لا تظنون أن المساواة التي تنادي بها الوفاق هي خدمات إسكانية أو تعليمية أو مناصب حكومية؛ فهم قد أخذوا فوق حقهم، فالخدمات الإسكانية أغلبها لهم وكذلك البعثات التعليمية من وزارة التربية أو تمكين أو غيرها من معاهد وجامعات خاصة؛ فهي مضمونة ومؤمنة لهم، وكذلك هي المناصب والوظائف في الوزارات الحكومية والشركات الوطنية، فهم قد حازوا على الرئاسة والوظائف الهندسية والطبية وغيرها، وكذلك بالنسبة لهم للاقتصاد؛ فقد سيطروا على قطاع الإنشاءات والأغذية والمواصلات.
المساواة التي تطالب بها الوفاق يا مسؤولي الدولة هي اختراق المؤسسة الأمنية والعسكرية، المساواة هي أن يكون قطاع الطرق ضباطاً وجنوداً، هذا ما تقصده الوفاق وما تسعى إلى تحقيقه، إنها الأوامر الإيرانية التي أصرت على اختراق هاتين المؤسستين، وها هنا نحن نرى أن الأمور قد تسير لهم كما يريدون، وهذه هي الحملة الإعلامية التي يقودها حاصد الجوائز الذي يفصل ويشير في مقالاته إلى العهود الدولية والمواثيق وغيرها كي يتحقق هذا الاختراق، وتعلمون ماذا سيكون مصير الدولة إذا ما تم اختراق هاتين المؤسستين؟
فلماذا إذاً كل هذه الطنطنة والمطحنة على وظيفة مهندس أو طبيب أو وزير؛ فهذه الوظائف تضمنها الوفاق بدون حوار ولا دوار، إنما هي طحنة وطنة من أجل المنظور القريب الذي تحدث عنه علي سلمان وقال إنه يراه ماثلاً أمام عينه، وما هذا الحوار إلا الطريق الذي سيفتح أمامهم هذا المنظور، حيث نرى إشارات بأن يكون هناك ممثل للحكم، والتي بعدها ستكون الوفاق دولة مقابل دولة، وعندها «لا حول ولا قوة إلا بالله».
غصة في القلب ومرارة في اللسان وآلام تعتصر أرواحنا على مستقبل البحرين، وذلك عندما نرى عصابات وقطاع طرق يُذعن لهم ويُسمع لهم، بل ويصدقون أكاذيبهم، فهذا هو التاريخ اقرؤوه تصفحوه، وشاهدوا ماذا فعل ابن العلقمي الذي أسقط الدولة العباسية، إذ كانت مراحل خطته تتشابه كثيراً مع الواقع الذي نعيشه، فكانت أول مراحله؛ إضعاف الجيش، حيث أشار إلى المستعصم لإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريباً من مائة ألف مقاتل، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف، وكذلك فعلت الوفاق عندما كانت في مجلس النواب فحاصرت ميزانية الدفاع بتبريرها أنه ليس هناك خطر خارجي يهدد البحرين، وأن الميزانية يجب أن تذهب إلى الخدمات الإسكانية، وها هي مرحلة أخرى فيها تصر الوفاق عن طريق الحوار باختراق المؤسسة العسكرية بحجة المساواة.
أما المرحلة الثانية؛ مكاتبة التتار وأطماعهم في أخذ البلاد، وسهل لهم ذلك وبين لهم ضعف الرجال، أنه نفس الواقع وما تفعله الوفاق في مكاتبة المنظمات والسفارات وطهران والدول الاستعمارية وإغرائهم بالتدخل في البحرين تحت سيل من الأكاذيب، أما المرحلة الثالثة فهي نهي الخليفة عن قتال التتار وتثبيط الخليفة والناس، فأوهم الخليفة أن ملك التتار يريد مصالحتهم وأشار عليه بالخروج والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون له نصف خراج العراق، فخرج الخليفة إليه في 700 راكب من القضاة والأمراء، فتم قتل الخليفة ومن معه، وكانت كذبة إقناع أبن العلقمي للخليفة بأنه بعد المصالحة والمناصفة لا يستمر هذا إلا عاماً أو عامين، ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه، وهكذا قتل الخليفة وسقطت الدولة العباسية.
فهذه هي المساواة التي تسعى إليها الوفاق، إنها المصالحة واختراق الجيش، وتمثيل الحكم في الحوار، وبذلك يتحقق منظور علي سلمان في المستقبل القريب.
{{ article.visit_count }}
المساواة التي تطالب بها الوفاق يا مسؤولي الدولة هي اختراق المؤسسة الأمنية والعسكرية، المساواة هي أن يكون قطاع الطرق ضباطاً وجنوداً، هذا ما تقصده الوفاق وما تسعى إلى تحقيقه، إنها الأوامر الإيرانية التي أصرت على اختراق هاتين المؤسستين، وها هنا نحن نرى أن الأمور قد تسير لهم كما يريدون، وهذه هي الحملة الإعلامية التي يقودها حاصد الجوائز الذي يفصل ويشير في مقالاته إلى العهود الدولية والمواثيق وغيرها كي يتحقق هذا الاختراق، وتعلمون ماذا سيكون مصير الدولة إذا ما تم اختراق هاتين المؤسستين؟
فلماذا إذاً كل هذه الطنطنة والمطحنة على وظيفة مهندس أو طبيب أو وزير؛ فهذه الوظائف تضمنها الوفاق بدون حوار ولا دوار، إنما هي طحنة وطنة من أجل المنظور القريب الذي تحدث عنه علي سلمان وقال إنه يراه ماثلاً أمام عينه، وما هذا الحوار إلا الطريق الذي سيفتح أمامهم هذا المنظور، حيث نرى إشارات بأن يكون هناك ممثل للحكم، والتي بعدها ستكون الوفاق دولة مقابل دولة، وعندها «لا حول ولا قوة إلا بالله».
غصة في القلب ومرارة في اللسان وآلام تعتصر أرواحنا على مستقبل البحرين، وذلك عندما نرى عصابات وقطاع طرق يُذعن لهم ويُسمع لهم، بل ويصدقون أكاذيبهم، فهذا هو التاريخ اقرؤوه تصفحوه، وشاهدوا ماذا فعل ابن العلقمي الذي أسقط الدولة العباسية، إذ كانت مراحل خطته تتشابه كثيراً مع الواقع الذي نعيشه، فكانت أول مراحله؛ إضعاف الجيش، حيث أشار إلى المستعصم لإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريباً من مائة ألف مقاتل، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف، وكذلك فعلت الوفاق عندما كانت في مجلس النواب فحاصرت ميزانية الدفاع بتبريرها أنه ليس هناك خطر خارجي يهدد البحرين، وأن الميزانية يجب أن تذهب إلى الخدمات الإسكانية، وها هي مرحلة أخرى فيها تصر الوفاق عن طريق الحوار باختراق المؤسسة العسكرية بحجة المساواة.
أما المرحلة الثانية؛ مكاتبة التتار وأطماعهم في أخذ البلاد، وسهل لهم ذلك وبين لهم ضعف الرجال، أنه نفس الواقع وما تفعله الوفاق في مكاتبة المنظمات والسفارات وطهران والدول الاستعمارية وإغرائهم بالتدخل في البحرين تحت سيل من الأكاذيب، أما المرحلة الثالثة فهي نهي الخليفة عن قتال التتار وتثبيط الخليفة والناس، فأوهم الخليفة أن ملك التتار يريد مصالحتهم وأشار عليه بالخروج والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون له نصف خراج العراق، فخرج الخليفة إليه في 700 راكب من القضاة والأمراء، فتم قتل الخليفة ومن معه، وكانت كذبة إقناع أبن العلقمي للخليفة بأنه بعد المصالحة والمناصفة لا يستمر هذا إلا عاماً أو عامين، ثم يعود الأمر إلى ما كان عليه، وهكذا قتل الخليفة وسقطت الدولة العباسية.
فهذه هي المساواة التي تسعى إليها الوفاق، إنها المصالحة واختراق الجيش، وتمثيل الحكم في الحوار، وبذلك يتحقق منظور علي سلمان في المستقبل القريب.