سببان يجعلان المرء يقرر أن مرحلة اختطاف الشوارع وحجزها بإشعال النار في إطارات السيارات بغية إحداث فوضى للقول إن الحكومة غير قادرة على إرساء قواعد الأمن قد انتهت، الأول: أن المواطنين والمقيمين لم يعودوا يعطون أي أهمية لهذا النوع من «النضال»، وصاروا يعتبرونه من الأخطاء الفادحة لـ «المعارضة»، والثاني: أن الحكومة تمكنت من ضبط الشوارع ومراقبتها بصورة أكبر وأكثر فاعلية؛ الأمر الذي ضيق الخناق على المستهترين بحق الناس في الحياة وفي الأمان، والأكيد هو أن الجميع لاحظ تناقص هذه الحركة المراهقة في الأيام القليلة الماضية، ما يبشر بانتهاء هذه المرحلة التي لم تضر سوى «المعارضة» التي أساءت لسمعتها بمثل هذا السلوك، ولم تضر إلا مستخدمي الشوارع من المواطنين والمقيمين الذين هم في كل الأحوال ليسوا الخصم.. وليسوا «العدو»!
أعداد «العمليات» في تناقص ملحوظ وتأثيرها إلى زوال، فالجمهور لم يعد يبالي بها؛ بل على العكس صار بسببها يضحك على»المعارضة» وتفكيرها، والحكومة التي لم تتأثر بها بالشكل الذي تخيله من يقف وراء هذه «العمليات» تبدو اليوم أكثر سيطرة على الشوارع عبر مراقبتها وضبطها، والواضح أن أوامر ستصدر قريباً من الجهات «الراعية» لهذا السلوك غير العقلاني للتوقف عنه بعدما تأكد لها فشله، وأن المتضرر منه هم الناس الذين لا علاقة لهم بما يجري ولا حول لهم ولا قوة وليس الحكومة التي هي الهدف.
لم يكن قرار اختطاف الشوارع وإضرام النيران في إطارات السيارات قراراً معبراً عن خبرة وحنكة سياسية، لأن ما نتج عنه لم يحقق الهدف، ولن يحققه، لو صدرت الأوامر من جديد بالاستمرار فيه، كما إن منفذي تلك العمليات صاروا لا يعرفون لماذا يفعلون ذلك، بدليل أنه تم قبل أيام إغلاق شارع الخدمات بالإطارات «استنكاراً على نبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي»، وهو موضوع لا علاقة له أبداً بما يجري في البحرين من أحداث لا من قريب ولا من بعيد! ولا تفسير له سوى أن «المعارضة» تتخبط وصارت «اتقط خيط وخيط»!
هذه النهاية لهذا السلوك البعيد عن أخلاق الإنسان البحريني والبعيد عن النضال الحقيقي كانت متوقعة، لأنه لا يمكن الانتصار على الحكومة -أي حكومة- بفعل كهذا، المتضرر منه هم ممارسوه والمواطنون والمقيمون، فهذا السلوك يسيء إلى أصحابه ومبادئهم ويظهرهم على أنهم متخبطون ومرتبكون.
ليس عيباً رفع الراية البيضاء والإعلان «رسمياً» عن التوقف عن هذا السلوك القميء، ففيه على الأقل حفظ ماء وجه «المعارضة» وفرصة لتقول إنها هي من قرر التوقف عن اختطاف الشوارع والإساءة إلى الناس وإنها لم تفشل.. وإنها «غلبت مصلحة الوطن والمواطن على..»، وغير هذا من عبارات تستخدم عادة في مثل هذه الأحوال!
الغريب في موضوع اختطاف الشوارع وإشعال النيران في إطارات السيارات وغيرها من المخلفات أن الجمعيات السياسية لم تحاول أن تقف في وجه من يقوم بتنفيذها وتمنعه، فلم يصدر بيان واضح يدين مثل هذه السلوكيات ويدعو إلى التوقف عن هكذا ممارسة تسيء إلى فاعليها وإلى الجمعيات السياسية نفسها، والتي تردد دائماً أنها ضد العنف وأنها مع الحراك سلمي، بل إن جمعية الوفاق بدل أن تقف في وجه ممارسي هذا السلوك الخاطيء والقميء والمسيء إليها وإلى الحراك ينبري أمينها العام ليعلن قبل أيام أنه لا خلاف أساسي بين هذا الفصيل وذاك، ويدعو إلى إكمال المسيرة بوضع يد الوفاق في يد الائتلاف ويد أمل في يد الوفاء! وهو ما يعني صراحة أن الوفاق والجمعيات السياسية الأخرى التي صارت تقول بقولها تؤيد ما يقوم به أولئك المراهقون في الشوارع وتدعمه.
أعداد «العمليات» في تناقص ملحوظ وتأثيرها إلى زوال، فالجمهور لم يعد يبالي بها؛ بل على العكس صار بسببها يضحك على»المعارضة» وتفكيرها، والحكومة التي لم تتأثر بها بالشكل الذي تخيله من يقف وراء هذه «العمليات» تبدو اليوم أكثر سيطرة على الشوارع عبر مراقبتها وضبطها، والواضح أن أوامر ستصدر قريباً من الجهات «الراعية» لهذا السلوك غير العقلاني للتوقف عنه بعدما تأكد لها فشله، وأن المتضرر منه هم الناس الذين لا علاقة لهم بما يجري ولا حول لهم ولا قوة وليس الحكومة التي هي الهدف.
لم يكن قرار اختطاف الشوارع وإضرام النيران في إطارات السيارات قراراً معبراً عن خبرة وحنكة سياسية، لأن ما نتج عنه لم يحقق الهدف، ولن يحققه، لو صدرت الأوامر من جديد بالاستمرار فيه، كما إن منفذي تلك العمليات صاروا لا يعرفون لماذا يفعلون ذلك، بدليل أنه تم قبل أيام إغلاق شارع الخدمات بالإطارات «استنكاراً على نبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي»، وهو موضوع لا علاقة له أبداً بما يجري في البحرين من أحداث لا من قريب ولا من بعيد! ولا تفسير له سوى أن «المعارضة» تتخبط وصارت «اتقط خيط وخيط»!
هذه النهاية لهذا السلوك البعيد عن أخلاق الإنسان البحريني والبعيد عن النضال الحقيقي كانت متوقعة، لأنه لا يمكن الانتصار على الحكومة -أي حكومة- بفعل كهذا، المتضرر منه هم ممارسوه والمواطنون والمقيمون، فهذا السلوك يسيء إلى أصحابه ومبادئهم ويظهرهم على أنهم متخبطون ومرتبكون.
ليس عيباً رفع الراية البيضاء والإعلان «رسمياً» عن التوقف عن هذا السلوك القميء، ففيه على الأقل حفظ ماء وجه «المعارضة» وفرصة لتقول إنها هي من قرر التوقف عن اختطاف الشوارع والإساءة إلى الناس وإنها لم تفشل.. وإنها «غلبت مصلحة الوطن والمواطن على..»، وغير هذا من عبارات تستخدم عادة في مثل هذه الأحوال!
الغريب في موضوع اختطاف الشوارع وإشعال النيران في إطارات السيارات وغيرها من المخلفات أن الجمعيات السياسية لم تحاول أن تقف في وجه من يقوم بتنفيذها وتمنعه، فلم يصدر بيان واضح يدين مثل هذه السلوكيات ويدعو إلى التوقف عن هكذا ممارسة تسيء إلى فاعليها وإلى الجمعيات السياسية نفسها، والتي تردد دائماً أنها ضد العنف وأنها مع الحراك سلمي، بل إن جمعية الوفاق بدل أن تقف في وجه ممارسي هذا السلوك الخاطيء والقميء والمسيء إليها وإلى الحراك ينبري أمينها العام ليعلن قبل أيام أنه لا خلاف أساسي بين هذا الفصيل وذاك، ويدعو إلى إكمال المسيرة بوضع يد الوفاق في يد الائتلاف ويد أمل في يد الوفاء! وهو ما يعني صراحة أن الوفاق والجمعيات السياسية الأخرى التي صارت تقول بقولها تؤيد ما يقوم به أولئك المراهقون في الشوارع وتدعمه.