مازالت تلك الصور في مخيلتي، مازلت أتذكر فرحتنا وكأننا فزنا بكأس العالم حين صدر حكم المحكمة الدولية الذي قال إن جزر حوار هي من حق البحرين وجزء أساسي من أراضيها، كانت فرحة الناس في الشوارع لا توصف، وهذا شعور طبيعي للمواطن الذي أحب وطنه.
لكن السؤال المؤلم لنا كمواطنين اليوم؛ أين هي جزر حوار؟
ماذا فعلنا بها؟
نؤمن أن من حق الدولة إقامة منطقة عسكرية على أجزاء منها، هذا أمر طبيعي ولا يزعج الناس، ونؤمن أن تبقى أجزاء كمحمية طبيعية، لكن أن تختفي كل الجزر ولا تقام عليها مشروعات استثمارية وسياحية رغم مرور كل هذه المدة الطويلة من صدور الحكم، فهذا أمر غير مقبول أبداً.
لا سواحل بالعاصمة مفتوحة للناس إلا بضعة أمتار هنا وهنا وتتقلص مع كل تطوير، وجزر حوار (لا حس ولا خبر) إذاً أين يذهب الناس؟
لا توجد عاصمة في الدنيا سواحلها غير متاحة للمواطنين (كما نحن عليه) إلا هنا، وهذا غير مقبول لدولة تريد أن تجعل السياحة مورداً قوياً يدعم الميزانية، وغير مقبول لدولة تريد إغلاق أبواب الفتن.
بالأمس القريب، قال وزير البلديات الأخ المحترم جمعة الكعبي في مجلس النواب في إجابته عن سؤال النائب الأخ المحترم علي أحمد حول بعض الأملاك العامة التي تحولت إلى أملاك خاصة، أجاب الوزير أن ذلك ليس من اختصاصه، وأن الجزر والفشوت والمحميات ليست من ضمن اختصاص وزير البلديات..!
يا جماعة عيل نسأل من؟.. وزير البحار؟ والله نسويها ونخلي وزير للبحار والفشوت.. عندنا حق كل شبرين بالبلد وزير..!!
طيب من الوزير المسؤول عن المحميات والفشوت والجزر؟
هل تتخيلون أننا في 2013، وللتو خرجنا من أزمة كبيرة، ومازالت نارها تشتعل، ومازالت هناك أمور ضبابية كهذه القضية؟
إجابة وزير البلديات حملت بعض التفاصيل المهمة للقارئ وأحسب أن هناك من لم يطلع على إجابة الوزير بهذه التفاصيل.
تقول الإجابة إن الوزارة (البلديات) غير مسؤولة عن هذه المناطق: (فشت العظم، فشت الجارم، قطعة جرادة، خور فشت، فشت تقليب، جزيرة أم جليد، محمية جزر حوار، محمية خليج توبلي، محمية أشجار القرم، منطقة هير بولثامة، جزيرة مشتان، دوحة عراد).
كل هذه المناطق ليست في مسؤولية وزارة البلديات (طيب يعني من المسؤول.. الجان الأزرق)؟
يروي لي أحد الإخوة أنه شاهد صورة لمدينة الدوحة قبل 10 سنوات، وشاهد نفس الموقع ونفس الصورة قبل عام، شيء لا يصدقه العقل في حجم العمل والثورة والتعمير، مدن صحية، مدن تعليمية..الخ وهم في قطر ينظرون أنهم سينافسون دبي قريباً.
أما نحن فقد بنينا مستشفى في 10 أعوام، هل عرفتم الفرق؟
من يحب وطنه ويسعى لتطويره لا يطلق شعارات فقط، إنما عمله على الأرض هو الذي ينطق ويتكلم، 10 أعوام والمستشفى أيضاً اتضح أنه يحتاج إلى عمليات كبيرة من أجل أن يعمل بكفاءة، وحين قررنا أن نحاسب المسؤول، حاسبنا (الحتاحيت)..!
والله يؤسفنا أن نقول ذلك، وتؤسفنا هذه المقارنة المرة، نتمنى الخير لإخواننا في قطر، لكن (تعز علينا نفسنا وبلدنا).
لماذا حتى اليوم لا توجد مشروعات كبيرة على جزر حوار، أين المنتجعات للمواطن والسائح؟ أين مدن الألعاب، أين الألعاب البحرية التي تقام على مستوى عالٍ.
أين الفنادق التي تقدم خدمات عالية ونوعية؟
إلى متى سنبقى نتمنى ونتمنى، ونرى غيرنا الذي كان في آخر الركب يصبح في المقدمة؟
جروحنا كمواطنين في هذا البلد كبيرة، جروحنا قديمة، ولا يرجى لها الشفاء في القريب العاجل..!