أحدهم يطلق على نفسه اسم «أبو عمر الشافعي» في التويتر ويضع صورة ولي العهد تلميحاً بأنه معجب به!!!
أعطي ذات مرة صفحة كاملة في جريدة الوفاق تبجيلاً وتكريماً له على أساس أنه شخصية مجهولة لكنها معتدلة وغير معروفة إن كانت سنية أو شيعية فكتابته تحاول أن تظهر بين البينين!!!!!.
ونحن بدورنا سندعي أننا لا نعرف من هو هذا «الشافعي» و -بمزاجنا- وسندعي أننا لا نعرف ما يريد، و-بكيفنا- وسنتظاهر بالغباء قفزاً على الجدليات العقيمة، وسندعي أنه شخص خال من المآرب الشخصية يبحث عن العقلانية لا عن «مجد علوي» ذاتي يحقق من ورائه لفتاً للأنظار لنفسه، إنما يريد أن يروج للمواقف الوسطية التي تدين هذا الجانب مرة وتدين ذاك الجانب مرات ... وكذا ... وسنؤمن بأنه لا يروج لنفسه فقد أكل وشبع حتى التخمة!!
والحقيقة أن هناك كثيرين بدؤوا يبرزون على السطح يحاولون أن يسدوا هذا الفراغ الوسطي، حتى أصبح للوسطية سوق، فظهرت مجموعات وأفراد وجدوا طلباً لهذه البضاعة وسوقاً رائجاً للترويج لأنفسهم ولمؤسساتهم على أنهم ممكن أن يلعبوا دور الوسطاء.
حقيقة ومن حيث المبدأ نعتقد أن هذا هو وقت الوسطية، وهذا أوانها، خاصة حين تمر أي أمة بمثل ما مرت به البحرين من زلزال شق البحرين لفسطاطين، فإنه بعد أن تهدأ العواصف وبعد أن يمر الإعصار وتحصى الخسائر، فإن المواقف المعتدلة الوسطية بإمكانها أن تربأ الصدع وتخفف من حدة التوتر والتشنج والشد الذي ولد.
إنما هذا الفراغ المسمى «وسطية» له استحقاقاته، فالوسطية لا تقف عند حدود إدانة هذا مرة وإدانة ذاك مرة حتى يقال إن هذا الشخص منصف واتخذ موقفاً وسطاً، أو تلك الجهة معتدلة الآراء إذاً فإنه بإمكانها أن تلعب دوراً وسطاً وتسد هذا الفراغ وتجمع بين الاثنين المتضادين.
كما إن الوسطية لا تحتاج إلى من يستورد لنا تجارب جنوب أفريقيا أو حتى تجارب أيرلندا إذ حتى هؤلاء الضيوف ينتهي بهم المطاف وتنتهي ندواتهم ومحاضراتهم بالتأكيد على أن لكل شعب تجربته الخاصة وبالتالي فليس هناك دواء صنع في الخارج تأخذه الشعوب بملعقة فتشفى من دائها، فتذهب المحاضرة على «الفاضي» وتضيع أموالك يا صابر.
وأيضاً الوسطية لا تحتاج إلى هذا التسطيح الذي ينطلق من أساس خاطئ أصلاً، حين تحاول تلك الوسطية أن تلم شمل فسطاطين لا وجود لهما وهما «الموالاة» و»المعارضة»، فكأنك طرقت باباً ولم تجد من يسكن البيت الذي قصدته، فلا هنا موالاة ولا هناك معارضة، الاثنان قد رحلا من هذا العنوان.
وبالطبع الوسطية تتطلب أن لا تستهين بجرح أحد من الطرفين، ولا تسطح الأمور وتكذب وتنكر الكثير من الشعور بالاستياء والغدر والخيانة عند الطرفين، فتلك مشاعر حقيقية تصدح بها نساء لا يقرأن صحفاً ولا يعرفن إعلاماً.
والادعاء بالقدرة على أن مسك سيخ حديدي قارب على الانصهار لشدة الحرارة ممكن، فقط لأنك تظن أنك ممسك بعصا من النصف فهذا يعد قمة الغباء، كما فعل أحدهم حين كتب في حسابه على تويتر أحب بابا حمد وأحب بابا خليفة وأحب علي سلمان لأنه مناضل، منتهى «الجكن نكت»!!
أما الاعتقاد أن اللعب على وتر الخلافات بين أفراد الأسرة الخليفية ممكن أن يقرب المسافات المتباعدة بين الفسطاطين، فإن ذلك «أوسخ» أشكال الوسطية خاصة أنه مكشوف ومفضوح ولا يزيد الأمر إلا سوءاً، ومخطئ حتى وإن كان من أفراد الأسرة من يترك مجالاً لهذا النوع من أنواع التزلف السمج أن يتخذ له سبيلاً بين أبناء الأسرة، لا لسبب عاطفي .. ولا للقول بأن الأسرة متكاتفة ولا أحد يدخل بينها .. وغيره من كلام مأخوذ خيره.
إنما لأنه ببساطة وباختصار السياسة تحتاج لبعد نظر تعرف كيف تميز التوقيت والمكان والزمان الذي تقدم به أموراً و تؤخر به أموراً، وعملية تأليف القلوب إن كانت تكتيكاً لأي فرد من الأسرة، فإنه ما لم تكن مصحوبة باستراتيجية شاملة فإنها لا تعدو أن تكون موطئ قدم للمتسلقين والمتزلفين لا أكثر ولا أقل بلا فائدة.
عدا ذلك فنحن نقر بأنه رغم أن الشق والفتق واسع وصعب التحامه، إلا أنه ليس مستحيلاً، ونؤمن بأن البحرين بحاجة إلى لم الشمل وإلى إنجاح الحوار وإلى العودة بالبحرين إلى زاهر عهدها وإلى حقيقة جذورها السمحة وإلى انصهار الفسطاطين في صف واحد، ونقر بحاجة إلى من يسد فراغ الوسطية، ونتمنى له النجاح، لكن الانطلاق من تلك المنطلقات الخاطئة لا يسد فراغ الوسطية أبداً ولا يخدم سوى أجندة أصحابها حسنت نواياهم أو ساءت، ولا يزيد عن كونها مجرد تجارة لبضاعة رائجة زاد فيها الطلب على العرض!!
على فكرة:
كلمة لمن تسمى بالشافعي ولغيره من ذات البضاعة، التويتر ليس مكاناً للجدل، ولا أحبذ الجدل عموماً، وكثيرون يحاولون أن يجروني لجدل عبر وسيلة تقفل عليك استرسالك بعد 140 حرفاً! فلا أستجيب، فأنا أقول رأيي ولك أنت وغيرك أن ترميه خلف ظهرك، إنما حين أقرر أن أدخل جدلاً حول قضية ما فلا أقل أن يقف أمامي رجال لا يخجلون من أسمائهم، رجال لا يتبرقعون خلف صورة لغيرهم، أما أشباههم فلا يعنون لي شيئاً!
أعطي ذات مرة صفحة كاملة في جريدة الوفاق تبجيلاً وتكريماً له على أساس أنه شخصية مجهولة لكنها معتدلة وغير معروفة إن كانت سنية أو شيعية فكتابته تحاول أن تظهر بين البينين!!!!!.
ونحن بدورنا سندعي أننا لا نعرف من هو هذا «الشافعي» و -بمزاجنا- وسندعي أننا لا نعرف ما يريد، و-بكيفنا- وسنتظاهر بالغباء قفزاً على الجدليات العقيمة، وسندعي أنه شخص خال من المآرب الشخصية يبحث عن العقلانية لا عن «مجد علوي» ذاتي يحقق من ورائه لفتاً للأنظار لنفسه، إنما يريد أن يروج للمواقف الوسطية التي تدين هذا الجانب مرة وتدين ذاك الجانب مرات ... وكذا ... وسنؤمن بأنه لا يروج لنفسه فقد أكل وشبع حتى التخمة!!
والحقيقة أن هناك كثيرين بدؤوا يبرزون على السطح يحاولون أن يسدوا هذا الفراغ الوسطي، حتى أصبح للوسطية سوق، فظهرت مجموعات وأفراد وجدوا طلباً لهذه البضاعة وسوقاً رائجاً للترويج لأنفسهم ولمؤسساتهم على أنهم ممكن أن يلعبوا دور الوسطاء.
حقيقة ومن حيث المبدأ نعتقد أن هذا هو وقت الوسطية، وهذا أوانها، خاصة حين تمر أي أمة بمثل ما مرت به البحرين من زلزال شق البحرين لفسطاطين، فإنه بعد أن تهدأ العواصف وبعد أن يمر الإعصار وتحصى الخسائر، فإن المواقف المعتدلة الوسطية بإمكانها أن تربأ الصدع وتخفف من حدة التوتر والتشنج والشد الذي ولد.
إنما هذا الفراغ المسمى «وسطية» له استحقاقاته، فالوسطية لا تقف عند حدود إدانة هذا مرة وإدانة ذاك مرة حتى يقال إن هذا الشخص منصف واتخذ موقفاً وسطاً، أو تلك الجهة معتدلة الآراء إذاً فإنه بإمكانها أن تلعب دوراً وسطاً وتسد هذا الفراغ وتجمع بين الاثنين المتضادين.
كما إن الوسطية لا تحتاج إلى من يستورد لنا تجارب جنوب أفريقيا أو حتى تجارب أيرلندا إذ حتى هؤلاء الضيوف ينتهي بهم المطاف وتنتهي ندواتهم ومحاضراتهم بالتأكيد على أن لكل شعب تجربته الخاصة وبالتالي فليس هناك دواء صنع في الخارج تأخذه الشعوب بملعقة فتشفى من دائها، فتذهب المحاضرة على «الفاضي» وتضيع أموالك يا صابر.
وأيضاً الوسطية لا تحتاج إلى هذا التسطيح الذي ينطلق من أساس خاطئ أصلاً، حين تحاول تلك الوسطية أن تلم شمل فسطاطين لا وجود لهما وهما «الموالاة» و»المعارضة»، فكأنك طرقت باباً ولم تجد من يسكن البيت الذي قصدته، فلا هنا موالاة ولا هناك معارضة، الاثنان قد رحلا من هذا العنوان.
وبالطبع الوسطية تتطلب أن لا تستهين بجرح أحد من الطرفين، ولا تسطح الأمور وتكذب وتنكر الكثير من الشعور بالاستياء والغدر والخيانة عند الطرفين، فتلك مشاعر حقيقية تصدح بها نساء لا يقرأن صحفاً ولا يعرفن إعلاماً.
والادعاء بالقدرة على أن مسك سيخ حديدي قارب على الانصهار لشدة الحرارة ممكن، فقط لأنك تظن أنك ممسك بعصا من النصف فهذا يعد قمة الغباء، كما فعل أحدهم حين كتب في حسابه على تويتر أحب بابا حمد وأحب بابا خليفة وأحب علي سلمان لأنه مناضل، منتهى «الجكن نكت»!!
أما الاعتقاد أن اللعب على وتر الخلافات بين أفراد الأسرة الخليفية ممكن أن يقرب المسافات المتباعدة بين الفسطاطين، فإن ذلك «أوسخ» أشكال الوسطية خاصة أنه مكشوف ومفضوح ولا يزيد الأمر إلا سوءاً، ومخطئ حتى وإن كان من أفراد الأسرة من يترك مجالاً لهذا النوع من أنواع التزلف السمج أن يتخذ له سبيلاً بين أبناء الأسرة، لا لسبب عاطفي .. ولا للقول بأن الأسرة متكاتفة ولا أحد يدخل بينها .. وغيره من كلام مأخوذ خيره.
إنما لأنه ببساطة وباختصار السياسة تحتاج لبعد نظر تعرف كيف تميز التوقيت والمكان والزمان الذي تقدم به أموراً و تؤخر به أموراً، وعملية تأليف القلوب إن كانت تكتيكاً لأي فرد من الأسرة، فإنه ما لم تكن مصحوبة باستراتيجية شاملة فإنها لا تعدو أن تكون موطئ قدم للمتسلقين والمتزلفين لا أكثر ولا أقل بلا فائدة.
عدا ذلك فنحن نقر بأنه رغم أن الشق والفتق واسع وصعب التحامه، إلا أنه ليس مستحيلاً، ونؤمن بأن البحرين بحاجة إلى لم الشمل وإلى إنجاح الحوار وإلى العودة بالبحرين إلى زاهر عهدها وإلى حقيقة جذورها السمحة وإلى انصهار الفسطاطين في صف واحد، ونقر بحاجة إلى من يسد فراغ الوسطية، ونتمنى له النجاح، لكن الانطلاق من تلك المنطلقات الخاطئة لا يسد فراغ الوسطية أبداً ولا يخدم سوى أجندة أصحابها حسنت نواياهم أو ساءت، ولا يزيد عن كونها مجرد تجارة لبضاعة رائجة زاد فيها الطلب على العرض!!
على فكرة:
كلمة لمن تسمى بالشافعي ولغيره من ذات البضاعة، التويتر ليس مكاناً للجدل، ولا أحبذ الجدل عموماً، وكثيرون يحاولون أن يجروني لجدل عبر وسيلة تقفل عليك استرسالك بعد 140 حرفاً! فلا أستجيب، فأنا أقول رأيي ولك أنت وغيرك أن ترميه خلف ظهرك، إنما حين أقرر أن أدخل جدلاً حول قضية ما فلا أقل أن يقف أمامي رجال لا يخجلون من أسمائهم، رجال لا يتبرقعون خلف صورة لغيرهم، أما أشباههم فلا يعنون لي شيئاً!