كأني أرى عبارة مكتوبة على جبين الدولة تقول، تدوير المدور «على غرار تجزئة المجزأ»، كأنها هي التي تحكم واقعنا، وهي التي تتحكم في إدارة الأمور، كلها وجميعها.
كأن من يتسبب بالمشكلة يقال له تفضل أنت بيدك الحل، وهكذا، من يتسبب في المشكلات يعطى إدارة الحل، والنتيجة هي إعادة إنتاج مشكلات جديدة.
توقفت 3 أيام عن الكتابة، ليس لشيء سوى أني شعرت أن الدوران في فلك واحد والسماع لمعزوفة واحدة يحجب عنك الرؤية، والصورة الكاملة، أتوقف عن الكتابة حين أشعر أن لا جديد استطيع طرحه، وهذا من باب احترامي لذاتي وللقارئ الذكي جداً في البحرين.
في هذه اللحظة من عمر الدولة أكثر ما تحتاجه الدولة هو المكاشفة، والمصارحة، ومعرفة الأخطاء، وتقديم الحلول بشكل سريع جداً، فالوقت في هذه اللحظة يعني الكثير، كل دقيقة تتأخر فيها عن الحل، كأنها دقيقة لإنتاج مشكلة أخرى.
لماذا نرى ذات الوجوه هي التي تدور في أماكن كثيرة، وكأنها هي التي تملك المعجزات والحلول والتشخيص، وبالتالي يكون الخلاص بيدهم؟
لماذا لا نبحث كدولة عن الكفاءات الوطنية الشابة في كل التخصصات والمواقع بعيداً عن تقسيمات العائلة والترضية، والمحاصصات؟
كل من يتسبب في مشكلة بعينها في مكان ما، تجد أن مكافأته تعيينه في مكان آخر، يعاني من مشكلات، فكيف يأتي الحل؟
مقياس الوطنية والكفاءة والإبداع واليد النظيفة يجب أن يكون هو مقياس التعيينات، سواء كانت في مجالس إدارات، أو كانت في وزارات، أو كانت في اتحادات أهلية رياضية، باختصار شديد في كل ما نراه حولنا.
كأننا دولة تتميز فيما يسمى إعادة إنتاج المشكلة، ذات الوجوه وذات الشخوص هم من يدورون ويعينون، وننتظر منهم حلولاً سحرية، بينما كانت بأيديهم كوارث سحرية في أماكنهم السابقة.
هذا لا يؤدي إلى نهضة دولة، هذا لا يساعد على أن نتجاوز مرحلتنا الحالية، هذا لا يجدد الدماء ويعطي مجالاً للطاقات الوطنية الشابة التي تريد أن تخدم وطنها ولكن الأبواب موصدة في وجهها.
كل ما يفعله من يخون وطنه من حرب ضد الدولة نعرفه وندركه ويجب أن نتحد ضده، هذا كله معلوم، لكن نحن من يجب أن نصحح من ذاتنا، وأدائنا، وإنتاجيتنا، ومحاربة البيروقراطية وتعطيل مصالح الناس، أما الفساد، فلا أريد أن أزيد على ما تعرفون، لكن يبدو أن هناك إشارات لفساد «سلطة تشريعية»، وهذا مؤلم جداً ومحبط، مجلس ضعيف، وبه فساد.. «ياز الباب على الخراب»..!!
كنت أقرأ «تويتات» لسمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي عبر «تويتر»، فقرأت هذه التغريدات ودبي ليس فيها برلمان منتخب: «المجتمع هو من يحكم على أداء الحكومة، ورضا الناس غاية يمكن إدراكها، والوطن لا يتقدم إلا بالتغلب على التحديات». وقال أيضاً بعد تعيين وزراء جدد قبل فترة «أكدنا للوزراء الجدد أننا نعمل بروح الفريق الواحد، تحت راية واحدة، ورئيس واحد.. وأن تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين هي الأولوية رقم واحد».
انتهى كلامه، الحرص على رضا الناس وتقديم أفضل الخدمات ووضع أجهزة لقياس مستوى الخدمات والإنجاز، هذا هو الذي تعمل عليه الإمارات ودبي تحديداً، لذلك ترى كل هذه النهضة من بعد السبعينيات فقط وحتى الآن.
بينما نحن لازلنا نقول نحن أول، ونحن أول، وننسى أننا لسنا حتى في المراكز الأولى اليوم، ولا أريد أن أكون متشائماً.
تجديد دماء الدولة، استقطاب الكفاءات والبحث عنها، قياس مستوى كل خدمة تقدم للمواطن، وضع نظام صارم لمحاسبة المسؤولين الذين لا ينتجون ويخفقون في السير على الخطة الموضوعه «إذا كانت في خطة»..!
ناصر الدويلة النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي كان في زيارة لدبي وسأل ضاحي خلفان: «كيف تغلبتم على جزء كبير من الزحام في الطرقات؟»، قال ضاحي: «محمد بن راشد حل الأزمة بجرة قلم»..!
هكذا تتطور الدول، معرفة المشكلة، جمع كل خيوط المشكلة، دارستها، والمباشرة في الحل، الزحام في الطرقات يعني تعطيل للتجارة والاقتصاد.
ونحن في البحرين حتى الساعة نشاهد كل يوم ضحايا يسقطون جراء زحام الشاحنات، هذا هو الفرق في البحث عن الحلول ومصلحة الوطن ومصلحة الناس.
شارع الملك فيصل على ما يحتويه من أهمية لازلنا لا نعرف أين ذهب مشروع الأنفاق؟
ولا أريد أن أحبطكم حول مشروع القطارات أو الترام، أو تطوير المطار، هل هذه دولة تريد أن تتنافس مع الجوار في جودة الخدمات ومستوياتها والتجارة والاقتصاد؟
كثيرة هي اللجان الحكومية، لكن والله لا أعرف متى يجتمعون وماذا يفعلون، ومتى ينجزون، وكم سنة سننتظر الحلول والإنجازات؟!
قلنا ذلك قبل فترة، إغلاق أبواب الفتن يكمن في أن يكون المواطن مرتاحاً، تعليمياً وصحياً وإسكانياً، وبنية تحتية ومواصلات، ومحاربة للفساد والمفسدين وتقديمهم للعدالة.
كل ذلك يتحرك كما السلحفاة، والأبواب التي نقول لكم أوصدوها، تبقى مفتوحة، وهذا جرس آخر يقرع، والهدف مصلحة المواطن والوطن ولا شيء آخر.
رذاذ
تصريح مسؤول يقول إن «عدد «الفري فيزا» تجاوز الـ 50 ألف شخص في البحرين..»!
هذه المشكلة تكبر ولا تصغر، ولن تحل أبداً، بل نشعر أننا دولة من غير ضبط على الحدود والجوازات، فيدخل من يدخل حتى وصل العدد إلى هذا الرقم.
هذه المشكلة لن تحل أبداً، لأن تجارها يزيدون ولا يقلون، تجارها لا يطالهم القانون، فكيف يأتي الحل.. وأنتم تعلمون أكثر مني في هذا الشأن..!
** أحد الإخوة يقول لي هل تعلم «حجم القرارات» التي أتخذها وزير تم تعيينه لمدة أسبوعين في وزارة الإسكان؟
قلت له لا..!
قال: من الأفضل لك أن لا تعلم عنها شيئاً..!
«إي والله الوجع من البطن، من وين تجينا العافية»، الله يخلي لنا الوزراء الذين حققوا للبحرين إنجازات عالمية وجعلوا البحرين توقع على اتفاقيات تطوق عنقها.
«القطو يحب خناقه»..!