في اللقاء الذي جمع بين رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وممثلين لشرائح المجتمع البحريني، الاثنين الماضي بمجلسه في قصر القضيبية، تناول سموه العديد من الموضوعات المهمة وصلت تفاصيلها إلى الجميع عبر وكالة الأنباء والإذاعة والتلفزيون والصحافة، لكن أمراً لفتني في ذلك اللقاء الذي كنت فيه حاضراً هو قول صاحب السمو «لا أريد المجاملات ولا أريد أن يقال إن كل شيء لدينا زين.. لا ليس كل شيء لدينا زين، لذا أعتمد على الصحافة التي تبين لي مواضع الخلل»، وهو قول جميل ترجمته أن سموه يريد أن يقول إن من يجامل ويقول إن كل أمورنا في البحرين عال العال يظلمنا ولا يريد أن يبصرنا ويضع أيدينا على مكامن الخلل، فالذي يحب هذا الوطن لا يجامل على حسابه.
في لقاءات سابقة قال سموه ما معناه أننا بشر وأن من لا يخطئ هو فقط ذلك الذي لا يعمل، وأن الحكومة حالها حال الآخرين تخطئ لأنها تعمل ولأن أعضاءها من البشر، ومهمة الصحافة التنبيه إلى تلك الأخطاء لنتداركها، مبينا سموه أننا نكمل بعضنا البعض وأننا جميعا نعمل لهدف واحد هو خدمة وطننا وخدمة شعبنا.
لكن ظلماً من نوع آخر يقع على الحكومة لم يتطرق له سموه في لقاء الاثنين هو كمية الاتهامات غير الواقعية التي توجه إليها ومحاولة البعض تحميلها كل الأخطاء التي تحدث وكل ما يجري في الشارع، خصوصاً منذ الرابع عشر من فبراير 2011، وما احتوته السنتان الأخيرتان من مشكلات وصعوبات، ومكمن الظلم في هذا أن الأخطاء التي حدثت ولا تزال يتشارك فيها الجميع وليس الحكومة وحدها، بل إن نسبة أخطاء الشركاء الآخرين أكبر من نسبة أخطاء الحكومة، التي ربما تنحصر أخطاؤها في سبل معالجة بعض تلك الأخطاء التي نشأت أساساً عن تلك القفزة في الهواء التي نفذها ذلك البعض الذي أخفق في قراءة الساحة والواقع وتناقضات المنطقة.
بالتأكيد لن تقبل «المعارضة» بمثل هذا القول وستعتبره مجاملة للحكومة ولرئيسها، وهذا أمر طبيعي لأنها لا يمكن أن تقول إنها أخطأت، فهي تعتبر نفسها فوق الخطأ وتعتبر نفسها الطرف المظلوم دائما! لكن مثل هذا القول إن كان يمكن قبوله من «المعارضة» الخشنة والمتمثلة في تلك الحركات التي صار يعبر عنها بائتلاف فبراير لأسباب تتعلق بقلة خبرتها وتجربتها، فإنه بالتأكيد لا يمكن قبوله من «المعارضة» الناعمة المتمثلة في الجمعيات السياسية التي تمتاز عن الائتلاف بخبرتها وتجربتها وتقدم سن كثير من أعضائها، فهذه الباحثة عن العدل والداعية إلى المحاسبة تتجاوز بموقفها هذا العدل وترفض أن يشملها الحساب وتريد أن تعلق كل الأخطاء على مشجب الحكومة.
هذه إشكالية ينبغي التنبيه إليها ومناقشتها وتحويلها من سالبة إلى موجبة، حيث الاعتراف بالأخطاء يعين على تقريب المسافات بين الأضداد ويجعل كل طرف يتقبل أخطاء الأطراف الأخرى ويؤمن أن الجميع بشر، وبالتالي فإن الجميع قابل لارتكاب الأخطاء.
في الأحداث التي مرت على البحرين ارتكب الجميع أخطاء، وكل من يقول إنه لم يخطئ يظلم نفسه ويظلم البحرين، كل الأطراف ذات العلاقة بالمشكلة البحرينية ارتكبت أخطاء، بعض تلك الأخطاء صغير و»مبلوع» وبعضها يصعب تجاوزه لأنه كبير ومؤثر، لكن لا بد من تجاوزه والتخفيف من آثاره، فمن دون هذا لا يمكن للأطراف الاقتراب من بعضها البعض وتضييق الهوة التي أحدثتها تلك الأخطاء.
كل من يسعى إلى تبرئة نفسه ويحاول تحميل الآخر ما حدث من أخطاء وتجاوزات يظلم نفسه ويظلم الوطن، تماماً مثلماً أن كل من يجامل الحكومة يظلمها.
في لقاءات سابقة قال سموه ما معناه أننا بشر وأن من لا يخطئ هو فقط ذلك الذي لا يعمل، وأن الحكومة حالها حال الآخرين تخطئ لأنها تعمل ولأن أعضاءها من البشر، ومهمة الصحافة التنبيه إلى تلك الأخطاء لنتداركها، مبينا سموه أننا نكمل بعضنا البعض وأننا جميعا نعمل لهدف واحد هو خدمة وطننا وخدمة شعبنا.
لكن ظلماً من نوع آخر يقع على الحكومة لم يتطرق له سموه في لقاء الاثنين هو كمية الاتهامات غير الواقعية التي توجه إليها ومحاولة البعض تحميلها كل الأخطاء التي تحدث وكل ما يجري في الشارع، خصوصاً منذ الرابع عشر من فبراير 2011، وما احتوته السنتان الأخيرتان من مشكلات وصعوبات، ومكمن الظلم في هذا أن الأخطاء التي حدثت ولا تزال يتشارك فيها الجميع وليس الحكومة وحدها، بل إن نسبة أخطاء الشركاء الآخرين أكبر من نسبة أخطاء الحكومة، التي ربما تنحصر أخطاؤها في سبل معالجة بعض تلك الأخطاء التي نشأت أساساً عن تلك القفزة في الهواء التي نفذها ذلك البعض الذي أخفق في قراءة الساحة والواقع وتناقضات المنطقة.
بالتأكيد لن تقبل «المعارضة» بمثل هذا القول وستعتبره مجاملة للحكومة ولرئيسها، وهذا أمر طبيعي لأنها لا يمكن أن تقول إنها أخطأت، فهي تعتبر نفسها فوق الخطأ وتعتبر نفسها الطرف المظلوم دائما! لكن مثل هذا القول إن كان يمكن قبوله من «المعارضة» الخشنة والمتمثلة في تلك الحركات التي صار يعبر عنها بائتلاف فبراير لأسباب تتعلق بقلة خبرتها وتجربتها، فإنه بالتأكيد لا يمكن قبوله من «المعارضة» الناعمة المتمثلة في الجمعيات السياسية التي تمتاز عن الائتلاف بخبرتها وتجربتها وتقدم سن كثير من أعضائها، فهذه الباحثة عن العدل والداعية إلى المحاسبة تتجاوز بموقفها هذا العدل وترفض أن يشملها الحساب وتريد أن تعلق كل الأخطاء على مشجب الحكومة.
هذه إشكالية ينبغي التنبيه إليها ومناقشتها وتحويلها من سالبة إلى موجبة، حيث الاعتراف بالأخطاء يعين على تقريب المسافات بين الأضداد ويجعل كل طرف يتقبل أخطاء الأطراف الأخرى ويؤمن أن الجميع بشر، وبالتالي فإن الجميع قابل لارتكاب الأخطاء.
في الأحداث التي مرت على البحرين ارتكب الجميع أخطاء، وكل من يقول إنه لم يخطئ يظلم نفسه ويظلم البحرين، كل الأطراف ذات العلاقة بالمشكلة البحرينية ارتكبت أخطاء، بعض تلك الأخطاء صغير و»مبلوع» وبعضها يصعب تجاوزه لأنه كبير ومؤثر، لكن لا بد من تجاوزه والتخفيف من آثاره، فمن دون هذا لا يمكن للأطراف الاقتراب من بعضها البعض وتضييق الهوة التي أحدثتها تلك الأخطاء.
كل من يسعى إلى تبرئة نفسه ويحاول تحميل الآخر ما حدث من أخطاء وتجاوزات يظلم نفسه ويظلم الوطن، تماماً مثلماً أن كل من يجامل الحكومة يظلمها.