الوفاق تطالب «بتدخل دولي» كرد فعل على مقال «إعادة إحياء القاعدة».. أتعتقدون أنني أمزح؟!
هذا بيانهم «دعت كاتبة حكومية بحرينية في إحدى الصحف المحسوبة على النظام بشكل صريح لتشكيل تنظيم القاعدة في البحرين رداً على الانتقادات الحقوقية الموجهة للنظام من قبل الدول والمنظمات الغربية حول تجاوزات وانتهاكات حقوق الإنسان.
هددت الكاتبة الحكومية بذلك بهدف خلط الأوراق أمام المطالبات المتصاعدة بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وفي تهديد مباشر للدول والقوى الغربية المختلفة، استنكر الوفاق هذه الدعوة الحاضة على الإرهاب وحرق الوطن وتدمير كل مقوماته من أجل مصالح ومبتغيات مشبوهة. وطالبت الوفاق بموقف محلي وطني وموقف دولي إنساني حاسم وسريع يحمي هذا الوطن من التدمير والتخريب».
أهم ما في الموضوع هوطلب التدخل الدولي! بدأت أقتنع أن هناك «عملاً» للوفاق أوسحراً أوهلوسة أوعفريتاً اسمه تدخل دولي، والله إنكم لتستحقون الشفقة على ما آلت إليه أحوالكم... تدخل دووووووليييي لوقف مقالات في جريدة؟!! أعتقد أنكم بدأتم تكثرون من مشاهدة الأفلام الهندية.
عموماً نعود لمقالنا لنشرح ما صعب عليكم فهمه.. والذي كان عبارة عن قراءة لسيناريوهات محتملة وقوعها وبشدة، وفرق بين أن تعطي توقعاتك وقراءاتك وأن تتبنى أوتدعو لتلك التوقعات.
توقعاتنا تنطلق من معطيات ملموسة، وتلك آلية حسابات ونمط من التفكير لا تعرفونه مع الأسف، لذلك ليس غريباً أن تقرؤوا التوقعات على أنها دعوات، أو أن يعتبرها «كتاتيبكم» تخرصات، فأنتم لم تتعلموا بعد كيف تحسبون عدة سيناريوهات واحتمالات للفعل وتقيسوا بناء عليها ردات الفعل بالشكل السليم، وإلا ما وقعتم بذات الأخطاء مرة تلوالأخرى.
أولاً « القاعدة» كما يعرف كل المتابعين لم تعد تنظيماً مركزياً «القاعدة» عبارة عن (مانيول) كتاب إرشادي متداول ومتاح للعامة، تستطيع أي خلية صغيرة أوحتى فرد أن تتبناه وتسير على منواله.
توقعاتنا باحتمال أن تنشط مثل هذه الخلايا في البحرين أوفي دول مجلس التعاون كرد فعل على الزواج العرفي بين الولايات المتحدة الأمريكية والجماعات الردايكالية الشيعية، توقعات لم تبنَ من فراغ، إنما جاءت بناء على بروز ظواهر حراك لجماعات سنية متشددة تعمل على الخط المعاكس لجماعة الولي الفقيه برزت في المحرق وفي الرفاع وتتجاوز في حراكها القوى السنية التقليدية بل تتحدها، وهي ظواهر لا يمكن أن تتجاهلها اليوم في البحرين وأنت تراها بالعين المجردة، تقاس من خلال عدة مساحات للحراك الشعبي تشهدها الساحة البحرينية في تصاعد خلال العامين الماضيين أي بعد الأحداث، وتقيسها بناء على سرعة تدافع الأحداث في دول الربيع العربي، وتلك نتيجة متوقعة فالبحرين ليست بعيدة عن «المجال الجوي» لتلك الجماعات على الصعيد الإقليمي، فما بالك والولايات المتحدة الأمريكية تتحدث عن سيناريوهات مطابقة للسيناريوالعراقي.