بثت وكالة الأنباء الفرنسية قبل يومين صورة لمجموعة من السوريين في كفر نبل يحملون لافتة رسم عليها كاريكاتيراً يسخر من أمين عام حزب الله الإرهابي حسن نصر الله، ومشاركة حزبه في معارك القصير.
الكاريكاتير تضمن شخصاً بملابس الرومان القدماء يركل حسن نصر الله في حفرة عميقة كتب عليها «القصير»، فهل ستكون معركة القصير وما يدور حولها من أحداث دامية في سوريا بداية النهاية للصراع الطائفي في منطقة الشرق الأوسط؟
الصراع الطائفي لم يكن ظاهراً في المنطقة قبل العام 1979 عندما كانت المكونات الإثنو ـ طائفية في الشرق الأوسط في حالة تعايش سلمي رائع وتناضل من أجل الاستقلال وبناء بلدانها آنذاك.
ولكن اندلاع الثورة الإيرانية في العام 1979 ساهم في تأجيج مثل هذه النعرات في ظل وجود ظروف وبيئة خصبة يمكن أن تشجع على تصاعد مثل هذه النعرات مستقبلاً. لم تحتج حكومة ولاية الفقيه سوى عامين لإثارة هذه النعرة عندما تبنت مبدأ تصدير الثورة، ودخلت سريعاً في حرب ضروس مع نظام البعث الحاكم التي لم تكن لها في ذلك الوقت مدلولات طائفية بالشكل الذي يمكن أن نتصوره اليوم.
بعد حرب تحرير الكويت كان الامتحان قائماً عندما اشتعلت ما تسمى بـ»انتفاضة الشيعة» جنوب العراق والتي قمعت، فاضطرت طهران إلى اختبار قدراتها في زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي ببلدان الجوار، وتحديداً دول مجلس التعاون الخليجي فاستغلت حالة «الانكشاف الأمني للأنظمة السياسية الخليجية»، فبدأت بدعم كبير لحركات الاحتجاج السياسية التي تؤمن بفكر ولاية الفقيه، وكان أبرزها ما تم في البحرين وشرق السعودية من موجة عنيفة من عدم الاستقرار وتصاعد الأعمال الإرهابية.
عندما حدث تقارب خليجي - إيراني خلال حكم الرئيس الإيراني السابق خاتمي سارعت طهران إلى البناء على ما أنجز خلال المراحل السابقة، خاصة وأن فترة خاتمي انتهت بانفتاح عام في دول الخليج العربية نحو التحول الديمقراطي والانفتاح السياسي أكثر من أي وقت مضى.
في هذا التوقيت بالذات استغلت طهران الفرصة بعد القرار الأمريكي بغزو العراق فكانت الفرصة مواتية للسيطرة على مفاصل حكم بغداد بعد سقوط نظام البعث. هنا بدأت إرهاصات متسارعة لصراع طائفي في منطقة الشرق الأوسط هي امتداد للصراع السائد الذي نراه اليوم. حيث بات الصراع الطائفي هو سمة تفاعلات النظام السياسي العراقي الجديد.
أدى تصاعد نفوذ أيديولوجيا ولاية الفقيه في العراق إلى تقوية شبكتها في دول مجلس التعاون الخليجي العربي، وبعض الدول العربية الأخرى. رغم انخراط كوادر هذه الشبكات في عملية التحول الديمقراطي والإصلاح السياسي التي كانت الشبكات نفسها سبباً في إعاقة هذه العملية لأسباب ليست ذات مغزى.
ظل هذا الوضع سائداً إلى ديسمبر 2010 عندما اشتعلت الثورات العربية، فحرصت طهران على الاستفادة من الأجواء وحاولت إشعال فتيل ثورة خليجية مطلبية على صعيد المطالبة بالإصلاح السياسي أو تحسين مستوى المعيشة على أن يكون محورها البحرين، ولكنها كانت فاشلة لأنها كانت قائمة على أسس طائفية مكشوفة، وخسرت سريعاً أي دعم من شعوب الخليج، لأنها باتت مكشوفة الأجندة، وعواقبها معروفة لإثارة الصراع السياسي أكثر فأكثر بين مختلف المكونات.
سريعاً ظهر تناقض المواقف إقليمياً باندلاع الثورة السورية، والتورط الإيراني ونظيره حزب الله الإرهابي في أحداث سوريا، لتبدأ عقبها موجة الصراع الطائفي العميق في المنطقة، وهو صراع لم تشهد المنطقة مثله من الناحية التاريخية.
يمكن ملاحظة تصاعد موجة الصراع الطائفي من اندلاع الثورة الإيرانية إلى اليوم عبر مسار زمني، أما عبر المسار المكاني فكانت بين إيران والعراق، ثم انتقلت إلى دول الخليج العربية، وبعد ذلك العراق تحت هيمنة أيديولوجيا ولاية الفقيه، وسرعان ما انتقلت إلى الشام التي باتت أرض المعركة الطائفية في الشرق الأوسط، وهي بلاشك معركة استراتيجية من الواضح أن المنتصر فيها سيكون له النفوذ في مستقبل الشرق الأوسط، هذا إذا كان فيها منتصر أصلاً!
{{ article.visit_count }}
الكاريكاتير تضمن شخصاً بملابس الرومان القدماء يركل حسن نصر الله في حفرة عميقة كتب عليها «القصير»، فهل ستكون معركة القصير وما يدور حولها من أحداث دامية في سوريا بداية النهاية للصراع الطائفي في منطقة الشرق الأوسط؟
الصراع الطائفي لم يكن ظاهراً في المنطقة قبل العام 1979 عندما كانت المكونات الإثنو ـ طائفية في الشرق الأوسط في حالة تعايش سلمي رائع وتناضل من أجل الاستقلال وبناء بلدانها آنذاك.
ولكن اندلاع الثورة الإيرانية في العام 1979 ساهم في تأجيج مثل هذه النعرات في ظل وجود ظروف وبيئة خصبة يمكن أن تشجع على تصاعد مثل هذه النعرات مستقبلاً. لم تحتج حكومة ولاية الفقيه سوى عامين لإثارة هذه النعرة عندما تبنت مبدأ تصدير الثورة، ودخلت سريعاً في حرب ضروس مع نظام البعث الحاكم التي لم تكن لها في ذلك الوقت مدلولات طائفية بالشكل الذي يمكن أن نتصوره اليوم.
بعد حرب تحرير الكويت كان الامتحان قائماً عندما اشتعلت ما تسمى بـ»انتفاضة الشيعة» جنوب العراق والتي قمعت، فاضطرت طهران إلى اختبار قدراتها في زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي ببلدان الجوار، وتحديداً دول مجلس التعاون الخليجي فاستغلت حالة «الانكشاف الأمني للأنظمة السياسية الخليجية»، فبدأت بدعم كبير لحركات الاحتجاج السياسية التي تؤمن بفكر ولاية الفقيه، وكان أبرزها ما تم في البحرين وشرق السعودية من موجة عنيفة من عدم الاستقرار وتصاعد الأعمال الإرهابية.
عندما حدث تقارب خليجي - إيراني خلال حكم الرئيس الإيراني السابق خاتمي سارعت طهران إلى البناء على ما أنجز خلال المراحل السابقة، خاصة وأن فترة خاتمي انتهت بانفتاح عام في دول الخليج العربية نحو التحول الديمقراطي والانفتاح السياسي أكثر من أي وقت مضى.
في هذا التوقيت بالذات استغلت طهران الفرصة بعد القرار الأمريكي بغزو العراق فكانت الفرصة مواتية للسيطرة على مفاصل حكم بغداد بعد سقوط نظام البعث. هنا بدأت إرهاصات متسارعة لصراع طائفي في منطقة الشرق الأوسط هي امتداد للصراع السائد الذي نراه اليوم. حيث بات الصراع الطائفي هو سمة تفاعلات النظام السياسي العراقي الجديد.
أدى تصاعد نفوذ أيديولوجيا ولاية الفقيه في العراق إلى تقوية شبكتها في دول مجلس التعاون الخليجي العربي، وبعض الدول العربية الأخرى. رغم انخراط كوادر هذه الشبكات في عملية التحول الديمقراطي والإصلاح السياسي التي كانت الشبكات نفسها سبباً في إعاقة هذه العملية لأسباب ليست ذات مغزى.
ظل هذا الوضع سائداً إلى ديسمبر 2010 عندما اشتعلت الثورات العربية، فحرصت طهران على الاستفادة من الأجواء وحاولت إشعال فتيل ثورة خليجية مطلبية على صعيد المطالبة بالإصلاح السياسي أو تحسين مستوى المعيشة على أن يكون محورها البحرين، ولكنها كانت فاشلة لأنها كانت قائمة على أسس طائفية مكشوفة، وخسرت سريعاً أي دعم من شعوب الخليج، لأنها باتت مكشوفة الأجندة، وعواقبها معروفة لإثارة الصراع السياسي أكثر فأكثر بين مختلف المكونات.
سريعاً ظهر تناقض المواقف إقليمياً باندلاع الثورة السورية، والتورط الإيراني ونظيره حزب الله الإرهابي في أحداث سوريا، لتبدأ عقبها موجة الصراع الطائفي العميق في المنطقة، وهو صراع لم تشهد المنطقة مثله من الناحية التاريخية.
يمكن ملاحظة تصاعد موجة الصراع الطائفي من اندلاع الثورة الإيرانية إلى اليوم عبر مسار زمني، أما عبر المسار المكاني فكانت بين إيران والعراق، ثم انتقلت إلى دول الخليج العربية، وبعد ذلك العراق تحت هيمنة أيديولوجيا ولاية الفقيه، وسرعان ما انتقلت إلى الشام التي باتت أرض المعركة الطائفية في الشرق الأوسط، وهي بلاشك معركة استراتيجية من الواضح أن المنتصر فيها سيكون له النفوذ في مستقبل الشرق الأوسط، هذا إذا كان فيها منتصر أصلاً!