ما تتناقله وسائل الإعلام الأجنبية عن البحرين يحمل أحد وجهين؛ إما أنه يعكس الصورة الحقيقية والشاملة أو لا يعكسها. الذين يتخذون من الحكم موقفاً سلبياً يقولون إن كل ما تورده وسائل الإعلام الأجنبية -طالما أنه يسيء إلى السلطة- حقيقي وصحيح بنسبة مائة في المائة. بعض هؤلاء لا يكتفي بالقول ولكنه يسعى للترويج لما يتم تناقله، ويطبل له.
«المعارضة» بشكل عام يطربها سماع ما يؤذي الحكم ولا تتردد في تصديقه وترويجه، فهي في كل الأحوال.. مصدره! والمتعاطفون لسبب أو لآخر مع «المعارضة» وأولئك الذين يصدقون كل ما يقال عن الحكومات من كلام شين يعتبرون ما يأتيهم من ذلك المصدر غير قابل للأخذ والرد، فهو صدق وإن كان كذباً! لكن المتلقي الفطن لا يمكنه أن يقبل كل ما يصله بسهولة، فهو يشكك فيه ويزنه ويتحرى دقته قبل أن يتخذ قراره بتصديقه أو بتكذيبه. لكن المتلقي الفطن هذا كما العملة النادرة، لذا تنتشر الأخبار المسيئة للنظام بسهولة وتجد باستمرار الآذان الصاغية والقلوب المفتوحة.
هذا التباين في المواقف مما تأتي به وسائل الإعلام الأجنبية طبيعي، فلا يمكن لمحسوب على «المعارضة» أو متعاطف معها أو متخذ من الحكومات موقفاً سلبياً أن يقول إن ما أتت به تلك الوسائل غير حقيقي وإن كان يعرف أنه غير حقيقي ومتيقن من ذلك، تماماً مثلما أنه لا يمكن أن يصدق ما يقال عن الجهة التي ينتمي إليها أو يتعاطف معها.
واقعاً لا يمكن أن تكون كل أخبار وتقارير أي وسيلة إعلامية غير حقيقية وبعيدة عن الواقع، لكن في المقابل أيضاً لا يمكن أن تكون كل أخبارها حقيقية وواقعية وصادقة. اليوم تعتبر وسائل الإعلام سلاحاً لا يقل أهمية عن الأسلحة الأخرى التي يستخدمها العسكر. نحن إذاً نعيش حرباً إعلامية شرسة، النصر المؤزر فيها يكون للأكثر قدرة على صنع الأخبار والأكثر قدرة على الترويج. وفي خصوص حالتنا في البحرين فإن ما انتبهت له الحكومة متأخرة هو أن «المعارضة» استطاعت أن تسيطر على كثير من وسائل الإعلام الأجنبية وكذلك المنظمات العالمية ذات العلاقة بحقوق الإنسان عبر عمل امتد لسنوات طويلة وأنها تستفيد من عملها اليوم.
الحاصل اليوم هو أن معظم وسائل الإعلام الأجنبية تثق في كثير مما تروج له «المعارضة»، لكنها لا تثق إلا في البعض القليل من الذي تأتي به السلطة. ما يأتيها من المعارضة يمر دون تدقيق، وما يأتيها من السلطة تضع عليه سلسلة من علامات الاستفهام قبل أن تنشره. هذا يؤكد أمرين؛ الأول هو ما تمت الإشارة إليه فيما يخص نجاح «المعارضة» في الوصول إلى وسائل الإعلام الأجنبية وتمكنها من الحصول على ثقتها وإقناعها بصدق ما ترويه دائماً، والثاني أنه توجد مرام خفية لمن يقف وراء وسائل الإعلام تلك.
بعد تقرير بسيوني الذي عبرت القيادة عن شجاعتها وموضوعيتها بقبوله قطعت السلطة خطوات على صعيد الإصلاحات السياسية والتطوير والتنمية الشاملة. هذا أمر لا يمكن نكرانه لأنه ملموس وواقع. صحيح أن توصيات أخرى لم تنفذ حتى الآن بشكل كامل ولكن يوجد ما يبرر ذلك دائماً، وهو يعني أنها ستنفذ وسيتحقق على أرض الواقع كل ما تم قبوله من توصيات.
ما تفعله بعض وسائل الإعلام الدولية هو أنها تسخف بكل الخطوات التي تمت وتقلل من قيمتها وأهميتها، ولا تكتفي بذلك، حيث توجه اتهامات للسلطة ملخصها أنها غير جادة في تنفيذ التوصيات.
ترى هل يتوفر لدى هيئة شؤون الإعلام ما من شأنه زيادة نسبة «المتلقي الفطن»؟
{{ article.visit_count }}
«المعارضة» بشكل عام يطربها سماع ما يؤذي الحكم ولا تتردد في تصديقه وترويجه، فهي في كل الأحوال.. مصدره! والمتعاطفون لسبب أو لآخر مع «المعارضة» وأولئك الذين يصدقون كل ما يقال عن الحكومات من كلام شين يعتبرون ما يأتيهم من ذلك المصدر غير قابل للأخذ والرد، فهو صدق وإن كان كذباً! لكن المتلقي الفطن لا يمكنه أن يقبل كل ما يصله بسهولة، فهو يشكك فيه ويزنه ويتحرى دقته قبل أن يتخذ قراره بتصديقه أو بتكذيبه. لكن المتلقي الفطن هذا كما العملة النادرة، لذا تنتشر الأخبار المسيئة للنظام بسهولة وتجد باستمرار الآذان الصاغية والقلوب المفتوحة.
هذا التباين في المواقف مما تأتي به وسائل الإعلام الأجنبية طبيعي، فلا يمكن لمحسوب على «المعارضة» أو متعاطف معها أو متخذ من الحكومات موقفاً سلبياً أن يقول إن ما أتت به تلك الوسائل غير حقيقي وإن كان يعرف أنه غير حقيقي ومتيقن من ذلك، تماماً مثلما أنه لا يمكن أن يصدق ما يقال عن الجهة التي ينتمي إليها أو يتعاطف معها.
واقعاً لا يمكن أن تكون كل أخبار وتقارير أي وسيلة إعلامية غير حقيقية وبعيدة عن الواقع، لكن في المقابل أيضاً لا يمكن أن تكون كل أخبارها حقيقية وواقعية وصادقة. اليوم تعتبر وسائل الإعلام سلاحاً لا يقل أهمية عن الأسلحة الأخرى التي يستخدمها العسكر. نحن إذاً نعيش حرباً إعلامية شرسة، النصر المؤزر فيها يكون للأكثر قدرة على صنع الأخبار والأكثر قدرة على الترويج. وفي خصوص حالتنا في البحرين فإن ما انتبهت له الحكومة متأخرة هو أن «المعارضة» استطاعت أن تسيطر على كثير من وسائل الإعلام الأجنبية وكذلك المنظمات العالمية ذات العلاقة بحقوق الإنسان عبر عمل امتد لسنوات طويلة وأنها تستفيد من عملها اليوم.
الحاصل اليوم هو أن معظم وسائل الإعلام الأجنبية تثق في كثير مما تروج له «المعارضة»، لكنها لا تثق إلا في البعض القليل من الذي تأتي به السلطة. ما يأتيها من المعارضة يمر دون تدقيق، وما يأتيها من السلطة تضع عليه سلسلة من علامات الاستفهام قبل أن تنشره. هذا يؤكد أمرين؛ الأول هو ما تمت الإشارة إليه فيما يخص نجاح «المعارضة» في الوصول إلى وسائل الإعلام الأجنبية وتمكنها من الحصول على ثقتها وإقناعها بصدق ما ترويه دائماً، والثاني أنه توجد مرام خفية لمن يقف وراء وسائل الإعلام تلك.
بعد تقرير بسيوني الذي عبرت القيادة عن شجاعتها وموضوعيتها بقبوله قطعت السلطة خطوات على صعيد الإصلاحات السياسية والتطوير والتنمية الشاملة. هذا أمر لا يمكن نكرانه لأنه ملموس وواقع. صحيح أن توصيات أخرى لم تنفذ حتى الآن بشكل كامل ولكن يوجد ما يبرر ذلك دائماً، وهو يعني أنها ستنفذ وسيتحقق على أرض الواقع كل ما تم قبوله من توصيات.
ما تفعله بعض وسائل الإعلام الدولية هو أنها تسخف بكل الخطوات التي تمت وتقلل من قيمتها وأهميتها، ولا تكتفي بذلك، حيث توجه اتهامات للسلطة ملخصها أنها غير جادة في تنفيذ التوصيات.
ترى هل يتوفر لدى هيئة شؤون الإعلام ما من شأنه زيادة نسبة «المتلقي الفطن»؟