قبل أن أعرج على تصريحات النواب أمس فيما يشبه الهجوم على الوزراء والحكومة، اتوقف عند تصريحات نائب جلالة الملك سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد خلال زيارته إلى وزارة العدل ضمن زيارات سموه إلى الوزارات.
فقد شدد سمو ولي العهد أمس على الدور المهم لتطبيق الأنظمة والقوانين على أساس من العدل والمساواة في حفظ أمن الوطن وحقوق المواطنين، مما يوفر البيئة الملائمة للتطوير والإصلاح.
وقال أيضاً: «إن تطوير الخدمات المتصلة بالمواطنين والعمل على توفيرها وفق أفضل السبل تشكل لنا أهمية قصوى، كما لفت سموه إلى دور السلطة التنفيذيه في إسناد الجهاز التنفيذي».
هناك تصريحات سابقة لسمو ولي العهد ربما بقيت في ذاكرة المواطن حول ضرورة إصلاح القضاء، فهذا مطلب هام اليوم، ذلك أن القضاء هو الجهة التي تنصف الناس، وتعيد الحقوق لأصحابها، كما إن القضاء العادل النزيه أكبر داعم لنظام الحكم، خاصة إذا ما طبق القانون على الجميع، الصغير والكبير الوجيه والبسيط، ابن العائلة الحاكمة والمواطن البسيط.
للحقيقة فإن للشيخ خالد بن علي وزير العدل دوراً طيباً في التطوير، لكن هناك مطالب بسرعة إنجاز القضايا، وإيجاد مخرج للإجازة القضائية بحيث لا تتعطل القضايا، وأن يكون القضاء نزيهاً، وأن يبعد القضاة الذين لا يقومون بدورهم، أو تدور حولهم شبهات بعينها عن القضاء، من خلال مجلس القضاء الأعلى.
هنا قضية خطيرة نسمعها كل يوم، إذا كان هناك خطأ في الحكم القضائي، أو وقع ظلم من قاضٍ على مواطن، إلى من يلجأ المواطن؟
هذا سؤال هام وخطير يدور لدى الناس، ونعلم أن هناك من تضرر من أخطاء في الأحكام.
نشكر سمو ولي العهد على زياراته، وعلى ما يحمله من فكر تحفيز العمل الحكومي، وإطلاعه على الأمور من الداخل، والسماع من الموظفين والمراجعين، وهذا أمر طيب، نأمل أن ينعكس على تطوير أداء الأجهزة الحكومية التي تحتاج إلى (صدمات تشبه الصدمات الكهربائية حتى تقوم بدورها على أكمل وجه).
ليس بعيداً عن موضوع وزارة العدل، فقد علق أمس النائب الأخ عبدالله الدوسري على غياب وزير العدل عن الجلسة (ويبدو أنه كان في أستقبال سمو لي العهد بالوزارة) علق قائلا بما معناه: «الوزير لا يكلمني، والوزراء لا يحضرون إلى المجلس ولا يعترفون به».
ورد عليه رئيس المجلس خليفه الظهراني قائلاً: «لا».
فرد عليه عبد الله الدوسري بقوله «والله العظيم لا يعترفون بالمجلس».
وهذا الأمر ليس للمرة الأولى يطفح على السطح، الكثير من الكلام دار وقيل من قبل النواب حول عدم اعتراف الوزراء بالمجلس.
لكن نائب آخر علق أيضاً على عدم احترام المجلس فقال: «أين وزيرة الثقافة؟.. لماذا لا تحضر، هل على رأسها ريشة؟».
وقال أيضاً «هل هناك وزراء لديهم حصانة من المجلس، الوزيرة قالت مو ريايل وهضمناها»..!
يا سعادة النائب والله لدي تعليق على هذه العبارة الأخيرة، لكني سأحترمكم مادام الوزراء لا يحترمونكم.. هذه العبارة الأخيرة مردود عليها بقوة يا سعادة النائب، لكن (أحنا بعد بنهضمها.. مع أن عندي عسر هضم)..!
يبدو أن هناك (أزمة احترام) بين النواب والوزراء، فقد هدد سابقاً أيضاً أحد الوزراء وأعتقد أنه وزير المالية بأنه لن يحضر للمجلس إذا لم يحترم النواب الوزراء في مداخلاتهم.
البلد فيها «أزمة احترام يا جدعان» ظننت أن لدينا أزمة بعوض فقط، كل طرف يريد الاحترام، الوزراء والنواب، ونحن كشعب نقول للإثنين (احترمونا قليلاً) أشعرونا فعلاً أن لدينا مجلساً قوياً يتحدث باسم الناس، ويتكلم عن همومهم ومعيشتهم.
وزيرة الثقافة وجه إليها سؤال حول الخمور -أجلكم الله- لكنها لم تحضر إلى المجلس منذ مدة طويلة، ويبدو أنها لن تحضر، خاصة من بعد الحادثة الشهيرة، حتى ينتهي الانعقاد ويسقط السؤال بالتقادم، وهذه كارثة في اللائحة الداخلية للمجلس.
من الواضح تماماً أن الميزانية تم التوافق على تمريرها الخميس القادم، وهذا يدل على أن كل ما حدث من النواب قبل فترة لم يكن إلا جعجعة، والميزانية ستمر (بكيفكم وإلا غصب عنكم.. بتمر بتمر).
إذا كان الوزراء لا يحترمون المجلس، ولا يقيمون له وزناً (بحسب النواب) فإن هذا ليس في صالح ديمقراطية البحرين، كلما كان المجلس قوياً، كلما احترمنا البعيد قبل القريب، لذلك من المهم جداً أن يحاسب الوزراء الذين يتعمدون عدم الحضور للمجلس او ما يسمى بـ (التسفيه) للمجلس والنواب.
أزمتنا في البلد لم تعد فقط فساداً وإهداراً للمال العام، أو رفض زيادة الرواتب بسبب الدين العام الذي كان من نصيب طيران الخليج وبسبب الفساد، أزمتنا أصبحت أزمة بعوض وتخطيط، وغازات صادرة من مدفن نفايات تم وضعه بالقرب من مناطق سكنية، أزمتنا اليوم هي أزمة احترام، فحتى أخلاقيات الناس في الشارع أصبحت دون احترام، كل يطالب بالاحترام، لكن من الواضح أن لا الوزراء ولا النواب يحترمون الناس.
رذاذ
زيارة الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفه وزير الداخلية إلى كوريا الجنوبية أعتبرها زيارة موفقه وذكية لما لهذا البلد من تطور في شتى المجالات، الدفاع المدني والتعامل مع الملوثات النووية، والإرهاب والمرور، والأجهزة الحديثة لمكافحة الإرهاب. نتمنى أن تستفيد البحرين أيضاً من التدريبات الكورية فلديهم شرطة متطورة في الضبط والربط وفي الدفاع عن النفس، يمكن الاستفادة بقوة من التطور الكوري الجنوبي. زيارة وزير الداخلية نعتبرها موفقة من أجل تطوير العمل في شتى إدارات وزارة الداخلية.
** في الوقت الذي تدشن فيه مدينة دبي «الكافية الجليدي» وتنشئ 52 كليومتراً مسارات مخصصه للدراجات الهوائية فقط وحديقة الزهور، فإننا في البحرين نتحدث عن البعوض، من قلالي والحد إلى الرفاع ودار كليب.
دبي تحقق إنجازات في القطارات والترام، ونحن نتحدث عن تطوير باصات النقل العام..!
كم محطة تصل إليها الباصات، ولماذا لا يصل النقل العام إلى هذه المنطقة وهكذا..!
سنوات ضوئية بيننا وبين جيراننا.. «أقولك عندنا أزمة بعوض واحترام متبادل»..!
دبي تبني مباني تدور حول نفسها، ونحن أيضاً في البحرين ندور حول أنفسنا..!