ»إعصار تسونامي» مثلاً، تجده يتجاهل سؤالك، أو يجيب إجابة مبهمة يمكن أن تنسحب على أي داء، وقد يقول الكلام ونقيضه، وفي الخلاصة لا المريض ولا الطبيب يعرف للحالة المرضية تشخيصاً.
حدثني أحد الأصدقاء عن معاناة ابنه مع التهاب البلعوم وارتفاع درجات الحرارة بحيث منعته من النوم أياماً بلياليها، ويقول الصديق «عندما شعرت بتردي حالته توجهت إلى أقرب مركز صحي علها مشكلة عارضة تهون عند رجال الطب، وبعد أن انتظرت مدة جاوزت المدة المقررة بـ30 دقيقة، قلت لنفسي الطبيب معذور، المركز مزدحم بالمرضى ولا ضير من الانتظار».
ويضيف «جاء دوري ودخلت على الطبيب وحاولت ولوج الموضوع مباشرة كي لا أضيع عليه وقته الثمين، وشرحت معاناة صغيري مع المرض، كان الطبيب يومئ برأسه وكنت أظنه يتابع ما أقول، بعد عشر دقائق عاد يسألني خير الولد ماله»، واكتشفت أني كنت أكلم طبيباً شارد الذهن مشغول البال.. يمكن كان يحسب دوره متى يستلم الجمعية».
المهم شرح صاحبنا الموضوع من جديد «قاطعني الطبيب قبل أن أكمل كلامي.. مش مشكلة المسألة بسيطة بس أنت متخنها حبتين، رمقته باستغراب شلون متخنها وحنه ما نام الليل من ثلاثة أيام، أجاب المشكلة أنكم حساسون فوق اللزوم والولد يدلع وأنتوا اللي تمرضو، قلت له ما فهمت مين اللي يدلع وحرارته نار، وفشلت كل محاولات إطفائها ولو نفعت ما كنا تعذبنه وعذبناك معانا».
أصر الطبيب أن الولد لا يعاني شيئاً و»كل ما فيه فيروس منتشر في البلد من الجو اللي مش ثابت على حال» قال له صاحبنا «الفيروس مرض ولا شوية دلع، وأصر الطبيب أنه ليس مرضاً، وأن اللي عند ابني يعاني منه أغلبية الناس في البحرين، سألته ما الحل قال شوية كمادات ومضاد يقضي على الدلع وعصير برتقال بدون ثلج وخلاص».
قال صاحب الشكوى للطبيب وقد خرج من طوره «الفيروس جاء للبلد زيارة ولا (فري فيزه)، هو مرض عليكم أن تحذروا الناس منه وأن يأخذوا احتياطاتهم كي لا يقعوا في المحظور، وكأن الطبيب شعر أنه لم يقنعني بفلسفته الأفلاطونية، شخبط في ورقة موجهة للصيدلية دون أن يقيس حرارة المريض أو حتى يلمسه، وقرأ اسم المريض التالي».
خرج من عند الطبيب وهو يندب حظه «دكتور يحتاج من يعالجه» وفي البيت لم ينفع دواء ولم تنزل الحرارة من جسد الصغير «لم أنم الليل بطوله، وفي الصباح قررت أخذه إلى المستشفى العسكري فأنا من المسجلين ولي ملف، هناك فوجئت بالكاتب يطلب مني مبلغ 25 ديناراً، قلت له لكن المبلغ 15 ديناراً وأنا لست بالمستجد، ضحك وقال لكنك لم تراجع المستشفى منذ 6 أشهر وأنت تعامل معاملة المستجد، قلت ذنبي أني وأبنائي لم نمرض منذ 6 أشهر يعني أن نعاقب بدفع الرسوم كاملة قال القانون هو القانون».
دفع صاحبنا المبلغ المطلوب ووكل أمره لله ودفع للصيدلية ثمن الدواء والنتيجة «تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي» ويقول «في الليلة الخامسة زاد صياح الصغير وكأنه يقول لي مالك لا تسفرني إلى الخارج علك تجد الطبيب المداوي، وكنت أجيبه والحرقة في داخلي وين أوديك من يداويك لا دكتور عدل ولا حتى مركز، نام الصغير من شدة الألم وأنا أغني من القهر عاين يادكتور حالي».
الرشفة الأخيرة
وزارة الصحة السعودية أعلنت الأربعاء الماضي أن خمسة سعوديين توفوا نتيجة إصابتهم بفيروس كورونا، وهو أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي. الوزارة رصدت سبع إصابات جديدة بفيروس كورونا خلال الأيام الماضية في محافظة الأحساء شرقي المملكة، توفي منها خمس حالات، بينما ترقد حالتان في العناية المركزة. وكورونا هو أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، واشتق اسمه من الأصل اللاتيني وهو «هالة» لأن شكل الفيروس تحت المجهر دائري تحيط به هالة من الخيوط الرقيقة، مما يجعله شبيها بالشمس. ويعتقد أن الالتهاب الرئوي الحاد «سارس» الذي ظهر عامي 2002 و2003 في الصين وهونغ كونغ قد تسبب به فيروس من عائلة كورونا.
انتهى بيان الوزارة والدور على وزارة الصحة عندنا والسؤال الذي يبحث عن إجابة سريعة ما هي الخطوات الاحترازية التي تم اتخاذها سواء في البحرين أم في المنافذ القادمة والمتوجهة إلى الشقيقة السعودية؟ وهل هناك برامج توعية في الصحف أو التلفاز أو الإذاعة أو حتى المراكز الصحية؟ نرجو ذلك. و»البحرين ديرة صغيرونه إذا سعل واحد في المحرق مرض رفيجه إللي في الرفاع، وبعيد الشر عن الجميع».