والله لو تعطونهم كل شيء، لو تمكنونهم في كل قطاع، لو تلبون كل طلباتهم بلا جدال، ولو تصلون معهم إلى أبعد الحدود، فنار «جهنم» دائماً تقول وستظل تقول: «هل من مزيد»!
اليوم البروفيسور بسيوني سيتم التطاول عليه وشتمه وتلصيق كل صفات العمالة والأجرة فيه، فقط لأنه وصف «خطوات جلالة الملك في شأن انتداب اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق على أنها خطوة شجاعة ورائدة»، ولأنه وصف «خطوات مملكة البحرين بشأن التقرير وتوصياته بأنها جادة»، فقط لأنه قال مالا يعجبهم فإنه يجوز اليوم التطاول عليه والتشكيك في مصداقيته.
في تقرير بسيوني هم أغمضوا الأعين عن كثير من الأجزاء التي تحدثت عن الجرائم البشعة التي ارتكبوها في البلد، استماتوا لإهالة الرمال على فصل كامل يتحدث عن الجرائم التي حصلت في مستشفى السلمانية حينما تم احتلاله، يقرنون ما يريدون ببسيوني وتقريره حتى لو كانت ادعاءات كاذبة وغير صحيحة، فمن سيرجع لتقرير تتجاوز صفحاته الخمسمائة ليتأكد من صحة ما يدعون؟!
هؤلاء لا يعجبهم شيء ولن يعجبهم شيء، لسبب بسيط جداً، هو أن ما حصل في الدوار كان هدفه إسقاط الدولة ولا شيء آخر، كان هدفه الاستيلاء على حكم البحرين، وممارسة الانتقام بحق العائلة الحاكمة وبحق كل من وقف منهم موقف الضد وخالفهم الرأي.
سقوط الدولة البحرينية كانوا يعتبرونه وشيكاً أيام الدوار، وبعد أن باءت المحاولة بالفشل غيروا أسلوبهم، لجأوا للمناورة، وقالوا إن هدفهم الإصلاح، بل بعضهم أخذ يثني بخجل على المشروع الإصلاحي لجلالة الملك!
والله لا يمكننا إلى آخر نفس في صدورنا أن نصدق انقلابيين وطاعني وطن وفئات عريضة في ظهورهم بخناجر غدر، حينما يتحايلون اليوم عبر شعارات تلعب على هموم الناس ومطالبهم المعيشية، لا يمكننا أن نصدق أن الطائفي هو الذي سيحارب الطائفية وينبذها، لا يمكننا أن نصدق من يحاول الكذب علينا بأنه ينشد الدولة المدنية وهو نفسه «الأجير» لآراء مرجعيات دينية وأشخاص يعتلون المنابر يفصلون له ما يفعل وما يقول.
لا يمكننا أن نصدقهم أنهم مناضلون من أجل الحرية، فهم أصلاً لا يمتلكون حريتهم، حريتهم الوحيدة تلك التي يمنحها لهم الولي الفقيه بفتوى أو توجيه أو أوامر يصدرها فيطاع دون إعمال عقل أو تغليب إرادة.
العتب ليس على الانقلابيين وما يفعلونه في هذا الوطن، العتب على من يمنحهم المساحة ليزيدوا في غيهم وليمارسوا مزيداً من الإرهاب والفوضى، العتب على عدم تطبيق القانون بما تنص عليه نصوصه الصريحة، العتب على محاورة إرهابيين مع سبق الإصرار والترصد، العتب على القبول بضغوط خارجية بالأخص من دول كالولايات المتحدة الأمريكية التي تعلن وبكل صراحة أن أهم ثوابتها هو عدم التحاور بحرف مع أي إرهابي أو التعاطي مع جماعات تتخذ الإرهاب وسيلة لحراكها.
التاريخ وثق في كثير من المناسبات وسيظل يوثق أن هؤلاء لا يريدون أي خير لهذه الدولة ولكافة شعبها، هم يريدون مكاسبهم الخاصة والتي لا يهم معها لو أحرقوا البحرين عن بكرة أبيها، والتي لا يهم معها لو دفعوا العشرات للموت كقرابين لهم ليتاجروا بجثثهم ودمائهم.
النار لا تريد إلا مزيداً من الحطب، وهؤلاء لا يريدون إلا شيئاً واحداً فقط، يريدون حكم هذه البلد، يريدون الكرسي، لا ديمقراطية ولا عدالة ولا مساواة ولا هم يحزنون، كلها وسائل وشعارات يستعملونها لتوصلهم لهدفهم الحقيقي.
الكارثة أن كل هذه الأمور واضحة وظاهرة، لكن للأسف يتم التعامل معها بأسلوب التغافل والتعامي، والمتضرر في النهاية هذا الوطن وأهله الذين يريدون العيش فيه بسلام.
«يوم نقول لجهنم هل امتلأت، فتقول هل من مزيد»؟! ألا من معتبر؟!
{{ article.visit_count }}
اليوم البروفيسور بسيوني سيتم التطاول عليه وشتمه وتلصيق كل صفات العمالة والأجرة فيه، فقط لأنه وصف «خطوات جلالة الملك في شأن انتداب اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق على أنها خطوة شجاعة ورائدة»، ولأنه وصف «خطوات مملكة البحرين بشأن التقرير وتوصياته بأنها جادة»، فقط لأنه قال مالا يعجبهم فإنه يجوز اليوم التطاول عليه والتشكيك في مصداقيته.
في تقرير بسيوني هم أغمضوا الأعين عن كثير من الأجزاء التي تحدثت عن الجرائم البشعة التي ارتكبوها في البلد، استماتوا لإهالة الرمال على فصل كامل يتحدث عن الجرائم التي حصلت في مستشفى السلمانية حينما تم احتلاله، يقرنون ما يريدون ببسيوني وتقريره حتى لو كانت ادعاءات كاذبة وغير صحيحة، فمن سيرجع لتقرير تتجاوز صفحاته الخمسمائة ليتأكد من صحة ما يدعون؟!
هؤلاء لا يعجبهم شيء ولن يعجبهم شيء، لسبب بسيط جداً، هو أن ما حصل في الدوار كان هدفه إسقاط الدولة ولا شيء آخر، كان هدفه الاستيلاء على حكم البحرين، وممارسة الانتقام بحق العائلة الحاكمة وبحق كل من وقف منهم موقف الضد وخالفهم الرأي.
سقوط الدولة البحرينية كانوا يعتبرونه وشيكاً أيام الدوار، وبعد أن باءت المحاولة بالفشل غيروا أسلوبهم، لجأوا للمناورة، وقالوا إن هدفهم الإصلاح، بل بعضهم أخذ يثني بخجل على المشروع الإصلاحي لجلالة الملك!
والله لا يمكننا إلى آخر نفس في صدورنا أن نصدق انقلابيين وطاعني وطن وفئات عريضة في ظهورهم بخناجر غدر، حينما يتحايلون اليوم عبر شعارات تلعب على هموم الناس ومطالبهم المعيشية، لا يمكننا أن نصدق أن الطائفي هو الذي سيحارب الطائفية وينبذها، لا يمكننا أن نصدق من يحاول الكذب علينا بأنه ينشد الدولة المدنية وهو نفسه «الأجير» لآراء مرجعيات دينية وأشخاص يعتلون المنابر يفصلون له ما يفعل وما يقول.
لا يمكننا أن نصدقهم أنهم مناضلون من أجل الحرية، فهم أصلاً لا يمتلكون حريتهم، حريتهم الوحيدة تلك التي يمنحها لهم الولي الفقيه بفتوى أو توجيه أو أوامر يصدرها فيطاع دون إعمال عقل أو تغليب إرادة.
العتب ليس على الانقلابيين وما يفعلونه في هذا الوطن، العتب على من يمنحهم المساحة ليزيدوا في غيهم وليمارسوا مزيداً من الإرهاب والفوضى، العتب على عدم تطبيق القانون بما تنص عليه نصوصه الصريحة، العتب على محاورة إرهابيين مع سبق الإصرار والترصد، العتب على القبول بضغوط خارجية بالأخص من دول كالولايات المتحدة الأمريكية التي تعلن وبكل صراحة أن أهم ثوابتها هو عدم التحاور بحرف مع أي إرهابي أو التعاطي مع جماعات تتخذ الإرهاب وسيلة لحراكها.
التاريخ وثق في كثير من المناسبات وسيظل يوثق أن هؤلاء لا يريدون أي خير لهذه الدولة ولكافة شعبها، هم يريدون مكاسبهم الخاصة والتي لا يهم معها لو أحرقوا البحرين عن بكرة أبيها، والتي لا يهم معها لو دفعوا العشرات للموت كقرابين لهم ليتاجروا بجثثهم ودمائهم.
النار لا تريد إلا مزيداً من الحطب، وهؤلاء لا يريدون إلا شيئاً واحداً فقط، يريدون حكم هذه البلد، يريدون الكرسي، لا ديمقراطية ولا عدالة ولا مساواة ولا هم يحزنون، كلها وسائل وشعارات يستعملونها لتوصلهم لهدفهم الحقيقي.
الكارثة أن كل هذه الأمور واضحة وظاهرة، لكن للأسف يتم التعامل معها بأسلوب التغافل والتعامي، والمتضرر في النهاية هذا الوطن وأهله الذين يريدون العيش فيه بسلام.
«يوم نقول لجهنم هل امتلأت، فتقول هل من مزيد»؟! ألا من معتبر؟!