في ظل التحولات الكبيرة التي تحصل في العالم بأسره، ومع بداية تحول ميزان القوى الاقتصادية في العالم من الغرب (أمريكا والقارة العجوز) فإن من الضروري بمكان أن نعيد حساباتنا كدولة وكمجلس تعاون خليجي في تحالفاتنا الاقتصادية والعسكرية، المؤشرات والتحليلات تقول إن هناك دول الشرق (الهند الصين كوريا اليابان ماليزيا) هي التي ستشكل محوراً قوياً اقتصادياً أكثر مما هي عليه اليوم، يضاف إلى ذلك تركيا التي ستشكل أقوى اقتصاد في أوروبا، وكذلك البرازيل.
لذلك ننظر بعين التقدير والاحترام لفكر سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد حفظه الله الذي دأب على تقوية علاقات البحرين الخارجية مع العالم من خلال الزيارات وتقوية العلاقات، وأخذ التجارب.
يقول بعض المحللين في الشأن الاقتصادي؛ علينا أن نترك الاستثمارات في العقار حتى وإن كانت جزءاً من التنمية والتطوير، لكن التنمية الحقيقية تكمن في الصناعة، هي التي يجب أن تضخ فيها الاستثمارات، أمامكم اليوم نحو 50 مشروعاً عقارياً متعثراً جراء الأزمتين، لكن لو كانت الاستثمارات في الصناعة فإنها ستتأثر قطعاً بالأزمتين لكنها ستتعافى سريعاً، وستعيد عجلة الإنتاج سريعاً، وبالتالي لن يصيبها كما أصاب المشاريع العقارية المتوقفة والتي تحتاج إلى سيولة دائمة.
هذا رأي لأحد الاقتصاديين، وأجد أنه فيه الكثير من الكلام الواقعي، فما حدث لدبي في أزمتها جعلها تعيد حساباتها في مسألة التطوير العقاري، حتى أنهم أخذوا يعرفون أن الصناعة هي الأكثر نفعاً من المباني الشقق والبيوت، التي تتأثر سريعاً بأي أزمة أو اهتزاز.
لذلك نأمل ونتمنى من زيارات سمو ولي العهد التي ينظر لها الناس باحترام لما فيها من فكر بناء العلاقات، وجلب الخبرات والتجارب، ومن أجل أن نذهب إلى التركيز على الصناعة التي تحتاجها المنطقة، واستغلال موقع البحرين في وسط الخليج.
أخوتنا في الإمارات صنعوا طائرة دون طيار، وطوروا أسلحة عسكرية بشكل ممتاز في تجربة كان يجب أن يتبناها أخوتنا في السعودية قبل الإمارات، لكن الإمارات سرقت الأضواء وأخذت تضع أرجلها على الطريق الصحيح في كافة الأمور.
فنحن ننظر بعين الإعجاب لتجربة الإمارات في إنشاء أكبر محطة لتوليد الطاقة النظيفة، وهذه تجربة كبيرة وجميلة ورائدة، وتحتاج كل دول الخليج إلى أخذها.
ذات يوم سألني أحد الأخوة الكرام سؤال استوقفني كثيراً، رغم أني سمعته مراراً، قال: هل صنعنا في البحرين دراجات هوائية؟
فقلت له لا أعلم لكني أعتقد أن الجواب لا.
قال هل صنعنا إبرة للخياطة؟
قلت له لا أعلم لكني أعتقد لا.
كانت أسئلة الأخ جميلة وربما نسمعها في مجالسنا، لكن صحيح نحن لم نصنع حتى دراجة هوائية؟
وقيل إن الدراجة الهوائية إحدى أكثر الاختراعات عبقرية في القرن الماضي.
نحن ماذا نصنع؟
ماذا نصدر؟
كل شيء نستورده من الخارج، الغذاء والأجهزة الكهربائية بأنواعها، وكل أوجه الحياة نستوردها من الخارج، حتى الغذاء لم نستطع أن نكتفي منه ولو 50% ونحن دولة صغيرة وعدد سكان صغير قياساً بالدول الكبيرة.
جزيرة في وسط البحر ونستورد الأسماك، فما بالك بالدواجن والبيض والأغنام والأبقار، ولا أعرف ربما نحن أيضاً نستورد أجلكم الله (الحمير من الأحساء) مع إن لدينا اكتفاء ذاتي ونسطيع التصدير، لكن هذا حالنا.
حقبة النفط في نهاية الربع الأخير منها، فماذا فعلنا من أجل الوطن والبحرين ومن أجل مستقبل الأجيال.
أذكر ذلك الموقف ولا يبارح مخيلتي حين كنت في زيارة للقاهرة وذهبنا لمنطقة الحسين، وإذا بأحد الإخوة المصريين العاملين في أحد المقاهي يدعونا لزيارة المقهي، أتعرفون ماذا قال لنا مع أنه لا يعرف أننا من البحرين.
قال تفضوا لدينا معسل بحريني..!!
بعد كل هذه السنوات من اكتشاف النفط أصبحنا نصدر المعسل ونشتهر به، هذا الذي جلب لنا السمعة، ولكن للأسف سمعة لا نحبها ومضرة بالإنسان.
ماذا نصدر للعالم ولدول الخليج؛ لا أريد ان أقول ماذا نصدر، الأمر مؤلم للغاية، لذلك نأمل ونتمنى من سمو ولي العهد أن يستقطب أفضل الأفكار وأفضل الخبرات لمساعدتنا على أن ننتج ونصنع ونصبح دولة مصدرة لما هو مفيد، لا أن نصدر ما يضر ونشتهر به..!!
أيضاً نحتاج أن نجلب أفضل أنظمة العمل والإدارة، وهذه مسألة هامة جداً، وأعتقد أفضل أناس في هذا الشأن هم الألمان واليابانيون.
رذاذ
يقول وزير الصحة إن هامش الربح لدى التاجر البحريني المستورد للدواء لا يتجاوز 45%، وأعتقد أنه 50% بس الجماعة أصابهم الخجل من ذكر الرقم.
هل هذا الهامش بسيط؟
هذه خدمة إنسانية قبل أن تكون تجارية، يجب أن لا يتجاوز هامش الربح 10% في كل علبه دواء وهذا يكفي لجني أرباح كبيرة.
45 % هامش الربح في الدواء؟؟
والله مادري شاقول.. احنا وين والدنيا وين..؟
- بعض النواب تحدثوا في جلسة مجلس النواب أمس الأول عن الحزام الأخضر، والله مشكلة، وين حزام أخضر الله يهديكم.. أناس تحط حزام السلامة وبس.
ومع كل أخبار عن الميزانية الجديدة تقولون للناس ربطوا الحزام، ليكون الحزام لونه أخضر..؟
«جمن أرويده، وجمن أورقة جرجير قالوا حزام أخضر»..!