بعد أن كانت دول مجلس التعاون وإلى وقت قريب حليفاً قوياً في مكافحة الإرهاب ومطاردة تلك الجماعات في هذه المنطقة بالتعاون بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية، وقدمت البحرين بالذات الدعم اللوجستي الكبير للولايات المتحدة في تعقب العديد من آثار التمويل المالي لتلك الجماعات، كيف لي أن أغفل –كمراقب- تصاعد وامتداد الفكر المتشدد السني المناهض للولايات المتحدة الأمريكية وامتداده في كل مؤسسات الدولة بما فيها العسكرية الآن في البحرين؟
إنه تحول دراماتيكي وسابقة خلقت من فراغ ومن عدم، فالنظام البحريني ومعه الشعب البحريني كان منصة انطلاق آمنة للحراك الأمني الأمريكي ليس بسبب الاتفاقات الأمنية بين النظام في البحرين والإدارات الأمريكية المتعاقبة فحسب، بل لأن الشعب البحريني كان مرحباً ويحمل مشاعر كبيرة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية.
والأخطر أنه ليس في البحرين بل جميع دول الخليج العربي بما فيها قطر الطفل الأمريكي المدلل الآن حدث هذا التحول الذي يجب أن يرصد، فقضية مثل قضية الكحلة في قطر، كشفت عن الكثير مما اضطر المسؤولون في قطر إلى سرعة معالجة امتداد موجة الغضب العلنية قبل أن تستفحل.
هذا على صعيد العلاقات الخليجية الأمريكية.
أما على صعيد التوتر الطائفي الجديد والمستحدث، فكيف لي أن أغفل هذا الارتباط الخليجي العراقي والسوري السني الذي بدأت خيوطه تتشابك مؤخراً كرد فعل على العلاقة الأمريكية الشيعية المحرمة التي برزت في العراق والبحرين، وكذلك كرد فعل على ذلك الارتباط الحزبي الشيعي الخليجي مع الحكومة العراقية والنظام السوري.
هل تعتقدون أن المرور على هذه الظواهر مرور الكرام أو معالجتها بالسخف بل وبالسطحية التي تتعاطى معها الوفاق أو كتاتيب الوسط هو الحل؟! (إحدى الكاتبات أرجعت سبب امتناع الشركات الأجنبية والمسئولين الأجانب في الشركات عن توظيف الشيعة لأن (الإعلام البحريني الرسمي) شوه سمعتهم!! وكأن صحفنا العربية المحلية - ما شاء الله- أصبحت تقرأ من الأجانب في البحرين، وتلفزيوننا يشاهده الأجانب!)
هذا هو مستوى التحليل والقراءة الموجودة في دوائر صنع القرار الوفاقية مع الأسف، قراءة منطقها عقدة الاضطهاد وبكائيات الارتجاف.
نحن ننبه إلى سيناريوهات مقاربة على النضوج، نحذر منها، نلفت لها الأنظار، وتلك آلية تفكير تفتقدها الوفاق وكتاتيبها، لذلك قرأت المقال على أنه دعوة لإحياء القاعدة.
نحن ننبه إلى سيناريوهات محتمل جداً أن تحدث الآن في سوريا وليبيا والعراق واليمن، ولها بوادر بحرينية، إن حصلت -لا سمح الله- فإنها ستأكل الأخضر واليابس، نحن نذكر بأن تلك الجماعات الدينية المتشددة هي جماعات قتال (موبايل) عابرة للحدود.
الأخطر من هذا كله وهنا نحن نتكلم بشكل جاد، أن الأنظمة السياسية في دول مجلس التعاون كانت ومازالت متعاونة مع الولايات المتحدة الأمريكية في تعقب تلك الجماعات المتشددة، وهذه الجماعات عملت في بعض أوقاتها على إسقاط تلك الأنظمة إنما السؤال .. لو أن الأنظمة الخليجية بدأت تحمل هواجس الشك وترى أن الولايات المتحدة الأمريكية حليفها الأول هي التي تعمل على زعزعتها وإسقاطها؟ ما هو رد فعل الأنظمة السياسية الخليجية لو أن العلاقة المحرمة والزواج العرفي الأمريكي الشيعي بدأ يهدد استقرارها؟ فهل نستبعد التحالف بين الأنظمة وتلك الجماعات؟
لقد فشلت كل محاولات توطين القاعدة في منطقة الخليج لأن الأنظمة لم تسمح بذلك ولأن الشعوب الخليجية شعوب تعتنق الفكر المعتدل التعايشي لا الإقصائي، ولكن هذا الزواج العرفي بين أمريكا وولاية الفقيه فتح المجال لإعادة إحياء فكر القاعدة إنما هذه المرة في عقر داره.
فهل الولايات المتحدة الأمريكية تأمن على مصالحها وأسطولها وقواعدها وهم الذين يقعون في عقر دار تلك الجماعات؟!!
هل المجموعات الحزبية الشيعية تعي أي أزمة ستخلقها للجماعات الشيعية الخليجية وهم المواطنون المسالمون وكثير منهم بسطاء قرويون حين تعقد ذلك الزواج العرفي مع خصم يهدف لإعادة رسم المنطقة وفقاً لمصالحه؟
ألا تعتقدون أن تلك الهواجس وحدها كفيلة بتحرك الموبايل السني المتشدد لمواجهة الأحزاب الشيعية المتشددة المتحالفة مع الشيطان الأكبر في عقر دارهم؟
إن سياسة الولايات المتحدة لا تخرج عن احتمالين وكلاهما كارثة، إما أنها حسنة النية تهدف فعلاً لتحقيق الرخاء والنعيم الديمقراطي لشعوبنا، لكنها سياسة مترددة في التطبيق حائرة لا تنطلق من معطيات واقعية بل افتراضية، وإما أنها سياسة تعي تماماً لما تريد وتفعله وأنها قاصدة عن عمد خلق معسكر يزيدي ومعسكر حسيني في المنطقة العربية تمهيداً لموقعة الجمل تقضي على آخر قطرة نفط فيها، والأحزاب الشيعية ما هي سوى دمى تقدم الطائفة الشيعية قرابين لأحلامها.
هذا شرح مفصل لمقالي لمن كان يحتاج لمزيد من الشرح، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، هذه ليست توقعات مصدرها الألوسي وبلورته السحرية هذه قراءة تقريرية.
وأعتقد أنه بعد قراءتكم لهذا المقال لا يجب أن تقفوا عند طلب التدخل الدولي لوقف المقالات، بل يجب أن تطلبوا من الناتو قصف منزلنا !!
على فكرة اسم قائد حلف الناتو الأدميرال جيمس ستافريدس لكي أسهل عليكم مهمة الاتصال!!