الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في إقناع عيسى قاسم بالتخلي عن «الإرهاب» وفشلت في إقناعه بالتخلي عن المرجعية الإيرانية واستبدالها على الأقل بالمرجعية العراقية، بمعنى أن ما يهمها هنا هو تغيير الواجهات وتغيير الوسائل، إنما المشروع هو ذاته قائم وهو الانتهاء إلى إصلاح تصفه الولايات المتحدة الأمريكية (بالحقيقي) والذي سينتهي بمعادلة سياسية ستأتي في النهاية لصالح ممثل آية الله خامنئي في البحرين ليحكم سيطرته على بقية المجتمع البحريني ويمسكه من رقابه.
نحن سنقف مع الولايات المتحدة الأمريكية لندافع معها عن كل القيم التي تنادي برفعها والدفاع عنها، سندافع معها عن حقوق الأقليات، الدفاع عن حقوق المرأة وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وسنقف معها لتطوير أداء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ليس لدينا مانع أبداً من التعاون في شتى المجالات التي ترقى بالحكم الرشيد وترقى بالملف الحقوقي على وجه الخصوص، ولكن لا دخل لأوجه التعاون هذه بفرض نموذج محدد لنظام سياسي تختاره الولايات المتحدة الأمريكية يصيغ لنا كيفية تشكيل السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) ولن نسمح لها بأن تتخذ من تلك الملفات الإدارية والحقوقية كورقة ومفتاح تفتح به باب التدخل وفرض نموذج معين تراه هي أنه (إصلاح حقيقي) وما عداه ليس إصلاحاً وليس حقيقياً.
لن أدخل في تقييم النظام السياسي البحريني لكنني ألقم الأمريكيين والبريطانيين حجراً لأقول لهم إن هذا النظام صوت عليه البحرينيون بـ98.4% ولا يجرؤ أحد على التشكيك بهذه النسبة.
والكلام الذي يردده المسؤولون الأمريكيون أو البريطانيون عن عدم التدخل، وعن اختيارات البحرينيين الخاصة، لا يتسق أبداً مع تقييمهما للنموذج الذي يتوافق عليه أهل البحرين كنظام سياسي، فهما تجرآ على تقييمه على أنه إصلاح (غير حقيقي) ومفهومها (للتعاون) بينهما وبين النظام البحريني هو (الضغط) و(إجبار) أقطاب الحكم على الانصياع لنموذج معين تختاره هي وتراه هي أنه إصلاح (حقيقي).
أما مجموعة الخونة التي تتعامل مع دولة أجنبية من أجل أن تخون شعب البحرين وتفرض عليه رغماً عن أنفه هذا (الإصلاح الحقيقي) فهي لن تكسب شيئاً، حتى لو أجبرت الحكم على الانصياع لرغباتها، فالقصة لن تنتهي هنا، بل إنها ستبدأ من هنا، فنموذج تم دون توافق الأطراف عليه، وبضغط خارجي، هو نموذج غير مستقر وغير آمن، وكما حصل في العراق لكل (الجلبيين) وحكومة المالكي وغيره حين أرغموا أطيافاً عراقية عديدة على الرضوخ لنموذج تراه أمريكا أنه (إصلاح حقيقي)، ها هي العراق الآن تدفع ثمن هذا التدخل ويدفعه كل من صفق لهذا النموذج بما فيهم اليسار الذي صدقهم وتبعهم بغباء متكرر وإلى هذه اللحظة لم يهنأوا واضطر الأمريكيون لدفع الملايين من أجل خروجهم سالمين من العراق، ولتبدأ سلسلة الصراعات التي فتحها هذا النموذج المستمر إلى الآن.
(الإصلاح) الذي سيأتي على شكل تغيير في المعادلة السياسية يتحكم في تشكيل السلطات الثلاث بشكل «يمكن» مجموعة ثيوقراطية دينية حتى النخاع، طائفية التكوين والأجندة، تخضع -كما يقر الأمريكيون بأنفسهم- لمرجعية إيرانية، ترفض إدانة العنف وإصدار فتوى لوقفه، هذا (الإصلاح) ما هو إلا عبارة عن تسليم شعب البحرين لهذا الشخص الإرهابي الإيراني بإقرار وباعتراف الأمريكيين بأنفسهم.
الشخص الذي رفض إدانة العنف ورفض التخلي عن المرجعية الإيرانية هو من يقود مباشرة خمس جمعيات سياسية في الحوار.
الشخص الإيراني الإرهابي الذي عجزت الولايات المتحدة الأمريكية عن إقناعه بالتخلي عن العنف وبالولاء لإيران هو من يقود ويحرك أي تغيير في المعادلة السياسية الحالية لصالحه، وأي انصياع لرؤية حددتها الجمعيات الخمس الخادمة لعيسى قاسم هو انصياع لشخص تقر أمريكا أنه خاضع لمرجعية الخميني وإرهابي.
فما هو النموذج السياسي الذي سيقنع الأمريكيين والبريطانيين أنه إصلاح (حقيقي)؟
نقول لمن يريد الخير للبحرين بحريني أو غير بحريني إن الإصلاح الحقيقي هو ما يتوافق عليه أي مجتمع دون معيار أجنبي يصنف مدى حقيقته، ودون رؤية أجنبية وتقييم خارجي لتحديد مدى صلاحه لنا أو عدم صلاحه. والمكاسب التي سينالها المجتمع البحريني من الخروج بالتوافق برؤية واقعية لأي خطوات إصلاحية لابد أن تأخذ في الاعتبار النسيج التعددي في البحرين وكيفية تحقيق ما يضمن الاستقرار المستدام والانتقال بالمراحل بعد نضجها دون حرقها، والخروج بإصلاح يقبل به كل البحرينيين.
أما ومازال الأمريكيون أو البريطانيون يحددون هم شكل وحقيقة (الإصلاح) المقبول، ويترجون عيسى قاسم أن يحفظ لهم ماء وجههم ويساعدهم ولو شكلياً على تمرير مشروعهم، ويحاسبوننا على عدم الوصول إلى (الستاندر) الذي هم يضعونه، فهذا تدخل وهذا استعمار ومن يساعدهم عليه فهو مهين وخائن لشعب البحرين أياً كان موقعه!!
نحن سنقف مع الولايات المتحدة الأمريكية لندافع معها عن كل القيم التي تنادي برفعها والدفاع عنها، سندافع معها عن حقوق الأقليات، الدفاع عن حقوق المرأة وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وسنقف معها لتطوير أداء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ليس لدينا مانع أبداً من التعاون في شتى المجالات التي ترقى بالحكم الرشيد وترقى بالملف الحقوقي على وجه الخصوص، ولكن لا دخل لأوجه التعاون هذه بفرض نموذج محدد لنظام سياسي تختاره الولايات المتحدة الأمريكية يصيغ لنا كيفية تشكيل السلطات الثلاث (التنفيذية والتشريعية والقضائية) ولن نسمح لها بأن تتخذ من تلك الملفات الإدارية والحقوقية كورقة ومفتاح تفتح به باب التدخل وفرض نموذج معين تراه هي أنه (إصلاح حقيقي) وما عداه ليس إصلاحاً وليس حقيقياً.
لن أدخل في تقييم النظام السياسي البحريني لكنني ألقم الأمريكيين والبريطانيين حجراً لأقول لهم إن هذا النظام صوت عليه البحرينيون بـ98.4% ولا يجرؤ أحد على التشكيك بهذه النسبة.
والكلام الذي يردده المسؤولون الأمريكيون أو البريطانيون عن عدم التدخل، وعن اختيارات البحرينيين الخاصة، لا يتسق أبداً مع تقييمهما للنموذج الذي يتوافق عليه أهل البحرين كنظام سياسي، فهما تجرآ على تقييمه على أنه إصلاح (غير حقيقي) ومفهومها (للتعاون) بينهما وبين النظام البحريني هو (الضغط) و(إجبار) أقطاب الحكم على الانصياع لنموذج معين تختاره هي وتراه هي أنه إصلاح (حقيقي).
أما مجموعة الخونة التي تتعامل مع دولة أجنبية من أجل أن تخون شعب البحرين وتفرض عليه رغماً عن أنفه هذا (الإصلاح الحقيقي) فهي لن تكسب شيئاً، حتى لو أجبرت الحكم على الانصياع لرغباتها، فالقصة لن تنتهي هنا، بل إنها ستبدأ من هنا، فنموذج تم دون توافق الأطراف عليه، وبضغط خارجي، هو نموذج غير مستقر وغير آمن، وكما حصل في العراق لكل (الجلبيين) وحكومة المالكي وغيره حين أرغموا أطيافاً عراقية عديدة على الرضوخ لنموذج تراه أمريكا أنه (إصلاح حقيقي)، ها هي العراق الآن تدفع ثمن هذا التدخل ويدفعه كل من صفق لهذا النموذج بما فيهم اليسار الذي صدقهم وتبعهم بغباء متكرر وإلى هذه اللحظة لم يهنأوا واضطر الأمريكيون لدفع الملايين من أجل خروجهم سالمين من العراق، ولتبدأ سلسلة الصراعات التي فتحها هذا النموذج المستمر إلى الآن.
(الإصلاح) الذي سيأتي على شكل تغيير في المعادلة السياسية يتحكم في تشكيل السلطات الثلاث بشكل «يمكن» مجموعة ثيوقراطية دينية حتى النخاع، طائفية التكوين والأجندة، تخضع -كما يقر الأمريكيون بأنفسهم- لمرجعية إيرانية، ترفض إدانة العنف وإصدار فتوى لوقفه، هذا (الإصلاح) ما هو إلا عبارة عن تسليم شعب البحرين لهذا الشخص الإرهابي الإيراني بإقرار وباعتراف الأمريكيين بأنفسهم.
الشخص الذي رفض إدانة العنف ورفض التخلي عن المرجعية الإيرانية هو من يقود مباشرة خمس جمعيات سياسية في الحوار.
الشخص الإيراني الإرهابي الذي عجزت الولايات المتحدة الأمريكية عن إقناعه بالتخلي عن العنف وبالولاء لإيران هو من يقود ويحرك أي تغيير في المعادلة السياسية الحالية لصالحه، وأي انصياع لرؤية حددتها الجمعيات الخمس الخادمة لعيسى قاسم هو انصياع لشخص تقر أمريكا أنه خاضع لمرجعية الخميني وإرهابي.
فما هو النموذج السياسي الذي سيقنع الأمريكيين والبريطانيين أنه إصلاح (حقيقي)؟
نقول لمن يريد الخير للبحرين بحريني أو غير بحريني إن الإصلاح الحقيقي هو ما يتوافق عليه أي مجتمع دون معيار أجنبي يصنف مدى حقيقته، ودون رؤية أجنبية وتقييم خارجي لتحديد مدى صلاحه لنا أو عدم صلاحه. والمكاسب التي سينالها المجتمع البحريني من الخروج بالتوافق برؤية واقعية لأي خطوات إصلاحية لابد أن تأخذ في الاعتبار النسيج التعددي في البحرين وكيفية تحقيق ما يضمن الاستقرار المستدام والانتقال بالمراحل بعد نضجها دون حرقها، والخروج بإصلاح يقبل به كل البحرينيين.
أما ومازال الأمريكيون أو البريطانيون يحددون هم شكل وحقيقة (الإصلاح) المقبول، ويترجون عيسى قاسم أن يحفظ لهم ماء وجههم ويساعدهم ولو شكلياً على تمرير مشروعهم، ويحاسبوننا على عدم الوصول إلى (الستاندر) الذي هم يضعونه، فهذا تدخل وهذا استعمار ومن يساعدهم عليه فهو مهين وخائن لشعب البحرين أياً كان موقعه!!