حبيبتي.. هلا نزلتِ قليلاً وأعطيتهم كتفكِ ليصعدوا عليه وليهتفوا على ظهرك الذي ناء بالأحمال «على القدس رايحين شهداء بالملايين» لم لا؟! ألم يصعد سابقوهم دهراً؟ ألم يقتادوا شعوبهم إلى الزنازين المعتمة؟ ألم يقطعوهم إرباً بالطائرات ويسحقوا ما تبقى منهم بالدبابات باسمكِ؟ ألم تكوني أنتِ العنوان لتسلط الحكام العرب الذين اتهموا مخالفيهم بالخيانة والعمالة؟.
باسمك أسسوا الجيوش والفيالق التي لم تبارح ثكناتها إلا لقتل شعوبها؛ فمن جيش القدس لفيلق القدس للجنة القدس، حتى جعلوكِ عنواناً لكل فجيعة مرت بتاريخنا الحديث.
باسمكِ أطبقوا على أنفاس شعوبهم عشرات السنين وأسموا أنفسهم مقاومين ممانعين صامدين على جثث أبنائهم وأبنائكِ؛ فقتلوهم في حماة وقتلوا أبناءكِ في تل الزعتر وصبرا وشاتيلا وحرب المخيمات، ومازالوا يقتلونهم في مخيم الرملة واليرموك.
اسمكِ المقدّس كان كافياً لإضفاء الطهر على الطغاة والجلادين، وصدقكِ كان كل ما يحتاجه الأفاقون ليقودوا الجموع.
حبيبتي.. لا تبخلي عليهم؛ فالبخل صفة لا تتناسب مع كرمكِ، انزلي قليلاً وامنحي سادة الربيع العربي قليلاً من الشرعية وكثيراً من التعاطف الشعبي، امنحيهم الفرصة ليهزؤوا من وعي شعوبهم التي تتألم من أجل مقدساتكِ، اصقلي منابرهم التي صدأت قبل الأوان وامنحيهم زخماً وأغمضي عينيكِ وهم يهتفون باسمك الطاهر، وصمي أذنيكِ فأنتِ وأنا نعلم أنهم يكذبون..
لا تبخلي عن المهتزة عروشهم بمسمار يثبت أوضاعهم، اخلعي عليهم ألقاب البطولة وأعطيهم سيوفاً خشبية يقاتلون بها في معارك وهمية ليست معارككِ، وإن كانت باسمكِ.
تألمي في صمتٍ وهم يهودون قلبكِ في القدس، ويقتلعون أشجار الزيتون من عروقكِ ليزرعوا مكانها المستوطنات والشوك والألم..
تألمي وهم يقسمونك ويخيرونك أي قطعة في جسدك أعز؛ أعيناكِ في الجليل؟ أجانبكِ الأيمن في الضفة أم جانبكِ الأيسر في يافا أم جنوبكِ في غزة؟ اختاري؛ لا بل هم سيختارون حدود أوصالكِ الممزقة في 48 أو 67، أيناسبكِ أن تكون الأرض مقابل السلام؟ أم الأرض مقابل الأرض؟ فكري؛ لكنكِ لن تختاري فالأمر بحاجة إلى تفكير؛ في مدريد أو في كامب ديفيد وربما في أوسلو أو في وادي عربة.
حبيبتي.. مالي أراكِ أصبحت الخبر العاشر في كل الصحف؟ لم تعد تلك الطعنات المسددة إلى قلبكِ تهم، إن أي خبر أهم منك؛ فقد ملوا تسامحكِ، ملوا عطاءكِ الذي لم يستثنِ أحداً، ملو كتفكِ الذي ينزل مرحباً بكل راغب في البطولة وطامع في قيادة، ملوا أخباركِ الحزينة بعدما أثقلوا قلبكِ بجراح التجارب والنظريات.
حبيبتي.. أنا مثلكِ أتألم في صمت.. وأصرخ، كما تعلمت منك بصمت، فما عاد حديثي عنكِ يستهويهم، وغداً كل سطر أكتبه عنكِ غناء خارج سرب لا تطربه إلا ألحان الطائفية والخلاف.
أنام فتتراءى لي جموع حقيقية بالملايين تسير نحوك دون أن تشوه هيبة مسيرها بالهتافات ذات الذكريات البالية، جموع لا تدنس بهاء منظرها رايات انقسام؛ بل أنتِ فقط حبيبتي.. فلسطين..
باسمك أسسوا الجيوش والفيالق التي لم تبارح ثكناتها إلا لقتل شعوبها؛ فمن جيش القدس لفيلق القدس للجنة القدس، حتى جعلوكِ عنواناً لكل فجيعة مرت بتاريخنا الحديث.
باسمكِ أطبقوا على أنفاس شعوبهم عشرات السنين وأسموا أنفسهم مقاومين ممانعين صامدين على جثث أبنائهم وأبنائكِ؛ فقتلوهم في حماة وقتلوا أبناءكِ في تل الزعتر وصبرا وشاتيلا وحرب المخيمات، ومازالوا يقتلونهم في مخيم الرملة واليرموك.
اسمكِ المقدّس كان كافياً لإضفاء الطهر على الطغاة والجلادين، وصدقكِ كان كل ما يحتاجه الأفاقون ليقودوا الجموع.
حبيبتي.. لا تبخلي عليهم؛ فالبخل صفة لا تتناسب مع كرمكِ، انزلي قليلاً وامنحي سادة الربيع العربي قليلاً من الشرعية وكثيراً من التعاطف الشعبي، امنحيهم الفرصة ليهزؤوا من وعي شعوبهم التي تتألم من أجل مقدساتكِ، اصقلي منابرهم التي صدأت قبل الأوان وامنحيهم زخماً وأغمضي عينيكِ وهم يهتفون باسمك الطاهر، وصمي أذنيكِ فأنتِ وأنا نعلم أنهم يكذبون..
لا تبخلي عن المهتزة عروشهم بمسمار يثبت أوضاعهم، اخلعي عليهم ألقاب البطولة وأعطيهم سيوفاً خشبية يقاتلون بها في معارك وهمية ليست معارككِ، وإن كانت باسمكِ.
تألمي في صمتٍ وهم يهودون قلبكِ في القدس، ويقتلعون أشجار الزيتون من عروقكِ ليزرعوا مكانها المستوطنات والشوك والألم..
تألمي وهم يقسمونك ويخيرونك أي قطعة في جسدك أعز؛ أعيناكِ في الجليل؟ أجانبكِ الأيمن في الضفة أم جانبكِ الأيسر في يافا أم جنوبكِ في غزة؟ اختاري؛ لا بل هم سيختارون حدود أوصالكِ الممزقة في 48 أو 67، أيناسبكِ أن تكون الأرض مقابل السلام؟ أم الأرض مقابل الأرض؟ فكري؛ لكنكِ لن تختاري فالأمر بحاجة إلى تفكير؛ في مدريد أو في كامب ديفيد وربما في أوسلو أو في وادي عربة.
حبيبتي.. مالي أراكِ أصبحت الخبر العاشر في كل الصحف؟ لم تعد تلك الطعنات المسددة إلى قلبكِ تهم، إن أي خبر أهم منك؛ فقد ملوا تسامحكِ، ملوا عطاءكِ الذي لم يستثنِ أحداً، ملو كتفكِ الذي ينزل مرحباً بكل راغب في البطولة وطامع في قيادة، ملوا أخباركِ الحزينة بعدما أثقلوا قلبكِ بجراح التجارب والنظريات.
حبيبتي.. أنا مثلكِ أتألم في صمت.. وأصرخ، كما تعلمت منك بصمت، فما عاد حديثي عنكِ يستهويهم، وغداً كل سطر أكتبه عنكِ غناء خارج سرب لا تطربه إلا ألحان الطائفية والخلاف.
أنام فتتراءى لي جموع حقيقية بالملايين تسير نحوك دون أن تشوه هيبة مسيرها بالهتافات ذات الذكريات البالية، جموع لا تدنس بهاء منظرها رايات انقسام؛ بل أنتِ فقط حبيبتي.. فلسطين..