لقد تشرفت بحضوري الأول لمجلس سمو رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، والذي يحضره العديد من فئات المجتمع البحريني، وهي عادة أسبوعية دأب سموه على السير بها كنهج منذ سنوات، بل ويحرص دائماً ويشدد على اللقاء وتبادل وجهات النظر في كل ما يهم الشأن الوطني، وحقيقة ما يشدك في حديث سموه صراحته التي لا تخلو من الخوف على البحرين وأمنها واستقرارها، والتي قال عنها إنها هي الخط الأحمر الذي لا يمكن المساس به أو التهاون فيه من أي جهة كانت.
حقيقة، وفي حضرة صاحب السمو لا يمكنك إلا أن تكون منصتاً ومستمعاً لكل كلمة يقولها سموه، لأنها بحد ذاتها لها معاني وطنية تجعلك تدرك وتقف إجلالاً وشموخاً أمام رجل دولة، أقولها دائماً إنه من الطراز الأول ويعلم دهاليز السياسة بحكم خبرته وحنكته الطويلة التي تمتد لعقود في بناء الدولة ومؤسساتها المختلفة، وهو بحق مدرسة تخرجت منها أجيال هم اليوم قادة في المجتمع نهلوا من خبرة رجل خاض معترك الحياة في قيام حكومة التي استطاع أن يقودها بكل اقتدار لأنه عشق البحرين وأخلص لها من كل قلبه.
كان حديث رئيس الوزراء حفظه الله الذي تناول فيه مختلف القضايا التي تهم الوطن والمواطن غزير ولها أبعاد كثيرة قد يدركها من يقرأ ما بين تلك الكلمات التي تعتبر بحذ ذاتها معنى، وما أعجبني خلال اللقاء بل وشدني أن الرجل الأول في الحكومة يقول للحاضرين لا أريد أن يأتي أحد ويقول إن كل شيء بخير والأمور طيبة في البلد ولا ينقصنا شيء. بل شدد سموه على أنه يريد أن يصله الواقع المعاش في الوطن وأن تكون الصورة واضحة أمامه فلا يوجد كما قال عمل كامل، فلابد من قصور في أي عمل وهذا ينطبق على العمل الحكومي.
وهنا أكد سمو الرئيس خلال حديثه على دور الصحافة الوطنية وكتاب الأعمدة في الكشف عن القصور، بل ودعا إلى كشفها حتى يتم إصلاح مكامن الخلل، وبالتالي فإن الصحافة هي بمثابة الأداة التي تدق جرس الخطر بأنه يوجد خطأ ولا بد من إصلاحه وإظهار الجانب الإيجابي وتسطير الإنجازات ومحاولة تلافي السلبيات قدر الإمكان، هنا تتجلى مصارحة القائد، وطلبه بأن يتم الكشف عن أي قصور في أجهزة الحكومة، وكانت ثقته بالصحافة وساماً يعلق على صدر كل إعلامي وصحافي يجعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، خصوصاً أن هذه الشهادة جاءت من رئيس الوزراء.
همسة..
كان لي الشرف سابقاً حين حظيتُ بلقاء سمو رئيس الوزراء حفظه الله في لقايين حصريين لصحيفة البيان الإماراتية باعتباري مراسلها، والتي كان للأستاذ الوكيل المساعد للشؤون الصحافية والإعلامية الأستاذ الفاضل خالد الزياني الفضل في الترتيب لهما، فكل الشكر له على مساعيه، والشكر موصول أيضاً للأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور ياسر الناصر الذي نكن له كل الود والاحترام.