لعلها المرة الأولى التي تحدث فيها مواجهات بين طلاب مدرسة ورجال الأمن، وبغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى هذه المواجهات فإن ما ينبغي التأكيد عليه والتحذير منه هو عدم السماح للطلاب بالتحول من دارسين في مدرسة إلى ممارسين لـ»العمل السياسي» والدخول في مثل تلك المواجهات التي يعرف الجميع نتيجتها سلفاً.
من الطبيعي في وضع كالذي نحن فيه اليوم أن تبادر الجمعيات السياسية وخصوصاً «الوفاق» بإصدار بيانات تستنكر فيها وتشجب وتدين «اعتداءات رجال الأمن على الطلاب» وبإلقاء كل اللوم على وزارة الداخلية «التي لم تراع حرمة مناهل العلم، وعلى وزارة التربية والتعليم التي لم تتخذ موقفاً من وزارة الداخلية» !
ومن الطبيعي في وضع كالذي نحن فيه اليوم أيضاً أن ترفض الحكومة - وكل من يعتبر أن ما قام به الطلاب خطأ - ما حدث وتوجه وزارة التربية والتعليم إلى اتخاذ القرارات التي تمنع تكرار ما حدث وتعاقب الطلاب المتورطين.
في وضع كالذي نحن فيه صار من الطبيعي أن يلقي كل طرف باللائمة على الطرف الآخر وأن يعتبر كل طرف من المحسوبين على الطرف الآخر سبب المشكلة، فهذا يقول إن تصرف رجال الأمن لم يكن صحيحاً وإنهم استثاروا الطلاب، وذاك يقول إن تصرف الطلاب لم يكن صحيحاً لأنهم أقحموا أنفسهم في موضوع ما كان يجب أن يخوضوا فيه لأنهم هنا طلاب مهمتهم التعلم.
بعيداً عن كل التفسيرات، لا بد من القول إن المشاهد التي تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجانب من تلك المواجهات أظهرت أمراً خطيراً هو أن أولئك الطلاب تحولوا في لحظة إلى عناصر تواجه رجال الأمن وترميهم بالحجارة وهم ملثمون ويمارسون عمليات الكر والفر عند بوابة المدرسة ويقومون أيضـــــاً بالتغطية الإعلامية، ما يعين علـــــى الاستنتاج أنهـــــم يحملـــون خبــــرات سابقــــة وأنهم يشاركون في العمليات التي تنفذ في الشوارع، وهو ما يعني أيضاً أن طلاب المدارس هم الوقود المستخدم من قبل ذلك البعض الذي لم تعد خافية أهدافه ومراميه.
الفيديو الذي نشرته «المعــارضــة» عبر الإنتــــرنت ومواقع التواصل الاجتماعي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن طلاب المــدارس الثانوية هم العناصر التي يعتمدون عليها في المواجهات التي تحدث مع رجال الأمن في الليل والنهار وهو ما يعد جريمة كبرى كون أغلب أولئك الطلاب لم يبلغوا بعد سن الثامنة عشرة أي أنهم يصنفون على أنهم أطفال، ولعل هذا هو ما يدفع أولئك إلى التركيز عليهم فهم إن وقعوا في المحظور برر لهم بأنهم أطفال وقيل إن وزارة الداخلية «تعتقل» أطفالاً!
ما حدث في مدرسة الجابرية هو خطأ كبير أدى إلى فضح «المعارضة» وكشف عناصر من التي يعتمدون عليها في المواجهات اليومية في مختلف المناطق. ما حدث أدى إلى الاستنتاج أن ما ظلت تردده «المعارضة» طويلاً من أنها لا تسمح للطلاب بالتورط في أعمال المواجهات مع رجال الأمن ليس صحيحاً أو على الأقل ليس دقيقاً وأن ما تقوله من أنها توجه الطلبة «الطلاب والطالبات» إلى التفرغ للدراسة وعدم الانشغال عنها مجرد كلام لا ترجمة له على أرض الواقع .
ما قام به طلاب ثانوية الجابرية ابتداء من وضع حاويات القمامة أمام بوابة المدرسة وانتهاء بالمواجهات مع رجال الأمن ورميهم بالحجارة مروراً بالجهر بالشعارات المسيئة والمتطاولة على القيادة، كل هذا يعني أنهم جزء أساس من «أبطال الميادين» الذين ينفذون تلك العمليات المسيئة للوطن والمربكة لحياة المواطنين والمقيمين.
أمــــــر آخر فضح الجمعيــــات السياسية وأكد أنهم يفعلون كما يفعل «ائتلاف فبراير» لكنهم يقفون في الظل، هي البيانات السريعة التي دافعوا من خلالها عــــن أولئـــــك الطلاب وسرعـــــــة اتهـــــامهم لــــوزارة الــــــداخلية وانتقـــادهم لوزير التربية والتعليم.
{{ article.visit_count }}
من الطبيعي في وضع كالذي نحن فيه اليوم أن تبادر الجمعيات السياسية وخصوصاً «الوفاق» بإصدار بيانات تستنكر فيها وتشجب وتدين «اعتداءات رجال الأمن على الطلاب» وبإلقاء كل اللوم على وزارة الداخلية «التي لم تراع حرمة مناهل العلم، وعلى وزارة التربية والتعليم التي لم تتخذ موقفاً من وزارة الداخلية» !
ومن الطبيعي في وضع كالذي نحن فيه اليوم أيضاً أن ترفض الحكومة - وكل من يعتبر أن ما قام به الطلاب خطأ - ما حدث وتوجه وزارة التربية والتعليم إلى اتخاذ القرارات التي تمنع تكرار ما حدث وتعاقب الطلاب المتورطين.
في وضع كالذي نحن فيه صار من الطبيعي أن يلقي كل طرف باللائمة على الطرف الآخر وأن يعتبر كل طرف من المحسوبين على الطرف الآخر سبب المشكلة، فهذا يقول إن تصرف رجال الأمن لم يكن صحيحاً وإنهم استثاروا الطلاب، وذاك يقول إن تصرف الطلاب لم يكن صحيحاً لأنهم أقحموا أنفسهم في موضوع ما كان يجب أن يخوضوا فيه لأنهم هنا طلاب مهمتهم التعلم.
بعيداً عن كل التفسيرات، لا بد من القول إن المشاهد التي تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجانب من تلك المواجهات أظهرت أمراً خطيراً هو أن أولئك الطلاب تحولوا في لحظة إلى عناصر تواجه رجال الأمن وترميهم بالحجارة وهم ملثمون ويمارسون عمليات الكر والفر عند بوابة المدرسة ويقومون أيضـــــاً بالتغطية الإعلامية، ما يعين علـــــى الاستنتاج أنهـــــم يحملـــون خبــــرات سابقــــة وأنهم يشاركون في العمليات التي تنفذ في الشوارع، وهو ما يعني أيضاً أن طلاب المدارس هم الوقود المستخدم من قبل ذلك البعض الذي لم تعد خافية أهدافه ومراميه.
الفيديو الذي نشرته «المعــارضــة» عبر الإنتــــرنت ومواقع التواصل الاجتماعي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن طلاب المــدارس الثانوية هم العناصر التي يعتمدون عليها في المواجهات التي تحدث مع رجال الأمن في الليل والنهار وهو ما يعد جريمة كبرى كون أغلب أولئك الطلاب لم يبلغوا بعد سن الثامنة عشرة أي أنهم يصنفون على أنهم أطفال، ولعل هذا هو ما يدفع أولئك إلى التركيز عليهم فهم إن وقعوا في المحظور برر لهم بأنهم أطفال وقيل إن وزارة الداخلية «تعتقل» أطفالاً!
ما حدث في مدرسة الجابرية هو خطأ كبير أدى إلى فضح «المعارضة» وكشف عناصر من التي يعتمدون عليها في المواجهات اليومية في مختلف المناطق. ما حدث أدى إلى الاستنتاج أن ما ظلت تردده «المعارضة» طويلاً من أنها لا تسمح للطلاب بالتورط في أعمال المواجهات مع رجال الأمن ليس صحيحاً أو على الأقل ليس دقيقاً وأن ما تقوله من أنها توجه الطلبة «الطلاب والطالبات» إلى التفرغ للدراسة وعدم الانشغال عنها مجرد كلام لا ترجمة له على أرض الواقع .
ما قام به طلاب ثانوية الجابرية ابتداء من وضع حاويات القمامة أمام بوابة المدرسة وانتهاء بالمواجهات مع رجال الأمن ورميهم بالحجارة مروراً بالجهر بالشعارات المسيئة والمتطاولة على القيادة، كل هذا يعني أنهم جزء أساس من «أبطال الميادين» الذين ينفذون تلك العمليات المسيئة للوطن والمربكة لحياة المواطنين والمقيمين.
أمــــــر آخر فضح الجمعيــــات السياسية وأكد أنهم يفعلون كما يفعل «ائتلاف فبراير» لكنهم يقفون في الظل، هي البيانات السريعة التي دافعوا من خلالها عــــن أولئـــــك الطلاب وسرعـــــــة اتهـــــامهم لــــوزارة الــــــداخلية وانتقـــادهم لوزير التربية والتعليم.