لا أزال أذكر أن من أكثر المواضيع تشعباً وتعقيداً التي تناولها كتاب اللغة العربية في الصف الثالث الإعدادي؛ كان موضوع البيئة لاحتوائه على مجموعة من الأبواب المتفرقة مثل البيئة الاجتماعية، البيئة التاريخية، البيئة السياسية، البيولوجية والبيئة البحرية. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ إنما كان أيضاً هذا الفصل مقرراً ضمن الامتحان النهائي. أي؛ لا مهرب ولا مفر من دراسته سواء رضينا أو اعترضنا.
لكن إذا فكرنا ملياً في الأمر نجد أن موضوع البيئة مهما تلونت وتعددت أشكاله هو جزء لا يتجزأ من تشكيل شخصياتنا، لذلك قيل في الأمثال إن الإنسان ابن بيئته.
لاحظت أنني وكثيرون يجهلون أهمية الدور الذي تلعبه البيئة، والذي على أساسه قامت منظمة الأمم المتحدة في سنة 1972 بإعلان 5 يونيو من كل عام يوماً عالمياً للبيئة، مع أن الحقيقة تقول إن الأرض موجودة من يوم بدء الخلق، وإن الهواء والماء حاجة ضرورية لكل فرد كي يستمر في الحياة، أي أن البيئة الأساسية المحيطة بالإنسان لحياته لا تنتظر منا كلمات شكر مزخرفة أو درعاً تذكارياً نقول لها لقد قدمت لنا الكثير ونحن بدورنا قطعنا منك الكثير!!!
لن نتمكن نحن كبشر أن نقدم لها راتباً تقاعدياً ونشكرها خدماتها لوجود بدائل أخرى، لكن أعتقد أننا نقوم بكل هذا تكفيراً عن الذنوب اليومية التي نرتكبها بحقها وهي بريئة منهزمة لا تستطيع الدفاع عن نفسها، لدرجة أنني علمت مؤخراً أن لفظ «بيئة» يستخدم في أحد البلاد بمعنى شتيمة، فهذه البيئة إن كانت فقدت رونقها الجميل الخلاب؛ ألم يكن هذا مما جنته أيدينا.
هناك شعوب عديدة في العالم انتفضت دفاعاً على البيئة، وكان طلب الشعب بأنه كيف لهم أن يختصروا المشهد الأخضر الجمالي بمبان إسمنتية بالرغم من الدور الاقتصادي الذي قد تقوم به هذه المباني.
أما نحن في البحرين؛ فإننا نحتفل باليوم العالمي للبيئة برائحة الإطارات المحروقة كل يوم، والتي باتت جزءاً أساسياً من مكونات الهواء لدينا، رغم أن الكبار والصغار على هذه الأرض الطيبة بمختلف أصولهم وانتماءاتهم لا بد أن ينعموا بإشراقة صباح خالية من الضباب الرمادي وليل خال من حرائق وخزانات المياه في الشوارع والقرى، في أعمال مرفوضة خارجة عن السلمية التي يدعيها البعض.
اعتقد أن مقرر اللغة العربية تغافل عن باب إضافي لتصنيف البيئة؛ ألا وهو البيئة العقائدية والفكرية، لربما مؤلفو الكتاب أخذوا بعين الاعتبار بأنهم يخاطبون جيلاً يتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، في حين أن ما أجده الآن أطفالاً لم تتعد أعمارهم أربع سنوات استطاع أصحاب العبثية أن يتسللوا إلى عذوبة أفكارهم وتلويثها وحرق سهولها الخضراء، والتي كان من الممكن أن تنضج أفكاراً إبداعية. فإن تمكنت أيادٍ رمداء من الجني على جدران المدينة فإننا لن نسمح أن تتسلل أنهار بالبربرية لتغرق العقول الوردية بطوفان العبثية ومن ثم غرس أشجار الحقد والهمجية. فكلنا شعب واحد على أرض واحدة. نأمل جميعاً بغد واعد خال من المهالك والمحاذير.
إني أردد ما قاله المتنبي في شعره:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
لكن إذا فكرنا ملياً في الأمر نجد أن موضوع البيئة مهما تلونت وتعددت أشكاله هو جزء لا يتجزأ من تشكيل شخصياتنا، لذلك قيل في الأمثال إن الإنسان ابن بيئته.
لاحظت أنني وكثيرون يجهلون أهمية الدور الذي تلعبه البيئة، والذي على أساسه قامت منظمة الأمم المتحدة في سنة 1972 بإعلان 5 يونيو من كل عام يوماً عالمياً للبيئة، مع أن الحقيقة تقول إن الأرض موجودة من يوم بدء الخلق، وإن الهواء والماء حاجة ضرورية لكل فرد كي يستمر في الحياة، أي أن البيئة الأساسية المحيطة بالإنسان لحياته لا تنتظر منا كلمات شكر مزخرفة أو درعاً تذكارياً نقول لها لقد قدمت لنا الكثير ونحن بدورنا قطعنا منك الكثير!!!
لن نتمكن نحن كبشر أن نقدم لها راتباً تقاعدياً ونشكرها خدماتها لوجود بدائل أخرى، لكن أعتقد أننا نقوم بكل هذا تكفيراً عن الذنوب اليومية التي نرتكبها بحقها وهي بريئة منهزمة لا تستطيع الدفاع عن نفسها، لدرجة أنني علمت مؤخراً أن لفظ «بيئة» يستخدم في أحد البلاد بمعنى شتيمة، فهذه البيئة إن كانت فقدت رونقها الجميل الخلاب؛ ألم يكن هذا مما جنته أيدينا.
هناك شعوب عديدة في العالم انتفضت دفاعاً على البيئة، وكان طلب الشعب بأنه كيف لهم أن يختصروا المشهد الأخضر الجمالي بمبان إسمنتية بالرغم من الدور الاقتصادي الذي قد تقوم به هذه المباني.
أما نحن في البحرين؛ فإننا نحتفل باليوم العالمي للبيئة برائحة الإطارات المحروقة كل يوم، والتي باتت جزءاً أساسياً من مكونات الهواء لدينا، رغم أن الكبار والصغار على هذه الأرض الطيبة بمختلف أصولهم وانتماءاتهم لا بد أن ينعموا بإشراقة صباح خالية من الضباب الرمادي وليل خال من حرائق وخزانات المياه في الشوارع والقرى، في أعمال مرفوضة خارجة عن السلمية التي يدعيها البعض.
اعتقد أن مقرر اللغة العربية تغافل عن باب إضافي لتصنيف البيئة؛ ألا وهو البيئة العقائدية والفكرية، لربما مؤلفو الكتاب أخذوا بعين الاعتبار بأنهم يخاطبون جيلاً يتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً، في حين أن ما أجده الآن أطفالاً لم تتعد أعمارهم أربع سنوات استطاع أصحاب العبثية أن يتسللوا إلى عذوبة أفكارهم وتلويثها وحرق سهولها الخضراء، والتي كان من الممكن أن تنضج أفكاراً إبداعية. فإن تمكنت أيادٍ رمداء من الجني على جدران المدينة فإننا لن نسمح أن تتسلل أنهار بالبربرية لتغرق العقول الوردية بطوفان العبثية ومن ثم غرس أشجار الحقد والهمجية. فكلنا شعب واحد على أرض واحدة. نأمل جميعاً بغد واعد خال من المهالك والمحاذير.
إني أردد ما قاله المتنبي في شعره:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم