وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي اهتم أخيراً بالتأكيد على أمرين؛ الأول: أن إيران لا تتدخل في شؤون البحرين، والثاني: أن البحرين دعته إلى زيارتها سراً للمساعدة في حل المشكلة البحرينية، وأنه وافق على الزيارة ولكن اشترط أن تكون علنية.. وجدد استعداد بلاده للقيام بوساطة لحل أزمة البحرين.
طبعاً وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة نفى أن البحرين طلبت من صالحي ذلك، وأكد رفض البحرين لهذه الادعاءات واعتبرها عارية عن الصحة وتدخلاً في الشؤون الداخلية، وقال إن البحرين لم ولن تطلب أي وساطة من أحد في شأن داخلي، وبالأخص إيران.
لا أعرف دواعي صالحي من مثل هذا الادعاء، لكن الأكيد أن البحرين لم تطلب مثل هذا الأمر منه، لا لأن وزير الخارجية نفى ذلك فقط؛ ولكن لأن مثل هذا الطلب غير منطقي ولا يمكن أن يستقيم، ذلك أنه لا يمكن للبحرين الطلب من دولة عليها ألف علامة استفهام ومعروف دورها في الأحداث التي تعيشها البحرين «التوسط» بين السلطة ومواطنيها، بل لا يمكن طلب مثل هذه الوساطة من أي دولة أو جهة أو شخص؛ لأن مثل هذا الطلب يقلل من شأن الدولة، ولا يوجد دولة في العالم مهما صغر شأنها تقبل هذا على نفسها.
لكــــن كـــــــلام صــالحي نفســـه فيــــه اعتــــراف بتدخل إيران في البحرين؛ أوله نفيـــــه التـدخل، وثانيــــه تأكيـده استعداد إيران لحـــــل المشكلة في البحرين، فالنفي الإيراني -كما تعودنا منها- تأكيد، واستعدادها للدخول لحل مشكلة داخلية ما هو إلا تعبير عن رغبتها في فعل ذلك، والكلام في الحالتين اعتراف بالتدخل وتأكيد على هذه الرغبة وتحين الفرصة للتدخل المباشر، ذلك أن لقاءات «المعارضة» بالقيادة الإيرانية مستمرة، ولولا تدخل إيران في المشكلة لانتهت منذ زمن، وهذا يعرفه القاصي.. وصالحي!
البحرين ليست في حالة ضعف كي تطلب وساطة دولة تتدخل في مشكلة حدثت بينها وبين بعض مواطنيها يمكن حلها محليا وببساطة، والبحرين لا تقبل على نفسها أن يتدخل أي طرف في مشكلاتها الداخلية لأن في هذا تقليل من شأنها وهي رفيعة الشأن دائما. لكن لماذا قال صالحي ما قال وادعى أن البحرين طلبت منه المساعدة في حل المشكلة وزيارة البحرين بشكل سري، وأنه اشترط أن تكون الزيارة علنية والإعلان عن الهدف من الزيارة؟ هذا سؤال مهم ينبغي توفير إجابة له من قبل المحللين السياسيين.
ما لم ينتبه له صالحي أن إيران سبب في التأزيم وأنها لا يمكن أن تكون سبباً في إيجاد حل بين أي طرفين سواء في البحرين أو خارجها، فإيران دائماً مؤزمة، وبالتالي لا يمكن للبحرين أن تطلب منها التدخل للمساعدة في حل مشكلة داخلية هي على يقين أن لها دوراً مباشراً فيها؛ بل أنها صارت طرفاً أساساً، بمعنى أن المنطق يجعل البحرين -لو أرادت المساعدة- أن تطلب من دولة أخرى «تمون» عليها وعلى إيران أن تتعطف وتزور البحرين للقاء الحكومة و«المعارضة» لا أن تطلب من إيران التي تعتبر «المعارضة» ممثلين لها في الداخل!
على إيران أن تعترف أنها طرف في المشكلة البحرينية وأنه يوجد من يمثلها ويعبر عنها، وأنها لذلك لا يمكن أن تطلب حكومة البحرين منها التدخل، فلا يمكن لطرف من أطراف المشكلة أن يكون وسيطاً فيها!
يبدو أن ما حصل هو أن صالحي قال لنفسه إن من صالحي أن أقول مثل هذا الكلام في مؤتمر صحافي في الأردن، وواضح أنه لم يتوقع أن يطلب منه وزير الخارجية الأردني أن تكف بلاده عن التدخل في شؤون البحرين.
طبعاً وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة نفى أن البحرين طلبت من صالحي ذلك، وأكد رفض البحرين لهذه الادعاءات واعتبرها عارية عن الصحة وتدخلاً في الشؤون الداخلية، وقال إن البحرين لم ولن تطلب أي وساطة من أحد في شأن داخلي، وبالأخص إيران.
لا أعرف دواعي صالحي من مثل هذا الادعاء، لكن الأكيد أن البحرين لم تطلب مثل هذا الأمر منه، لا لأن وزير الخارجية نفى ذلك فقط؛ ولكن لأن مثل هذا الطلب غير منطقي ولا يمكن أن يستقيم، ذلك أنه لا يمكن للبحرين الطلب من دولة عليها ألف علامة استفهام ومعروف دورها في الأحداث التي تعيشها البحرين «التوسط» بين السلطة ومواطنيها، بل لا يمكن طلب مثل هذه الوساطة من أي دولة أو جهة أو شخص؛ لأن مثل هذا الطلب يقلل من شأن الدولة، ولا يوجد دولة في العالم مهما صغر شأنها تقبل هذا على نفسها.
لكــــن كـــــــلام صــالحي نفســـه فيــــه اعتــــراف بتدخل إيران في البحرين؛ أوله نفيـــــه التـدخل، وثانيــــه تأكيـده استعداد إيران لحـــــل المشكلة في البحرين، فالنفي الإيراني -كما تعودنا منها- تأكيد، واستعدادها للدخول لحل مشكلة داخلية ما هو إلا تعبير عن رغبتها في فعل ذلك، والكلام في الحالتين اعتراف بالتدخل وتأكيد على هذه الرغبة وتحين الفرصة للتدخل المباشر، ذلك أن لقاءات «المعارضة» بالقيادة الإيرانية مستمرة، ولولا تدخل إيران في المشكلة لانتهت منذ زمن، وهذا يعرفه القاصي.. وصالحي!
البحرين ليست في حالة ضعف كي تطلب وساطة دولة تتدخل في مشكلة حدثت بينها وبين بعض مواطنيها يمكن حلها محليا وببساطة، والبحرين لا تقبل على نفسها أن يتدخل أي طرف في مشكلاتها الداخلية لأن في هذا تقليل من شأنها وهي رفيعة الشأن دائما. لكن لماذا قال صالحي ما قال وادعى أن البحرين طلبت منه المساعدة في حل المشكلة وزيارة البحرين بشكل سري، وأنه اشترط أن تكون الزيارة علنية والإعلان عن الهدف من الزيارة؟ هذا سؤال مهم ينبغي توفير إجابة له من قبل المحللين السياسيين.
ما لم ينتبه له صالحي أن إيران سبب في التأزيم وأنها لا يمكن أن تكون سبباً في إيجاد حل بين أي طرفين سواء في البحرين أو خارجها، فإيران دائماً مؤزمة، وبالتالي لا يمكن للبحرين أن تطلب منها التدخل للمساعدة في حل مشكلة داخلية هي على يقين أن لها دوراً مباشراً فيها؛ بل أنها صارت طرفاً أساساً، بمعنى أن المنطق يجعل البحرين -لو أرادت المساعدة- أن تطلب من دولة أخرى «تمون» عليها وعلى إيران أن تتعطف وتزور البحرين للقاء الحكومة و«المعارضة» لا أن تطلب من إيران التي تعتبر «المعارضة» ممثلين لها في الداخل!
على إيران أن تعترف أنها طرف في المشكلة البحرينية وأنه يوجد من يمثلها ويعبر عنها، وأنها لذلك لا يمكن أن تطلب حكومة البحرين منها التدخل، فلا يمكن لطرف من أطراف المشكلة أن يكون وسيطاً فيها!
يبدو أن ما حصل هو أن صالحي قال لنفسه إن من صالحي أن أقول مثل هذا الكلام في مؤتمر صحافي في الأردن، وواضح أنه لم يتوقع أن يطلب منه وزير الخارجية الأردني أن تكف بلاده عن التدخل في شؤون البحرين.