طبعاً لن نقول لوزير الخارجية الإيراني صالحي «لا تكذب»، لأن الكذب هو أحد البنود التي أسس عليها دستور ولاية الفقيه، حيث لا تصح ولايته إلا بإتقان فنون الكذب وأنواعه، لكن نقول عما ذكره في تصريحه بأن جلالة ملك البحرين المفدى قد طلب منه في اجتماع قمة زعماء دول منظمة التعاون الإسلامي بمساعدة البحرين عن طريق التفاوض مع المعارضة كي يجلسوا مع الحكومة البحرينية، ويبحثوا عن حل سلمي.
هذا كلام ليس فيه حتى دليل واحد على الصحة، وذلك عندما كانت ساعتها ما يسمى «المعارضة» تتمنى الجلوس مع الدولة مباشرة على طاولة الحوار أو حتى من ينوب عنها، وهو ما رفضته الدولة رفضاً قاطعاً، وأصرت أن يكون الحوار بين الجمعيات السياسية جميعها وممثلين عن السلطة التنفيذية والتشريعية، وحتى هذه الساعة لا زالت تصر المعارضة أن يكون ممثل عن الملك في الحوار، وهذا ما يثبت كذب صالحي وادعاءه في تصريحه، وما ادعاؤه هذا إلا محاولة إيرانية لإخراج الوفاق من ورطتها لكي تعود إلى ما قبل المؤامرة، ولتبدأ بنسج خيوط مؤامرة ثانية تبدأ بدخولها المجلس التشريعي، بعد أن تتم المصالحة تحت رعاية إيرانية.
وما تأكيد إيران أن البحرين دولة مستقلة ذات سيادة إلا خديعة أخرى ووسيلة لتبرئ إيران نفسها من المؤامرة الانقلابية، وتبرئ الوفاق من ولائها لإيران، وهي ضرورة تتطلبها الظروف السياسية الحالية في الوطن العربي، والمؤامرة الانقلابية القادمة التي تعتمد استراتيجيتها على ضرورة المصالحة قبل سقوط بشار وقبل إعلان الاتحاد الخليجي، حيث يضمن للوفاق أن يكون لها مكان سياسي متقدم في السلطة التنفيذية والتشريعية، كما سيكون لها وزراء، وقد تفرح الدولة بالمصالحة فيفتح لأتباع الوفاق الوزارات الأمنية والعسكرية بعد أن تقوم الوفاق بالتظاهر بالوطنية، ولكم مثال في ذاك الوزير الذي كان معارضاً وأحد مؤسسي ما يسمى حركة أحرار البحرين أصبح وزيراً في الحكومة مقرباً من الدولة يستأنس برأيه، وذلك بعد أن تفانى في إظهار الولاء والوطنية.
طلب صالحي بالتوسط بين الوفاق والدولة بقوله: «مستعدون أن نسهل التفاوض»، دليل دامغ على وقوف إيران خلف المؤامرة الانقلابية، وإلا كيف سيسهل التفاوض ما لم تكن يده ورجله ورأسه في المؤامرة من بدايتها حتى نهايتها، وما جلوس ممثلي الجمعيات اليوم على طاولة الحوار إلا تمثيل للحكومة الإيرانية، وما اشتراطاتها إلا لخلق عقبات للتوصل إلى نتيجة لتأتي بعدها الوساطة الإيرانية، والتي سهلت لها الوفاق بالتصلب في المواقف، كما إن استمرار الإرهاب الوفاقي في الشارع عامل آخر لدفع الدولة إلى المصالحة التي قد تضطرها بالقبول بالوساطة الإيرانية، ولتجنيب البحرين التدخل الأممي الذي تؤسس له اليوم أمريكا ومنظماتها، وما تقرير الخارجية الأمريكية وما تلاها من تقارير متتابعة إلا دليل على ذلك، ولم تبقَ إلا منظمات الرفق بالحيوان أن تتدخل حتى تنقذ قطط سترة من الاختناق، وكل ذلك مؤشر على الخطة الأمريكية الإيرانية المتناسقة والمتوافقة في تبادل الأدوار وطرح الأوراق لسد الأبواب أمام الدولة. فمن ضغط الإرهاب الداخلي والتهديد الأمريكي الغربي وقد يكون أسهل الأمرين قبول وساطة صالحي الذي أبدى استعداده لقبول زيارة علنية للبحرين، وبعدها يتوقف الإرهاب، وتعود المنظمات الأجنبية لإدراج البحرين في المراتب الأولى بدءاً من الحكم الراشد حتى المرتبة الأولى في العناية بالحياة الفطرية والسمكية، إذ لن يكون هناك حاجة لتقارير مسيئة عن البحرين بعدما حققت الأهداف منها.
بهذه المناسبة سنعود لقضية الكذب الذي تمارسه الحكومة الإيرانية، ومنه تزويرها لخطاب الرئيس المصري في قمة عدم الانحياز أثناء حديثه عن الثورات العربية، حيث قال «إن الثورة المصرية مثلت حجر الزاوية في حركة الربيع العربي»، وذكر ثورات تونس وليبيا واليمن، مشيراً إلى أن «الثورة في سوريا ضد النظام الظالم» تلت هذه الثورات، إلا أن المترجم الإيراني استبدل كلمة سوريا بالبحرين، كما قلب مضمون موقف مرسي من الأزمة السورية، الذي شدد في خطابه على التضامن مع «نضال أبناء سوريا ضد نظام قمعي فقد شرعيته»، واستبدله المترجم ناقلاً عنه بقوله: «هناك أزمة في سوريا وعلينا جميعاً أن ندعم النظام الحاكم في سوريا وينبغي أن تستأنف الإصلاحات في سوريا ومنع أي تدخل أجنبي.. هذا هو موقفنا»، وعلى إثر ذلك قامت وزارة الخارجية البحرينية باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني مهدي إسلامي وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على ما قام به إعلام دولته من خلال التلفزيون الإيراني الرسمي من تزوير وتحريف خطاب الرئيس المصري.
الكذب الإيراني لم يتوقف عند هذا الحد؛ بل وصل إلى الأمم المتحدة، ومنها كذب مستشار خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي عندما أكد في مقابلة مع وكالة فارس للأنباء أن أمين عام الأمم المتحدة وصف خامنئي بـ «قائد العالم الإسلامي»، وهو ما نفاه الناطق باسم بان كي مون، وقال إنه من المستحيل أن يصف بان كي مون خامنئي بهذه الصفة.
إن عملة الكذب مشتركة بين إيران وبين شبكاتها الإرهابية في البحرين، وهي عملة صفوية استخدمها جدهم الكبير ابن العلقمي، ولا زال أحفاده يسيرون على منواله، فلا غرابة إن كذبوا، ولا غرابة إن مكروا، ولا غرابة إن أنكروا، لكن الغرابة أن يكون الرد على هذا الكذب مجرد مذكرة احتجاج ثم يتم التواصل والاتصال كما كان وقد يكون أحسن مما كان، فلا نعلم ما ستكشفه لنا الأيام، وهل ما نشر عن صالحي هو مقدمات لوساطة إيرانية تنفذ من خلالها أمريكا مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي تمزقت خارطته على تضاريس مملكة البحرين الخليفية.
هذا كلام ليس فيه حتى دليل واحد على الصحة، وذلك عندما كانت ساعتها ما يسمى «المعارضة» تتمنى الجلوس مع الدولة مباشرة على طاولة الحوار أو حتى من ينوب عنها، وهو ما رفضته الدولة رفضاً قاطعاً، وأصرت أن يكون الحوار بين الجمعيات السياسية جميعها وممثلين عن السلطة التنفيذية والتشريعية، وحتى هذه الساعة لا زالت تصر المعارضة أن يكون ممثل عن الملك في الحوار، وهذا ما يثبت كذب صالحي وادعاءه في تصريحه، وما ادعاؤه هذا إلا محاولة إيرانية لإخراج الوفاق من ورطتها لكي تعود إلى ما قبل المؤامرة، ولتبدأ بنسج خيوط مؤامرة ثانية تبدأ بدخولها المجلس التشريعي، بعد أن تتم المصالحة تحت رعاية إيرانية.
وما تأكيد إيران أن البحرين دولة مستقلة ذات سيادة إلا خديعة أخرى ووسيلة لتبرئ إيران نفسها من المؤامرة الانقلابية، وتبرئ الوفاق من ولائها لإيران، وهي ضرورة تتطلبها الظروف السياسية الحالية في الوطن العربي، والمؤامرة الانقلابية القادمة التي تعتمد استراتيجيتها على ضرورة المصالحة قبل سقوط بشار وقبل إعلان الاتحاد الخليجي، حيث يضمن للوفاق أن يكون لها مكان سياسي متقدم في السلطة التنفيذية والتشريعية، كما سيكون لها وزراء، وقد تفرح الدولة بالمصالحة فيفتح لأتباع الوفاق الوزارات الأمنية والعسكرية بعد أن تقوم الوفاق بالتظاهر بالوطنية، ولكم مثال في ذاك الوزير الذي كان معارضاً وأحد مؤسسي ما يسمى حركة أحرار البحرين أصبح وزيراً في الحكومة مقرباً من الدولة يستأنس برأيه، وذلك بعد أن تفانى في إظهار الولاء والوطنية.
طلب صالحي بالتوسط بين الوفاق والدولة بقوله: «مستعدون أن نسهل التفاوض»، دليل دامغ على وقوف إيران خلف المؤامرة الانقلابية، وإلا كيف سيسهل التفاوض ما لم تكن يده ورجله ورأسه في المؤامرة من بدايتها حتى نهايتها، وما جلوس ممثلي الجمعيات اليوم على طاولة الحوار إلا تمثيل للحكومة الإيرانية، وما اشتراطاتها إلا لخلق عقبات للتوصل إلى نتيجة لتأتي بعدها الوساطة الإيرانية، والتي سهلت لها الوفاق بالتصلب في المواقف، كما إن استمرار الإرهاب الوفاقي في الشارع عامل آخر لدفع الدولة إلى المصالحة التي قد تضطرها بالقبول بالوساطة الإيرانية، ولتجنيب البحرين التدخل الأممي الذي تؤسس له اليوم أمريكا ومنظماتها، وما تقرير الخارجية الأمريكية وما تلاها من تقارير متتابعة إلا دليل على ذلك، ولم تبقَ إلا منظمات الرفق بالحيوان أن تتدخل حتى تنقذ قطط سترة من الاختناق، وكل ذلك مؤشر على الخطة الأمريكية الإيرانية المتناسقة والمتوافقة في تبادل الأدوار وطرح الأوراق لسد الأبواب أمام الدولة. فمن ضغط الإرهاب الداخلي والتهديد الأمريكي الغربي وقد يكون أسهل الأمرين قبول وساطة صالحي الذي أبدى استعداده لقبول زيارة علنية للبحرين، وبعدها يتوقف الإرهاب، وتعود المنظمات الأجنبية لإدراج البحرين في المراتب الأولى بدءاً من الحكم الراشد حتى المرتبة الأولى في العناية بالحياة الفطرية والسمكية، إذ لن يكون هناك حاجة لتقارير مسيئة عن البحرين بعدما حققت الأهداف منها.
بهذه المناسبة سنعود لقضية الكذب الذي تمارسه الحكومة الإيرانية، ومنه تزويرها لخطاب الرئيس المصري في قمة عدم الانحياز أثناء حديثه عن الثورات العربية، حيث قال «إن الثورة المصرية مثلت حجر الزاوية في حركة الربيع العربي»، وذكر ثورات تونس وليبيا واليمن، مشيراً إلى أن «الثورة في سوريا ضد النظام الظالم» تلت هذه الثورات، إلا أن المترجم الإيراني استبدل كلمة سوريا بالبحرين، كما قلب مضمون موقف مرسي من الأزمة السورية، الذي شدد في خطابه على التضامن مع «نضال أبناء سوريا ضد نظام قمعي فقد شرعيته»، واستبدله المترجم ناقلاً عنه بقوله: «هناك أزمة في سوريا وعلينا جميعاً أن ندعم النظام الحاكم في سوريا وينبغي أن تستأنف الإصلاحات في سوريا ومنع أي تدخل أجنبي.. هذا هو موقفنا»، وعلى إثر ذلك قامت وزارة الخارجية البحرينية باستدعاء القائم بالأعمال الإيراني مهدي إسلامي وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على ما قام به إعلام دولته من خلال التلفزيون الإيراني الرسمي من تزوير وتحريف خطاب الرئيس المصري.
الكذب الإيراني لم يتوقف عند هذا الحد؛ بل وصل إلى الأمم المتحدة، ومنها كذب مستشار خامنئي للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي عندما أكد في مقابلة مع وكالة فارس للأنباء أن أمين عام الأمم المتحدة وصف خامنئي بـ «قائد العالم الإسلامي»، وهو ما نفاه الناطق باسم بان كي مون، وقال إنه من المستحيل أن يصف بان كي مون خامنئي بهذه الصفة.
إن عملة الكذب مشتركة بين إيران وبين شبكاتها الإرهابية في البحرين، وهي عملة صفوية استخدمها جدهم الكبير ابن العلقمي، ولا زال أحفاده يسيرون على منواله، فلا غرابة إن كذبوا، ولا غرابة إن مكروا، ولا غرابة إن أنكروا، لكن الغرابة أن يكون الرد على هذا الكذب مجرد مذكرة احتجاج ثم يتم التواصل والاتصال كما كان وقد يكون أحسن مما كان، فلا نعلم ما ستكشفه لنا الأيام، وهل ما نشر عن صالحي هو مقدمات لوساطة إيرانية تنفذ من خلالها أمريكا مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي تمزقت خارطته على تضاريس مملكة البحرين الخليفية.