لو اعتبرنا مشاركة المنتخب العماني في النسخة الثالثة من بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم التي أقيمت في دولة الكويت في عام 1974 هي الانطلاقة الفعلية للرياضة العمانية فإن عمر الرياضة العمانية الزمني لا يتجاوز الأربعين عاماً وهي فترة زمنية قصيرة بمقياس العمل الاستراتيجي ومع ذلك نجد أن الرياضة العمانية استطاعت أن تحقق قفزات إيجابية على الصعيد الإداري والفني.
فكرة القدم العمانية على سبيل المثال استطاعت أن تقهر اليأس وتتغلب على كل الظروف الصعبة التي واجهتها في بداية مسيرتها وتنجح في الانتقال من مؤخرة الترتيب الخليجي إلى اعتلاء منصات التتويج لتنضم إلى ركب الأبطال وتسجل اسمها في لوحة الشرف الخليجية بفوزها بلقب النسخة التاسعة عشر من كأس الخليج.
ليس هذا فحسب بل إن الكرة العمانية استطاعت أن تصدر لاعبين إلى الخارج ضمن منظومة الاحتراف لعل أبرزهم على الإطلاق حارس المرمى العملاق علي الحبسي الذي يعتبر اللاعب الخليجي الوحيد في الدوري الأوروبي حيث يواصل تألقه مع نادي ويغان أحد الاندية الممتازة في الدوري الانجليزي القوي بالإضافة لمجموعة أخرى من اللاعبين المحترفين في الأندية الخليجية أمثال فوزي بشير وعماد الحوسني وأحمد مبارك.
التطور الرياضي في سلطنة عمان الشقيقة لم يقتصر على كرة القدم بل طال الكرة الطائرة وكرة اليد اللتان أصبحتا ضمن دائرة المنافسة الخليجية مع التفوق الملحوظ في الكرة الطائرة الشاطئية.
وتبدو كرة السلة العمانية في طريق الارتقاء إلى سلم المنافسة بالإضافة إلى ألعاب القوى والرياضات البحرية. حتى الرياضة النسائية في السلطنة بدأت هي الأخرى مرحلة الاستعداد الجاد للانطلاق واتضح ذلك جلياً في النسخة الثالثة من دورة المرأة الخليجية للألعاب الرياضية التي احتضنتها المملكة في مطلع هذا الشهر حين احتلت عمان المركز الثالث على سلم الترتيب خلف البحرين وقطر.
على صعيد البنية التحتية للرياضة العمانية نجد ازدياد عدد الإستادات والصالات الرياضية في الاندية إلى جانب مجمع السلطان قابوس الرياضي في بوشر مما ييسر ويسهل مسألة استضافة الفعاليات الرياضية في السلطنة.
وتأتي استضافة السلطنة للمهرجان الخليجي الحادي عشر للرجال والسابع للمرأة للرياضة للجميع تأكيداً على النهضة الرياضية التي تشهدها السلطنة إذ إن هذا المهرجان كشف عن جدية القائمين على القطاعين الرياضي والشبابي العماني في إبراز أهمية الممارسة الرياضية لكافة شرائح المجتمع كجزء أساسي من الممارسة الحياتية اليومية على اعتبار أن هذه الممارسة تعد سلوكاً حضارياً يخدم الوطن والمواطن.
هذا النهج الذي تتبعه السلطنة في استراتيجيتها الرياضية يدعو إلى التفاؤل بقفزات رياضية عمانية قادمة خصوصاً إذا ما استمر التي تميز بها جيل الآباء الذي بنى عمان الحديثة.