تقرير – سلسبيل وليد:
أظهــــــــرت تصريحـــــــــــــــات لمسؤوليـــــن رفيعين في وزارة الصحة عن تناقض حول تحديــد موعد افتتـــاح المركز الوطني للسكر وصل إلى 4 سنوات، ففي تصريحات سابقة لوزير الصحة صادق الشهابي أعلن فيها عزم الوزارة إنجاز المركز في 2014 بعد البدء به في 2013. فيما قال الوكيل المساعد لشؤون المستشفيات بالوزارة د.أمين الساعاتي لـ «الوطن» إن المركـــــــز سيتطلـــب حوالي 5 سنوات لافتتاحه اعتباراً من بدء العمل به.
وقال الساعاتي إن «المركز الوطني للسكر المزمع إقامته ضمن المجمع الطبي بمحافظة المحرق بجانب مستشفى الولادة ومركز الإقامة الطويلة سيتطلب حوالي 5 سنوات لافتتاحه من بدء التشغيل»، موضحاً أنه «سيكون لخدمة الأطفال والبالغين الكبار وهو مركز نهاري ويضم هذا المركز وحدة متقدمة للوقاية من أمراض داء السكري ومضاعفاتــــه ويلتــزم بالمعاييــــر والتوجيهــــــــات الدوليــــــــــــة لضمـــــان الرعاية المثلى للمرضى مما يضمن رضاءهم».
ويأتي تصريح الساعاتي عقب تأكيد وزير الصحة مؤخراً عزم الوزارة إنجاز المركز بكلفة 7 ملايين، ويبدأ العمل فيه بـ2013 وينتهي 2014، كما إنه في تاريخ 24 أكتوبر رداً على شكوك النواب حول استمرارية العمل على إنشائه أكد على استمرارية العمل فيه.
إحصاءات
وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة مرضى السكري في البحرين بازدياد مقارنة بالسنوات السابقة فضلاً عن الضغوط التي يشهدها السلمانية بقلة عدد الأطباء مقارنة بأعداد المرضى، وتبلغ نسبة الإصابة بالمــرض 22.4% لمن يتـــراوح أعمارهم بين 20 و79 عاماً.
وأشار الساعاتي إلى أن «الخدمات المقدمة تتناسب مع الاحتياجات الخاصة لسكان البحرين، كما يهدف هذا المركز إلى العمل على الحد من مضاعفات أمراض الأوعية الدموية الناتجة عن داء السكري، وكذلك العمل على خفض معدلات الإصابة بهذا الداء»، مضيفاً أنه «من خلال العيادات التخصصية في المركز سيتم علاج مرضى السكري والعيادات المساعدة لفحوصات مختلفة مثل فحص العيون وفحص القدم والأوعية الدموية والقلب وباقي الخدمات المتعلقة بالسكري، كما سيقدّم المركز خدمات تثقيفية وتعليمية وطبية لمرضى داء السكري وأسرهم وتقديم خدمات غذائية وخدمات تأهيلية متميزة ونفسية وغرف للاجتماعات والمحاضرات».
وأضاف الساعاتي أنه «سيتم مستقبلاً تدريب وابتعاث كوادر طبية وصحية وتوظيف العديد منها لتكون مؤهلة وبالعدد المطلوب اللازم لتشغيل المركز الوطني، حيث تم طلب 12 استشارياً للكبار و8 استشاريين للأطفال، إلى جانب الكوادر الصحية الأخرى»، موضحاً أن «الكادر الحالي يقوم بعلاج الحالات الموجودة بكل كفاءة، وحتى وإن كان هناك ضغط في بعض العيادات، فلا يترك مريض من دون علاج، كما إن عدد العيادات الخارجية 8 وتغطي 200 مريض خلال الأسبوع».
وأوضح أنه «لا يوجد إحصاء دقيق لأطباء السكري في البحرين، ولكن هناك طبيبين استشاريين لعلاج سكري الأطفال وطبيبين استشاريين لعلاج سكري البالغين وكبار السن، إلى جانب الأطباء المقيمين في قسم الباطنية والأطباء حديثي التخرج والذين من المقرر أن يتم تدريبهم وابتعاثهم لزيادة عدد الكوادر العاملة في هذا المجال، إضافة إلى وجود عيادات متخصصة للسكري في المراكز الصحية منتشرة في كافة محافظات مملكة البحرين يتردد عليها مرضى السكري، وتدار من قبل أطباء العائلة المتدربين لعلاج مختلف الحالات من الأمراض المزمنة، حيث إنها تخفف الضغط على عيادات السلمانية».
ونفى الساعاتي وجود أي نقص بأدوية السكر حيث إن «جميع أصناف الأدوية لعلاج مختلف حالات مرض السكري متوفرة بكميات تكفي جميع المرضى بالسلمانية والمراكز الصحية»، موضحاً أنه «إن حدث طارئ بسبب تأخر الشحنات أو استلامها من المخازن لا يتعدى ذلك اليوم الواحد ويتم توفير البدائل التي تكون موجودة وتسد النقص بحيث لا يتأثر مريض السكري».
وأشار إلى أن «وزارة الصحة لا تملك سجلاً للمرضى المصابين بالسكري سواء الأطفال أو البالغين الذين يراجعون المستشفيات الحكومية التابعة لوزارات أخرى لا تتبع الصحة أو للمستشفيات الخاصة المنتشرة في جميع محافظات البحرين، ولكن بحسب الدراسات العالمية تم رصد 26 حالة لكل 100 ألف طفل في البحرين»، مضيفاً أنه «عالمياً تتراوح نسب الإصابة من 1 إلى 50 حالة لكل مائة ألف طفل، حيث تم تحديد البحرين في المراتب الوسطى بالنسبة لدول العالم وذلك للأطفال أو المصابين بالنوع الأول من داء السكري، ووصل معدل الإصابة بالسكري في المملكة إلى 15.4% من مجموع السكاّن، وهي نسبة مرتفعة، إضافة لارتفاع المعدل السنوي للحالات الجديدة في مملكة البحرين من 18 حالة سنوية في بداية التسعينات إلى 80 حالة سنوية في الوقت الحالي، وهذه النسب في ازدياد مستمر».
وأكد وجود ضغط على العيادات الخارجية وعلى جميع الأقسام بالمستشفيــــات في البحريــــن، وعيادات السكري من المفروض أن تعاين 18 مريضاً ولكن يزيد العدد إلى 25 مريضاً وأحياناً يزيد العدد إلى 30 مريضاً، وعليه يزيد تذمر المرضى من الانتظار أو لبعد الموعد القادم بسبب ضغط المرضى، وبعض الأحيان يكون هناك حالات طارئة تحول للطوارئ ومن ثم تحول للاستشاريين للمعاينة.
نقص الإبر
من جهته، قالت استشارية طب الأطفال تخصص السكري والغدد الصماء في مجمع السلمانية الطبي د.فايزة جنيد إن «مشكلة نقص الإبر انتهت بعد وصول كميات منها إلى الوزارة»، مشيرة إلى أنه «جار تبديل جهاز فحص السكري بأجهزة أكثر حداثة وبشكل تدريجي لأن الكميات التي تصل إلى المستشفى محدودة».
وأضافت أن «أكثر المشاكل التي يواجهها السلمانية أنه يتم تحويل الأجهزة للمراكز الصحية إلا أنه الآن تم حل المشكلة بتحويل الدواء إلى المركز».
وأوضحت جنيد أن «أطفال السكري قد يصابون بمضاعفاته ولكنها نادرة في البحرين تحديداً بسبب وجود ترابط أسري جيد والنظام المعيشي في البحرين ذو مستوى راقٍ، فتتم العناية بهم من قبل أفراد العائلة»، مؤكدة «خلو السلمانية من أي مضاعفـــــات السكــــــــــري للأطفال أو حتى حالات وفاة، إذ إن المضاعفات التي توجد في البحرين ليست خطيرة أو حادة فهي تكمن في هبوط السكر نظراً لسهو الطفل عن الجرعة أو اللعب فترات طويلة بعد أخذ الجرعة أو أخذها بكمية أكبر من المفترض أن يأخذه».
وأشارت جنيد إلى أن «البحرين تعد من الدول المتوسطة من حيث الإصابة بالنوع الأول من السكري»، موضحة أن «زيادة معدل مرضى السكر وباء منتشر حول العالم ولم يعرف السبب إلى الآن وقد رجح أكثر الأطباء العالمين إلى زيادة نسبة التلوث حول العالم سواء في الدول أو محيط الكرة الأرضية».
ورجحت أن «أسباب الزيادة العالمية يرجع إلى الجينات البشرية والتلوث الخارجي والداخلي إضافة إلى الفيروسات والالتهابات»، موضحة أن «بعض الدول كاليابان نسبة الإصابة بمرضى سكري الأطفال أقل من 1 لكل 100 طفل، حيث إن السبب غير معروف إلى الآن خصوصاً لعدم تواجد وقاية من المرض حيث إنه قد يكون العامل الوراثي موجوداً في البحرين ولكن بسبب تلوث الجو والكرة الأرضية والأغذية المحفوظة تساعد على زيادة نسبة الإصابة بالمرضى، فالقابلية موجودة من قبل ولا تظهر إلا بالعوامل البيئية».
وقالت إنه «يتم تحويل حالات الأطفال المكتشفة بداء السكري من عمر يوم واحد إلى 14 سنة إلى استشاري سكري الأطفال ومن بعد هذا العمر يحول للزملاء المعنيين بمعالجة البالغين وكبار السن من مرضى السكري».
رعاية صحية
وأضافت جنيد :»نتسلم تحويل المرضى إما من العيادات الخارجية أو من الطوارئ أو من مستشفى الملك حمد أو من المراكز الصحية، ويتم تقديم رعاية صحية متكاملة بدءاً من مراقبة السكري واستخدام الأدوية والنظام الغذائي والمتابعة الدورية للمواعيد والتحاليل التشخيصية ومن ثم الوقاية من مضاعفات السكري، حيث توجد قائمة تسجل فيها جميع مستلزمات المريض واحتياجاته ومؤشرات المرض والمعلومات اللازمة تحفظ للمريض في ملفه، ولو لا سمح الله حدث أي طارئ للمريض واستدعى الإدخال للمجمع هناك العديد من الأسرة في أجنحة الأطفال للعناية والملاحظة إلى أن يتعافى المريض، ويتم ترتيب مواعيد الأطفال للمراجعة الدورية في العيادات الخارجية».
وتقــــــوم وزارة الصحــــة بتزويــــد المرضـــى الأطفـــــال بمستلزمــات الفحص والعلاج مجاناً مثل أجهزة قياس سكري الدم وأشرطة الدم وأشرطة فحص الأبوال للكشف عن الحمض الكيتوني، كذلك يتم توفير الأنسولين والحقن والمستلزمات الأخرى،وأحياناً قد يحتاج المريض للملاحظة والمتابعة بشكل مكثف فيتم زيادة عدد المواعيد وتقريب أوقات المراجعة إلى أن ينتظم السكري ويمارس أنشطته اليومية بشكل صحيح.
من جانبه، قال استشاري أمراض باطنية وغدد صماء وأمراض السكري د. حسين طه إن «مجمع السلمانية يقدم مختلف الخدمات التشخيصية والعلاجية والتثقيفية والتعليمية للمرضى، ويتم معاينة المرضى من خلال 8 عيادات خارجية تعمل على مدار الأسبوع وتستقبل يومياً 25 مريضاً أي حوالي 200 مريض خلال الأسبوع، وهذه النسبة تشمل جميع مرضى الغدد الصماء ويبلغ مرضى السكري من هذا العدد 80% تقريباً أي الغالبية العظمى». وأضاف أنه «تم تخصيص عيادة خاصة يوم الخميس «walk in» لتلقي الحالات التي تأتي لقراءة السكري، ومرضى الأنسولين».
وكانت وزارة الصحة قالت في مرئيات رفعتها لمجلس النواب إن مرض داء السكري له تأثيرات سلبية على إنتاجية الفرد في المجتمع، ويسبب مضاعفات كثيرة تشكل هذه المضاعفات عبئاً على الخدمات الصحية، مشيرة إلى أنها ومن منطلق مسؤوليتها في توفير وسائل العلاج والوقاية اللازمتين لجميع المواطنين، ارتأت إنشاء مركز متخصص لعلاج مرضى داء السكري.