هناك فرق شاسع بين الرأي الصريح في التحليل وبين الوقاحة والانتقاد الجارح غير الهادف. وفرق أيضاً بين الوصف والتحليل، فلست أفهم اتجاه بعض وسائل الإعلام للتسابق في جلب محللين ورياضيين سابقين في برامج أكثر ما تكون شبهاً للمسرحية الساخرة، ولا أرى أن هؤلاء من ذوي الخبرة الرياضية لديهم القدرة على التحليل! فنجدهم يتفننون في وصف ما حدث في المباراة بأسلوب غير تحليلي، فالوصف هو ما يجري على أرض المباراة أما التحليل يكون بذكر توظيف المدرب للاعبين وأدوارهم داخل المستطيل الأخضر وليس من أضاع الهجمة الفلانية أو غيره، وأعتقد أن الجميع يتفق معي عندما أقول إنه ليس الجميع من ذوي الخبرة على الملعب يستطيع تحليل المباراة من خارجها.
كثير من هذه القنوات خصوصاً العارضة لمثل هذه البرامج هم من يتعمدون نشر الفتنة بين العناصر الرياضية السابقة والحالية فنلاحظ أنها تتفنن في نشر التصريحات الأكثر إشعالاً للشارع الرياضي لتبرز على حساب هؤلاء النجوم. ثم ما هي “موضة” الإعلام حالياً في التدخل بالحياة الشخصية لدى اللاعبين؟ وأتكلم تحديداً عن النجم السعودي ياسر القحطاني الذي يسعى الإعلام الفاشل إلى تضخيم أي تصريح يكون ضده أو يسيء إليه. سيسألني البعض لم عارضت عودة ياسر القحطاني إذا كنت تدافعين عنه الآن، وسأرد أن القحطاني قدم الكثير للكرة السعودية ولناديه الهلال السعودي، فلم أر الكثير ممن علا صرحهم على صرح ياسر القحطاني على المستطيل الأخضر، فانفرد وحده بمهارات لم يجدها معظم اللاعبين لكنني رأيت في عودته يأس ريكارد وعدم ثقته بالباقين، لكنني أعارض أن يهين أي أحد نجماً مثل ياسر القحطاني، فهو نجم لا يتكرر ومن أهان ياسر ليست الجماهير بل الإعلام الذي ضخم حجم التصريحات المعادية للقحطاني.
الإعلام الرياضي ليس تعبئة ورقة بحروف وكلمات، بل هو أخلاق قبل كل شيء وإذا ما فقدت هذه العناصر في الإعلام، فالأجدر أن تسمى سياسة هذه الجهات الإعلامية “خذوه فغلوه” أي مجرد حبر على ورق يفسد جمال الإعلام الرياضي ولا يرفع منه. فالجهات الإعلامية يجب أن تكون حذرة وأن تحترم خصوصية الشخصيات الرياضية واحترام تاريخهم وما قدموه لكرة القدم.