يتم اللجوء في أفريقيا إلى وسيلة جديدة للوقاية من الإيدز، ألا وهي ختان الذكور. إذ أن ختان الرجل يجنبه الإصابة بفيروس الإيدز بنسبة تصل إلى 60%. وللإقبال الكبير على الختان، فإن المستشفيات والعيادات في رواندا مزدحمة.
وفي إطار مكافحتها لمرض الإيدز والوقاية منه، وضعت الحكومة الرواندية برنامجا طموحا لختان مليوني رجل حتى نهاية العام، لكن هذا الهدف لم يتم تحقق منه حتى اللحظة سوى 10%.
ويقول مدير البرنامج د. سابين نسانزيمانا إنهم عندما بدؤوا البرنامج كانوا طموحين جدا، فكل الحملات السابقة لم تأت بنتيجة مرضية حتى الآن في الوقاية من المرض. إذ أن استخدام الواقي الذكري لم يكن فعالا، والنتيجة التي حققها لا تُذكر، لكن مع الختان تغير الوضع، فهو ممكن التحقيق ولا يحتاج المرء لتكراره، وفق ما يقول نسانزيمانا.
وبالنسبة للرجل المختون فإن إصابته بفيروس الإيدز تقل بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بغير المختون، وذلك وفق ما توصل إليه الباحثون في شرقي القارة الأفريقية. كذلك تنصح منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس الإيدز "UNAIDS" بختان الذكور. ويقول غوليس موغابو، المختص بشؤون مرض الإيدز لدى منظمة الصحة العالمية في رواندا، إنه "ليس هناك شك مطلقا بالنسبة للنتائج التي توصلنا إليها، ونقوم بمراجعتها بشكل دوري".

يغير بيئة الجراثيم

وفي أوغندا وحتى في كينيا، تتم المراهنة على ختان الذكور في مكافحة مرض الإيدز والوقاية منه. لكن نسبة انخفاض الإصابة بالعدوى غير معروفة بدقة. ويعتقد العلماء أن الختان يغير بيئة الجراثيم الموجودة على العضو الذكري، ويصعب عليها البقاء.
وقد واجهت حملة الختان في رواندا صعوبة في بدايتها، إذ أن نحو 90% من السكان مسيحيون كاثوليك، ولذلك كان الرجال يرفضون الختان لأسباب دينية. ويقول مدير البرنامج إنه استغرق الأمر بعض الوقت حتى استطاعوا إقناع الناس بالختان وأنهم لا يقومون به لأهداف دينية، وإنما للحماية والوقاية من مرض الإيدز.
ومع مرور الوقت وحملات التوعية تغيّر الوضع، فأصبح الرجال يقبلون على المراكز الصحية بمختلف أنحاء رواندا. وفقط بالمستشفى العسكري بالعاصمة كيغالي، يتم ختان 25 رجلا يوميا. ومن المقرر أن يتم ختان ألف رجل كل أسبوع بفضل أداة ختان جديدة سيتم اعتمادها قريبا، وتسمى "بريبيكس Prepex"، وتتكون من حلقة بلاستكية وقطعة مطاطية.
ومن ميزات الأداة الجديدة أنها تجنب المختون الأعراض الجانبية التي يمكن أن يتعرض لها أثناء الختان بالطريقة التقليدية، أي الجراحة التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث نزف وعودة المختون إلى المستشفي.

ليس حماية مطلقة

ومع ذلك، فإن الختان لا يحمي من الإصابة بفيروس الإيدز بصورة مطلقة، بل يقلل احتماليته فقط. كما أنه لا يحمي من الأمراض التناسلية التي يصاب بها الرجل عن طريق ممارسة الجنس، ولا يقي من الحمل غير المرغوب فيه، فالختان ليس بديلا للواقي الذكري.
ويقول د. نسانزيمانا إن "الرجال يأتون ويسألوننا فيما إذا كان بإمكانهم الاستغناء عن الواقي الذكري بعد الختان؟" إذ يعتقد بعض الرجال أن الختان يمنحهم الحرية في الممارسة الجنسية دون أي احتياطات، وهذا تصور خاطئ وخطير، فعندما يعتقد المرء أن الختان يوفر له الحماية التامة فإنه غالبا ما سيصاب بالأمراض، فالختان ليس بديلا للعفة والوقاية من المرض.