هل تنتظر دول الخليج تلاحم البوارج الإيرانية والأمريكية على سواحل البحرين ونزول قواتها وطياراتها حتى تعلن اتحادها، وذلك لشعورها أن الخطر قد اقترب وجاء دورها؟، ساعتها اعلموا أنه لن تكون لأمريكا والغرب حاجة لأي دولة منكم لتكون لها صديقة ولا شريكة بعد أن تتحقق أهدافها وتنفذ مخططاتها.
فليبيا سقطت.. وتونس قد انتهى أمرها.. ومصر يغلي ماؤها.. وسوريا ذبح شعبها واليمن قسمت أرضها، إذاً لم تبق غير دول الخليج، والتي ما إن تحتل دولة إلا وصارت عملية احتلال الدول الأخرى سهلاً، ولا يحتاج لدعم مادي ولا عسكري ولا إعلامي، ولن يتبقى لها غير الاستراحة والاستعداد للانطلاق من سواحل البحرين إلى سواحل دول الخليج الأخرى بعدما أصبحت سواحلها مكشوفة ومفتوحة. كما إن البحرين لن تكون لهم دولة ذات أهمية؛ فليس فيها موارد ولا عوائد، إنما هي مجرد مفتاح للكنوز وللثروات النفطية والغازية في الدول الغنية، التي لن يستطيع أن يسطو عليها في ظل وجود دولة خليفية ودولة سعودية، وإذا ما أخذ في الحساب أن هناك دولاً خليجية ليس لديها ما يكفي من جيوش مسلحة، إنما اعتمادها الدفاعي على الاتفاقيات الموقعة مع الدول الغربية، حيث تنتهي صلاحية هذه الاتفاقيات بمجرد دخول القوات الأجنبية البحرين وتصبح قاعدة أمريكية إيرانية، مثلها مثل العراق وأفغانستان.
وها هو خامنئي يعلن مراراً وتكراراً بأنه سيضم البحرين بقوة إذا ما قررت دول الخليج الاتحاد، ومعلناً أن البحرين بضعة من إيران، كما اتضحت الصورة جلية في تقرير الخارجية الأمريكية التي قالت «إن الشعب البحريني غير قادر على تغيير حكومته بالطرق السلمية»، وهي إشارة وتشابه بالضبط مع تهديد خامنئي. كذلك بالنسبة لتقارير الاتحاد الأوروبي والمنظمات الأجنبية، والتي تقف اليوم ضد استقرار الحكم في البحرين، وهو مؤشر خطير لأمر مبيت قد يحصل في ليلة أو ضحاها، فتعلمون عندما يجتمع الطيالسة والأبالسة ويتقدمهم دجالهم الذي يذبح أطفال سوريا ويبقر بطون نسائها، فهذا الدجال اليوم قد أكمل عدته وها هو يقرع طبوله.
فالخطر لم يعد خفي، لكن من الواضح أن الأمر لا يزال غير مفهوم لبعض دول الخليج التي تظن أنه باعتراضها أو استنكارها ببيان مكتوب على تصريحات خامنئي ضد البحرين سيكون رادعاً لصد خطر تستعد فيه إيران بكامل قواتها البحرية والبرية، وأضف إلى صعاليكها في البحرين الذين ينتظرون هذه اللحظة ليخرجوا ما لديهم من أسلحة مصنعة؛ أمريكية وإيرانية.
وها هو أحد صعاليكهم يؤكد على ذلك بالقول «إننا لم نستخدم قوتنا بعد»، فالأمر بالنسبة للخارجية الأمريكية والحكومة الإيرانية قد اكتمل، ونحن مازلنا ننام كالعصافير.
فالعملية إذاً غير متكافئة، بين من يستعد بصواريخ وأساطيل وبين دول ما زالت تناقش وتراوح بكيفية اتحادها، رغم عقود مضت على تأسيس «مجلس التعاون الخليجي»، الذي لم يستطع حتى اليوم أن يحقق طموحات شعوبه التي تترقب اندماجها تحت مظلة دفاع خليجي مشترك، بل نجد مقابله بعض الدول تشتغل لصالحها، توهماً وخيالاً بأنها ستكون الناجية، أو قد تكون يوماً قوة إقليمية، ولا تعلم هذه الدول أنه عندما تذهب منهم واحدة جاء دور دولة أخرى، وهذا الحاضر أمامكم؛ ففعلوا في مصر ما فعلوا وتونس وليبيا واليمن، جميعها تقطعت وتناثرت. فهذه أمريكا وإيران اللتين لا تعرفان رأفة ولا إحساناً، ولا صديقاً ولا حليفاً. فمخطط الشرق الأوسط الجديد الذي تظن بعض دول الخليج أنها تعرفه، ليس المخطط الأصلي، إنما هو مخطط مفبرك، فالمخطط الأصلي في جيب خامنئي وأوباما يضعه كل منهما تحت وسادته عندما ينام، فهو سري للغاية؛ لأن المخطط لا توجد على خارطته اسم أي دولة من دول الخليج العربية، إنما بضع دويلات وحظائر يعين عليها ولاة موالين لإيران.
فقد اقترب الخطر ودنا، وها هم الطيالسة والأبالسة قد اجتمعوا خلف الدجال، وما بعد اجتماعهم إلا الدمار والخراب، فاجتمعوا يا دول الخليج.. اجتمعوا.. فصعاليك إيران التي تحبو اليوم تحت أقدامكم تنتظر بشغف ولهف ساعة التسلق إلى عروشكم، فاعتبروا واقتربوا، وإلا الويل لكم يا عرب من فاجعة لا ينفع معها اتحاد ولا دفاع مشترك.