عندما يصاب مشارك في المواجهات التي تحدث بين أولئك غير المدركين لعواقب ما يقومون به وبين رجال الأمن يسارع البعض إلى التغريد بصوت أجش محاولاً استدرار العواطف فيقول ببرود إن «المصاب مريض بالسكلر» أو أنه «أب لطفل حديث الولادة» أو أنه «يرعى والدين مسنين»، إلى غير هذا من مبررات لا قيمة لها لأن سؤال أي شخص عن أسباب تعرضه للإصابة جوابه البسيط هو أنه «ترك كل شيء ودخل في مساحة ما كان ينبغي له أن يدخل فيها»، مساحة تجعله مؤهلاً للتعرض للإصابة في أي لحظة.
بالطريقة نفسها ينبري ذلك البعض فيغرد ويقول إن «المصاب أو المحتجز طفل ولأنه طفل لذا ينبغي من المجتمع أن يتحمل ما يأتي منه سواء كان كلاماً أو حجراً.. أو مولوتوفاً»، وبدل أن يلومه يوجه «اللوم إلى رجال الأمن الذين لم يراعوا عمره.. فهو أقل من ثمانية عشر عاماً»!
عندما قيل لرئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون إن من «قام بأعمال الفوضى في لندن قبل بضع سنين يندرجون تحت مسمى أطفال»، رد ببساطة ما معناه أنه «طالما أنه استطاع أن يحمل حجراً ويرمي به الآخرين فقد خرج من مرحلة الطفولة وقانونها وصار لزاماً تطبيق قوانين مرحلة ما بعد الطفولة عليه».
بالمنطق لا يمكن أن يقال عن الذي يرفع حجراً ويرمي به رجال الأمن أو يرمي بزجاجة مولوتوف أو سيخ حديد أو يقرصن شارعاً ويشعل النيران في إطارات السيارات وغيرها من مواد، لا يمكن أن يقال عنه «طفلاً»، تماماً مثلما أنه ليس مقبولاً القول إنه «مصاب بالسكلر» أو «له ظرف اجتماعي أو إنساني محدد» عندما يصاب في المواجهات التي شارك فيها أو تم احتجازه ومحاسبته.
لا قيمة لكلمة طفل أو جاهل أو فقير أو مريض في حالات كهذه لأن مكان هؤلاء ليس الشارع حيث المواجهات مع رجال الأمن وحيث الفوضى وتعطيل حياة الناس ولكنه في أحضان أمهاتهم وفي الأسرة البيضاء.
يخبرني أحدهم أنه لأسباب إنسانية وإرضاء لصديق، قام بتوظيف شاب صغير في شركته، ثم لاحظ أن مشكلات كثيرة تسبب فيها ذلك الشاب، عدا أنه لم يكن يلتزم بالدوام، وعندما أخبر صديقه بما يقوم به ذاك الذي توسط له حاول الصديق أن يبرر وقال «لا تؤاخذه.. فهو لايزال في مرحلة المراهقة». أما جواب صاحب الشركة فكان «دعه يعيش مراهقته ولكن بعيداً عن شركتي»، وهو ما يعني أنه لا قيمة لأية مبررات ولا حساب حتى للصداقة طالما أن الشركة ستتضرر.
ترى هل يمكن للمجتمع وللوطن أن يقبلا بتلك المبررات فيعفوان عن هذا الذي احتجز شارعاً وتسبب في أذى الناس وإزعاجهم وعطلهم وعرضهم للخطر لأنه لم يبلغ الـ18 بعد فهو طفل؟ وهل يمكن أن يقبلا بتلك المبررات فيعفوان عن ذاك الذي حمل زجاجة مولوتوف قاتلة ورمى بها رجال الأمن والمتواجدين في المكان لأنه مصاب بالسكلر؟
لا قيمة لكل هذه المبررات وغيرها لأن الطفل الذي يستطيع أن يفعل كل ذلك لا يمكن أن يكون طفلاً، تماماً مثلما أن المريض الذي يقوى على كذلك لا يمكن أن يكون مريضاً، ولأن الشاب الذي يستطيع أن يحرق ويخرب ويرهب الناس لا يمكن أن يكون بريئاً، ولا يمكن قبول التبريرات التي يحاول البعض تسويقها لتخليصه من الوضع الذي صار فيه لأن من يسعى إلى الارتقاء بحياة المواطنين لا يقبل منه تخريب حياتهم وتدميرها.
كان الأولون من أهل البحرين يردون على من يحاول التبرير لخطأ صبي وتسببه في أذى الآخرين والقول «إلا جاهل»، رد أتوقع أنه معروف للقراء جميعاً!
{{ article.visit_count }}
بالطريقة نفسها ينبري ذلك البعض فيغرد ويقول إن «المصاب أو المحتجز طفل ولأنه طفل لذا ينبغي من المجتمع أن يتحمل ما يأتي منه سواء كان كلاماً أو حجراً.. أو مولوتوفاً»، وبدل أن يلومه يوجه «اللوم إلى رجال الأمن الذين لم يراعوا عمره.. فهو أقل من ثمانية عشر عاماً»!
عندما قيل لرئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون إن من «قام بأعمال الفوضى في لندن قبل بضع سنين يندرجون تحت مسمى أطفال»، رد ببساطة ما معناه أنه «طالما أنه استطاع أن يحمل حجراً ويرمي به الآخرين فقد خرج من مرحلة الطفولة وقانونها وصار لزاماً تطبيق قوانين مرحلة ما بعد الطفولة عليه».
بالمنطق لا يمكن أن يقال عن الذي يرفع حجراً ويرمي به رجال الأمن أو يرمي بزجاجة مولوتوف أو سيخ حديد أو يقرصن شارعاً ويشعل النيران في إطارات السيارات وغيرها من مواد، لا يمكن أن يقال عنه «طفلاً»، تماماً مثلما أنه ليس مقبولاً القول إنه «مصاب بالسكلر» أو «له ظرف اجتماعي أو إنساني محدد» عندما يصاب في المواجهات التي شارك فيها أو تم احتجازه ومحاسبته.
لا قيمة لكلمة طفل أو جاهل أو فقير أو مريض في حالات كهذه لأن مكان هؤلاء ليس الشارع حيث المواجهات مع رجال الأمن وحيث الفوضى وتعطيل حياة الناس ولكنه في أحضان أمهاتهم وفي الأسرة البيضاء.
يخبرني أحدهم أنه لأسباب إنسانية وإرضاء لصديق، قام بتوظيف شاب صغير في شركته، ثم لاحظ أن مشكلات كثيرة تسبب فيها ذلك الشاب، عدا أنه لم يكن يلتزم بالدوام، وعندما أخبر صديقه بما يقوم به ذاك الذي توسط له حاول الصديق أن يبرر وقال «لا تؤاخذه.. فهو لايزال في مرحلة المراهقة». أما جواب صاحب الشركة فكان «دعه يعيش مراهقته ولكن بعيداً عن شركتي»، وهو ما يعني أنه لا قيمة لأية مبررات ولا حساب حتى للصداقة طالما أن الشركة ستتضرر.
ترى هل يمكن للمجتمع وللوطن أن يقبلا بتلك المبررات فيعفوان عن هذا الذي احتجز شارعاً وتسبب في أذى الناس وإزعاجهم وعطلهم وعرضهم للخطر لأنه لم يبلغ الـ18 بعد فهو طفل؟ وهل يمكن أن يقبلا بتلك المبررات فيعفوان عن ذاك الذي حمل زجاجة مولوتوف قاتلة ورمى بها رجال الأمن والمتواجدين في المكان لأنه مصاب بالسكلر؟
لا قيمة لكل هذه المبررات وغيرها لأن الطفل الذي يستطيع أن يفعل كل ذلك لا يمكن أن يكون طفلاً، تماماً مثلما أن المريض الذي يقوى على كذلك لا يمكن أن يكون مريضاً، ولأن الشاب الذي يستطيع أن يحرق ويخرب ويرهب الناس لا يمكن أن يكون بريئاً، ولا يمكن قبول التبريرات التي يحاول البعض تسويقها لتخليصه من الوضع الذي صار فيه لأن من يسعى إلى الارتقاء بحياة المواطنين لا يقبل منه تخريب حياتهم وتدميرها.
كان الأولون من أهل البحرين يردون على من يحاول التبرير لخطأ صبي وتسببه في أذى الآخرين والقول «إلا جاهل»، رد أتوقع أنه معروف للقراء جميعاً!