برزت أسماء، ليس لها ماضي، ولا حاضر، ولا أمل لها إن شاء الله في المستقبل، وذلك من ضمن الفريق الوفاقي، حيث أخذت هذه الأسماء تبرز كقادة في «الوفاق»، وها هو اليوم يعلو صوت واحد منهم على طاولة الحوار يحدد منها ويوزع الأدوار بين المتحاورين، وهذه أحد تصريحاته التي يقول فيها إن «المعارضة ستطرح فكرتها بضرورة عدم وجود مستقلين على طاولة الحوار وأن من يسمون بـ «المستقلين» حالياً غير مستقلين وهم يتبعون الحكومة»، وهنا نسأل: كيف وصل هذا المنسي فجأة إلى طاولة الحوار ومن يدعمه ومن يقف وراءه؟ إنها الأيادي الإيرانية التي تدفع بأصولها إلى المقدمة، وها نحن قد شاهدنا أيام الدوار من وقف على المنصة أثناء المحاكمة الصورية التي تم فيها نصب المشانق، كما رأينا أعضاء يتبعون لـ»الوفاق» قد كان لهم الدور الأكبر من أي عضو شيعي عربي آخر، وهم من يتقنون اللغة الفارسية، ومنهم من اكتسب الجنسية في السنوات الأخيرة، فالأمر يبدو واضحاً وجلياً، لا يحتاج إلى تفكير ولا تحليل، إنها الاستراتجية الإيرانية التي تتبعها إيران في إبراز أتباعها من ذوي الأصول الفارسية، وذلك مثلما فعلت في العراق بدءاً من المرجعية إلى رئاسة الوزراء وغير ذلك من مناصب وزارية وأعضاء في مجلس النواب، فقد قامت الحكومة العراقية بمنحهم الجنسية العراقية وغيرت أسماءهم وأصولهم وفصولهم وصنعت لهم قبائل وعشائر وأجداداً وأمجاداً، حتى يكون عراق فارسي مكان العراق العربي.إن طهران اليوم تحاول أن ترسم خارطة جديدة، وهي تقديم العرق الفارسي في المناصب الحكومية، وذلك بعدما صنعت منهم قادة للمعارضة، وقد شاهدنا شخصيات منهم، غير معروفة لا سياسياً ولا اجتماعياً ولم يكونوا شيئاً مذكوراً، وقد بدأ صعودهم شيئاً فشيئاً بدءاً من جمعية «الوفاق» إلى جمعية «الإخاء» التي أصبح أعضاؤها يقفون على منصات الخطابة في الاعتصامات الشيعية في سترة وسنابس، وهكذا بدأ العرق الفارسي يتصاعد سياسياً حتى بدأت شخصياته تفوق شخصيات قيادات شيعية كانت تتمتع بأدوار أساسية في جميع الفعاليات الوفاقية من ندوات وخطابات واعتصامات، إلى أن تلاشت أسماؤهم وصورهم وبدأت صور أخرى تحل مكانها.الأمر لطهران جداً مهم، فهي تعتمد على الشخصيات ذات الأصول الفارسية الشيعية، فعندما يكون الخيار بين شيعي عربي وشيعي فارسي، فالأفضلية تكون بالطبع بالنسبة لطهران الثاني، وها نحن نرى من هو على رأس المرجعية الشيعية في العراق، ومن هو على رأس الحكومة، ومن هم القادة في الجيش وقوات الأمن، فإيران عندما احتلت العراق لم تكتف بشيعة العراق، ولذلك قامت إيران بتجنيس أكثر من مليون إيراني حيث استوطنوا منطقة العمارة والبصرة وغيرها من المناطق، كما إن هناك في أحد مواد الدستور وهي المادة الثامنة عشرة والتي تنص على أن «العراقي هو كل من ولد من أب أو أم عراقية وينظم ذلك بقانون) وهو أنه بمجرد أن يتزوج الإيراني من امرأة عراقية يمنح الجنسية العراقية هو وأولاده، كما تم سحب الجنسية العراقية من ذوي الأصول العربية الذين اكتسبوا جنسياتهم منذ عشرات السنين. وعلى صعيد آخر، تعمد إيران إلى استغلال ما يسمى بالسياحة الدينية من أجل محاولة العبث بالتركيبة الديمغرافية حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن أكثر من 3 آلاف زائر إيراني يدخلون العراق يومياً، مما يعني نحو مليون و80 ألف إيراني سنوياً، جزء كبير يستقر منهم في العراق «النفوذ الإيراني في العراق: علي حسين باكير/ باحث في العلاقات الدولية».ولذلك ليس بالمستغرب أن ترتفع الأصوات التي كانت في طي الكتمان، وتصبح متحدثاً رسمياً باسم «المعارضة الشيعية» التي تتمثل في «الوفاق»، بل وتصبح تقارير «الوفاق» والأخبار على مواقعها تحمل صورهم وبياناتهم، وربما قد تكون هي من شروط الدعم الإعلامي والمالي والتدريبي أن ترتفع شخصيات من أصول شيعية فارسية ليكون لها دور سياسي في المستقبل، كما يكون لها نصيب من المناصب العليا التي ستكون من نصيب «الوفاق»، وإن التدخل الإيراني في البحرين يعتمد على استراتجية ومخطط زمني منه إعداد أتباع المضمون ولاؤهم، كي يعتمد عليهم في تنفيذ المخطط القادم، حيث إن الحلم الفارسي باحتلال البحرين سيظل موجوداً في «مخ» خامنئي وفي خلفه وخلف خلفه.ونعود إلى إملاءت أحد المتحاورين، الذي طال لسانه وصدق نفسه بأنه قد يكون له شأن يوماً ما على أرض البحرين العربية الخليفية، فهو يريد أن ينفذ الإملاءات الجديدة من طهران التي تقول «الخيار الأول: يتمحور حول اعتماد عدد 8 مستقلين تختار المعارضة 4 منهم ويختار الفريق الآخر الأربعة الآخرين، والخيار الثاني يتمحور حول فكرة إلغاء مشاركة المستقلين بالمطلق واقتصار طاولة الحوار على 8 ممثلين من الطرفين بمشاركة طرف الحكم»، إنه إملاء إيراني حيث إن هذا الشخص قراره ليس بيده فليس لديه وطنية بداخله يتحدث بصوتها، وإنما هو مجرد ناقل ومنفذ، فهي الاستراتجية الإيرانية التي تنفذ أجندتها عن طريق أتباعها، وكما ذكرنا ما فعلته في العراق عندما دفعت بذوي الأصول الفارسية ومن اكتسبوا الجنسية العراقية بعد الاحتلال الإيراني فجعلت شعب العراق العربي بشيعته وسنته تحت ولاية الفرس.ونعود كذلك مرة أخرى ونقول إن العضو الذي يمثل المعارضة في الحوار لم يكتف بإملاء الخيارات، بل يريد أيضاً أن يعيد بناء وهيكلة النظام السياسي بما يحقق بزعمه العدل والمساواة، العدل والمساواة الذي لم تكفه بأن جعلته يجلس على كرسي يتحاور في مستقبل البلد، وذلك لأن العدل والمساواة الذي يقصده أن يكون جالساً على كرسي السلطة كما جلس «المالكي» على كرسي دولة العراق العربية، إنه حلم قد تحقق للمالكي، لكن اعلم يا هذا، إنه لن يتحقق لك ذلك في البحرين، لأن البحرين فيها رجال تقتلع عيون الشيطان نفسه.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90