يروي لي أحد الإخوة مشهداً حدث أمامه في طريق عودته من العمل، يقول: تسابقت السيارات أمامنا من أجل أن تمر قبل أن يتغير اللون الأخضر إلى الأحمر.
ولكن الإشارة تغيرت وظلت أمامي أربع سيارات، اثنتان توقفتا في أول صف، وبقيت حارة واحدة تسابقت عليها سيارتان؛ كل سائق يريد أن يكون هو من يستحوذ على الحارة المتبقية، الشارع من ثلاثة مسارات.
تسابق السيارتين كان يشبه التحدي بينهما؛ كل واحد يريد أن يكون هو الأول، والإشارة حمراء أصلاً.
لكن المفارقة أن حادثاً حصل في التقاطع، وزحفت سيارة لتصيب السائق الذي تسابق حتى يكون الأول..!
هذه الحكاية تشبه مواقف كثرة في حياتنا، ترى أناساً يتسابقون من أجل أن يفوزوا بمركز معين، ويدوس على من معه وأمامه حتى يصل، لكن بعد أن يصل بفترة يحدث أمر ما بتقدير من الله سبحانه، ويظهر أن هذا الشخص أرتكب مخالفات أو تجاوزات، استوجبت إما نقله أو تحويله للجهات القانونية..!
ما يحدث لنا في الشارع حين نذهب لقضاء حوائجنا تشبه ما يحصل لنا في الحياة بشكل عام، البعض يقول الآن؛ ما هذه الفلسفة، لكن ذلك فيه من الواقع الكثير. في الطريق أحياناً تزدحم السيارات أمامك حتى تحسب أن خروجك من هذا الموقف يحتاج إلى طائرة عمودية، لكن خلال فترة بسيطة، تجد الأمور تنفرج سريعاً، الطريق ينفتح مجموعة سيارات تذهب يميناً، وأخرى يساراً، ومن ثم ينفتح الطريق وكأن الزحام لم يكن. هي حياتنا أيضاً كذلك، يحدث لنا جميعاً، أن نشعر أن الأمور تنغلق تماماً، وأن الأزمة التي نحن بها من غير حل منظور، لكن تقدير الله سبحانه يجعل الأمور تنفرج، في وقت نظن أنها لن تنفرج..!
في الطريق فجأة قد يتعطل إطار السيارة (التاير) وتصاب «ببنجر» فتتوقف وتقوم بتغيير الإطار وتتسخ ملابسك، بينما كنت تريد الذهاب لمشوار هام، وتتصل لتعتذر وهكذا..!
أيضاً بالحياة قد نصاب حين يقدر لنا الله بمرض عارض، أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة وزكام يجعلك طريح الفراش لمدة أسبوع، أو أن يأتينا وجع بالأسنان!
حين نقود السيارة أحياناً نسلك طريقاً غير صحيح، ونضيع، وكنا نحسب أننا نعرف الطريق، وبالتالي حتى لا نذهب إلى أماكن بعيدة، نضطر إلى العودة من حيث أتينا لنعود من جديد لنختار الطريق الصحيح، ولا نسلك ذات المنحنى الخاطئ. الحياة كذلك، نخطئ أحياناً في اختيار الطريق الصحيح، نخطئ في اختيار تخصص الدراسة، أو نخطئ في اختيار جهة العمل، أو اختيار (الزوجة / الزوج) أو الصديق، أو مكان السكن، ونضطر إلى العودة من جديد لنبدأ من الصفر، حتى نصعد شيئاً فشيئاً!
أحياناً في الطريق نزيد السرعة حين نجد الطريق سالكاً ومفتوحاً، والبعض يستعرض في سياقته، لكن فجأة يجد الطريق أمامه مزدحماً ويضطر لتخفيف السرعة، والوقوف في الزحام.
هي الحياة كذلك حين يظن البعض أن بيده كل شيء، خصوصاً في العمل، يبعد هذا ويقرب ذاك، يرقي هذا ويجمد ذاك، يبعد هذه ويقرب تلك.
يبعد السكرتيرة التي كبرت قليلاً ويأتي بسكرتيرة صغيرة «ستايل».. وفجأة يقال له أن المؤسسة تعاني من أزمة مالية وخسائر كبيرة بسبب قرارات خاطئة، ويضطر للتصفية..!
رحلتنا القصيرة في السيارة، تشبه كثيراً رحلتنا القصيرة في الحياة، أحياناً في السيارة نختار طريقاً ونظن أنه الأسرع والأقرب، ومن ثم نفاجأ بأنه مزدحم ومغلق، ونقول لو كنت اخترت الطريق الآخر لكان أفضل، هكذا نفعل في الحياة أيضاً. الأخطاء مكلفة دائماً، لا تكلف المال فقط، إنما تكلف أحياناً شيئاً لا يعود، وهو عمرنا..!
** رذاذ
قرأت كما قرأتم خبراً لا أعرف ماذا أقول عنه، الخبر يقول: «إزالة القمامة من وادي البحير يكلف 7 ملايين دينار»..! 7 ملايين لإزالة القمامة «أجلكم الله؟».
والجماعة في مجلس النواب يناقشون الميزانية وتتأجل لسابع مرة..!
قبل فترة أيضاً قرأنا خبراً يقول دراسات تطوير المطار تكلف 5 ملايين، وأتمنى ألا أكون أخطأت في الرقم، 5 ملايين للدراسات فقط؟
ولم نبن شيئاً بعد؟ والله الملايين «منثرة» بالبلد..!
القرارات الخاطئة ليست مكلفة على المستوى الشخصي وحسب، إنما في عمر الدول، قرار دفن القمامة في البحير كان خاطئاً، وكلفنا 7 ملايين دينار في 2013..!
القمامة في الدول المتطورة تحول إلى طاقة نظيفة، والغاز الصادر منها يستخدم في بعض الدول كوقود للسيارات، وسلامي للتخطيط..!
السؤال الأهم؛ ماذا عن الموقع الذي ستنقل إليه القمامة؟
كم سيكلف إصلاحه في بلد بها شح أراض ويزحف فيها العمران؟
** قبل فترة قرأنا أن طيران الخليج ستوظف موظفين سابقين في طيران البحرين، وقبل أيام استغنت طيران الخليج عن 1000 موظف..!
يا جماعة أنتم توظفون وإلا تقيلون.. مو فاهمين بصراحة!
** بعض الأنباء تقول أن هناك فضيحة في وزارة الصحة.. الأنباء تقول ولست أنا.. والأيام القادمة قد تكشف المستور..! يقال إن الوزير قال إنه غير مسؤول عنها، وأنها أخطاء وزراء سابقين.. يقال..!