جولــــة سريعــــة على الـــدول العربيــة سنكتشف أن هناك ثورات مشتعلة ومازالت مستمرة منذ نهاية العام 2010 أو مطلع العام 2011 والنتيجة واحدة، فالشهر الذي قبله كانت هناك فوضى في بلدان الثورات العربية، والشهر الجاري مازالت الفوضى مستمرة في بلدان الثورات العربية، والشهر المقبل ستستمر الفوضى في بلدان الثورات العربية أيضاً!
مثل هذه الحالة تدفعنا للبحث عن بعض الإجابات لما يميز دول ما يسمى بـ (الربيع العربي) عن بقية الدول العربية الأخرى التي لم تشهد الثورات نفسها.
بالطبع العوامل المؤدية لاندلاع الثورات متنوعة داخلية وخارجية نتيجة تقاطع العديد من المصالح فيها. ولذلك لن نقارن جميع الدول العربية بدول الربيع العربي تحديداً، وإنما سنكتفي بمقارنة موجزة ذات بعد واحد فقط بين البحرين ودول الثورات العربية.
الثورات العربية الأخيرة كانت شعبية، بمعنـــى أن الجماهيــر التي قادت هذه الثورات ومنها انطلقت لتحتشد الجماهير وتطالب بإسقاط أنظمتها السياسية وهو مطلب لم ينجح حتى الآن، فالأنظمة لم تسقط نهائياً، وإنما النخب السياسية الحاكمة هي التي سقطت.
في دول الثورات العربية قادت الجماهير الشعبية النخب السياسية والأحزاب والتنظيمات المختلفة لتشارك في الثورة، وما ساعدها في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي وأطراف خارجية أخرى ذات مصالح مباشرة. فهل اختلف الوضع في البحرين عندما افتعلت ثورة على غرار ثورات الربيع العربي؟
طبعاً هناك فرق كبير، فالجماهير البحرينية لم تقد أحداث 2011 نهائياً، بل كانت المؤسسة الدينية التي يتولاها عيسى قاسم هي المحرك الأساس والتي كانت تقود الجماهير لا غير. رغم أن الشكل الظاهر أن الأجواء مماثلة لما حدث في دول الربيع العربي، ولكن الحقيقة والواقع مغايرة لذلك تماماً.
في دول الربيع العربي، الجماهير هي التي تحكمت بالنخب السياسية وتمكنت من توجيهها بشكل أو بآخر لتأتي هذه النخب وتحاول ركوب الموجة من أجل الاستفادة من الأوضاع، وتحقيق مكاسب سياسية سريعة لاحقاً. ولكن هذه الفكرة من حيث النظرية والتطبيق العملي لم تكن ناجحة تماماً، بل كانت سبباً ودافعاً نحو استمرار الفوضى لتصل مجتمعات هذه الدول إلى حالة فريدة من حالات استقرار الفوضى الخلاقة من الصعوبة بمكان حسمها في أقل من عقد زمنياً.
ولكن في البحريـــن النخبـــة الدينيـــة الراديكالية بقيادة عيسى قاسم هي التـــي تحكمـــت بالنخـــب السياسيـــة، وحاولت إقناع الجماهير بأن المجتمع يمر بثورة شعبية وجماهيرية وهناك ضرورة للانخراط فيها. ولذلك لم تكن هناك ثورة في البحرين، وإنما حركة احتجاج سياسية عنيفة قام بها مكون واحد لا غير من مكونات المجتمع المحلي التعددي.
الثورات فشلت في الدول العربية لأنها شعبية وبدون زعامات وقيادات موحدة، والنتيجة استقرار الفوضى واستمرارها لمدى زمني طويل. ولكن في البحرين لم تندلع الثورة لأن نخبة دينية راديكالية يقودها عيسى قاسم ليس قادراً على استخدام الاستراتيجية نفسها، ولذلك من الصعوبة بمكان أن تنجح أي ثورة مستقبلية إذا كانت من صنع عيسى قاسم أو غيره من النخب السياسية أو الدينية.
{{ article.visit_count }}
مثل هذه الحالة تدفعنا للبحث عن بعض الإجابات لما يميز دول ما يسمى بـ (الربيع العربي) عن بقية الدول العربية الأخرى التي لم تشهد الثورات نفسها.
بالطبع العوامل المؤدية لاندلاع الثورات متنوعة داخلية وخارجية نتيجة تقاطع العديد من المصالح فيها. ولذلك لن نقارن جميع الدول العربية بدول الربيع العربي تحديداً، وإنما سنكتفي بمقارنة موجزة ذات بعد واحد فقط بين البحرين ودول الثورات العربية.
الثورات العربية الأخيرة كانت شعبية، بمعنـــى أن الجماهيــر التي قادت هذه الثورات ومنها انطلقت لتحتشد الجماهير وتطالب بإسقاط أنظمتها السياسية وهو مطلب لم ينجح حتى الآن، فالأنظمة لم تسقط نهائياً، وإنما النخب السياسية الحاكمة هي التي سقطت.
في دول الثورات العربية قادت الجماهير الشعبية النخب السياسية والأحزاب والتنظيمات المختلفة لتشارك في الثورة، وما ساعدها في ذلك شبكات التواصل الاجتماعي وأطراف خارجية أخرى ذات مصالح مباشرة. فهل اختلف الوضع في البحرين عندما افتعلت ثورة على غرار ثورات الربيع العربي؟
طبعاً هناك فرق كبير، فالجماهير البحرينية لم تقد أحداث 2011 نهائياً، بل كانت المؤسسة الدينية التي يتولاها عيسى قاسم هي المحرك الأساس والتي كانت تقود الجماهير لا غير. رغم أن الشكل الظاهر أن الأجواء مماثلة لما حدث في دول الربيع العربي، ولكن الحقيقة والواقع مغايرة لذلك تماماً.
في دول الربيع العربي، الجماهير هي التي تحكمت بالنخب السياسية وتمكنت من توجيهها بشكل أو بآخر لتأتي هذه النخب وتحاول ركوب الموجة من أجل الاستفادة من الأوضاع، وتحقيق مكاسب سياسية سريعة لاحقاً. ولكن هذه الفكرة من حيث النظرية والتطبيق العملي لم تكن ناجحة تماماً، بل كانت سبباً ودافعاً نحو استمرار الفوضى لتصل مجتمعات هذه الدول إلى حالة فريدة من حالات استقرار الفوضى الخلاقة من الصعوبة بمكان حسمها في أقل من عقد زمنياً.
ولكن في البحريـــن النخبـــة الدينيـــة الراديكالية بقيادة عيسى قاسم هي التـــي تحكمـــت بالنخـــب السياسيـــة، وحاولت إقناع الجماهير بأن المجتمع يمر بثورة شعبية وجماهيرية وهناك ضرورة للانخراط فيها. ولذلك لم تكن هناك ثورة في البحرين، وإنما حركة احتجاج سياسية عنيفة قام بها مكون واحد لا غير من مكونات المجتمع المحلي التعددي.
الثورات فشلت في الدول العربية لأنها شعبية وبدون زعامات وقيادات موحدة، والنتيجة استقرار الفوضى واستمرارها لمدى زمني طويل. ولكن في البحرين لم تندلع الثورة لأن نخبة دينية راديكالية يقودها عيسى قاسم ليس قادراً على استخدام الاستراتيجية نفسها، ولذلك من الصعوبة بمكان أن تنجح أي ثورة مستقبلية إذا كانت من صنع عيسى قاسم أو غيره من النخب السياسية أو الدينية.