من مات بـ«المولوتوف» ومن مات بالقذائف ومن مات بالتفجير، دفع حياته ثمناً لعزتنا وكرامتنا وصوتنا ووجودنا، ولمنع هذه المجموعة من ابتزازنا وتهديدنا وفرض هويتهم علينا من خلال الإرهاب، واليوم يتلقى الطعنات ويدفع ثمناً غالياً من صحته وراحته نيابة عنا، من هم مشاركون في الحوار بمواجهة ذات المجموعة الإرهابية.
لذا فمن يرى نفسه سواء كان فرداً أو حزباً مختلفاً في النظرة السياسية مع مجموعة الولي الفقيه، عليه أن يطرد الخوف من أمامه فلا يخوفه الشتم والسب والقذف ولا حتى التهديد، ويرفع صوته لا دفاعاً عن ممثلينا في الحوار بل دفاعاً عن كرامته ومصيره.
اليوم جاء دور الشعب لينطق وينفض عنه غبار السلبية، إن المساس بممثلي الشعب البحريني في الحوار والتقليل من شأنهم هو إهانة موجهة لكل فرد بحريني.
مجموعة الولي الفقيه وذيولها تعتبر نفسها ممثلة لشعب البحرين، ومن يواجهها أعضاء سلطة تشريعية وأعضاء جمعيات سياسية وأعضاء سلطة تنفيذية لا تراهم إلا ممثلين عن الحكم إنما بالباطن!!.
ليس هناك أصلاً قاعدة شعبية -من وجهة نظرهم- إلا تلك التي تتبعهم، فلا أفراد ولا جماعات ولا عائلات ولا جمعيات ولا مجالس شعبية ولا كيان تشريعي بغرفتيه ولا غرفة تجارة ولا ولا.. جميع هؤلاء -من وجهة نظرهم- مجرد فقاعات صابون لا وجود لها، ولا يحق لأحد الاختلاف معهم ومن يجرؤ فمصيره مصير من قتل ومن حرق ومن سب ومن شتم.
والمواجهون لهم في الحوار بضعة أفراد أرسلهم الحكم ليتحدثوا باسمه ونيابة عنه، دون أن يعلن عن ذلك حفظاً لبرستيجه، وهم يتساءلون لم لا يتواضع الحكم ويقول الحقيقة!! لهذا فالسب والشتم والإهانة توجه لهذا «المؤجر» اسم بالباطن لإجباره على الانسحاب.
وعلى صعيد آخر تتغزل هذه المجموعة بولي العهد وتطلب منه مساعدتهم في إزاحة هؤلاء «اللي مالهم داعي»، أي أنها تطلب مساعدته في إقصاء الشعب البحريني والاكتفاء بهم، ويعدونه أن يكونوا مؤدبين في حضرته فلن يسمع الألفاظ البذيئة التي شتموا بها «اللي مالهم داعي» ولن يعلوا صوتهم عليه وسيلتزمون بآداب الكلام، وربما يؤمنون له سلامته!.
جماعة الولي الفقيه وحدهم من لديهم رؤية، وحدهم من لديهم وثيقة، ووحدهم المدعومون من الأمريكان و..و.. و»منتهين الجماعة»، فلا داعي لتضييع الوقت.
دخول الحكم في الحوار هو إقرار أن شعب البحرين اختزل بجماعة الولي الفقيه وخضوع لإرهابهم وابتزازهم.
واليوم شعب البحرين مطالب أن يلغي كل اختلافاته ليواجه حرب الإقصاء التي تشنها عليهم مجموعة الولي الفقيه.
المجلس النيابي ومن انتخبه، الشورى، السلطة التنفيذية، الجمعيات السياسية، الجمعيات المهنية، جمعيات النفع العام، وبقية المجتمع المدني بمؤسساته، المجالس الشعبية والصناديق الخيرية وكل التجمعات الأهلية الذين ألغتهم مجموعة الولي الفقيه من الوجود ومسحتهم من الخارطة البحرينية معنيون بهذا الإقصاء وبهذه الشتمية.
الألفاظ البذيئة ليست سوى استكمال لسلسلة طويلة من قوائم الألفاظ البذيئة التي تلقيناها منذ التسعينات حتى اللحظة، وأنا هنا لا أتكلم عن آراء مختلفة أو انتقادات في صحيفتهم، بل حتى لا أعني الانتقاد الساخر، لكني أتحدث عن سوء أدب وألفاظ وتطاول وسهام اتهامات كلها تلقيناها لما يقارب الـ20 عاماً، طالت الأهل والعيال والسمعة، كلها تلقيناها بصدر رحب إيماناً بمواقفنا وترسيخاً لقاعدة الاختلاف، ودفاعاً عن التعددية السياسية التي لا يريدون الإقرار بها لأنهم باختصار لا يرون لا تاريخاً للبحرين قبلهم ولا بعدهم.
لم نطلب حين ذاك أن يفزع لنا أحد أو يدافع عنا أحد رغم أننا كنا نعبر عن رأي سياسي لشريحة كبيرة.
إنما اليوم نضع رجال البحرين ونساءهم أمام امتحان كرامتهم، بعد أن وجهت هذه المجموعة سهام السب والشتم والإقصاء لكل شعب البحرين، اليوم الإقصاء ليس لممثلي الشعب البحريني بل هو لكل من يختلف معهم، وما لم يتحرك شعب البحرين دفاعاً عن ممثليه فإنه سيصمت إلى الأبد.
إن انشغلنا بصغائر الأمور الآن فسنجد أنفسنا كما الشعب اللبناني والعراقي نبحث عن منفى ومهجر.
إن تركناهم يهددونا بالعنف بالإرهاب بالسب بالشتم، دون أن يكون لنا صوت فإننا حكمنا على أنفسنا وعلى أبنائنا بالنهاية، مع الأسف لم يرد الاعتبار لإهانة الوفد الحواري إلا المجلس النيابي فقط الذي تحرك مشكوراً للدفاع عن أحد أعضائه بعد أن وجهت لها ألفاظ بذيئة لا تمت لديننا وعرفنا وأخلاقنا، إنما أين صوت الشورى؟ أين صوت المجالس الشعبية؟ أين صوت الجمعيات السياسية؟ أين صوت المجتمع المدني؟
حين كتبت أن هذا الحوار هو المرة الأولى التي تجلس فيه هذه المجموعة الولائية مع شعب البحرين وجهاً لوجه مذ تأسست كحزب للدعوة ثم حركة أحرار البحرين ثم الوفاق، لم نخلق واقعاً بل وصفنا حالة لها حضورها على أرض الواقع، فهذا الحزب الذي تحرك على أساس عقيدي اجتماعي سياسي مبني على أن شعب البحرين هم وهم شعب البحرين، وحراكه على مدى ثلاثين عاماً ينطلق من هذه القاعدة، وهي المرة الأولى منذ تحركه العلني يجلس في مواجهة شعب البحرين وجهاً لوجه.
لهذا فإن الشعب البحريني عليه أن يسمع هذه الجماعة صوته كل يوم عبر التجمعات عبر المسيرات عبر التصريحات الصحافية عبر الندوات عبر فتح المجالس، ليس فقط دفاعاً عن من هم داخل قاعات الحوار، بل دفاعاً عن كيانه ومصيره ووجوده وكرامته واسمه وهويته.
وشعب البحرين حين يرفع صوته ويعلن عن وجوده إنما يتحدى إرهابهم وبذاءتهم وكل وسائل إقصائهم، اليوم شعب البحرين يرسم خارطته التكوينية سياسياً، ويضع ركائز التعايش السياسي المختلف ويفرضه عليهم.
عليهم أن يقروا بالاختلاف السياسي ويحترموا هذا الاختلاف ويتعلموا التعايش معه، وكما كانت البحرين نموذجاً بتعايش تعدديتها الاجتماعية والدينية دون تقاتل ودون إقصاء، عليهم أن يتعلموا اليوم أن يتعايشوا مع التعددية السياسية دونما إقصاء.