حلفاؤنا البريطانيون يتعرضون اليوم لموجة من «الشتم» و»اللعن» من قبل أنصار الولي الفقيه وعملاء الخامنئي الإيراني في داخل البحرين وخارجها.
بريطانيا خطابها واضح اليوم بشأن ما يحصل في البحرين، يؤكد المسؤولون فيها وجود نشاطات إيرانية في الداخل البحريني تهدف لزعزعة استقرار المملكة.
وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستر بيرت أكد في الكويت وجود دلائل تشير لنشاطات إيرانية في المملكة، مؤكداً أن الشأن البحريني والحراك الداخلي لدينا أمور تخص البحرينيين أنفسهم وليس لأحد آخر من الخارج أن يتدخل للوصول إلى أي حل من الخارج.
بيرت قال بالنص: «نحن لا نشجع على أي محاولة خارجية للبحث عن حلول غير عادلة وهذا أمر يعود لهم أنفسهم».
يأتي ذلك في الوقت الذي باتت تتكشف فيه الحقيقة البشعة بشأن التدخل الإيراني الصريح في الشأن السوري ودعم الديكتاتور بشار الأسد وما صاحب ذلك من ضلوع واضح من قبل حزب الله اللبناني الذراع العسكري لإيران في عمليات قتل وإبادة الشعب السوري وتهجيره من بلده.
قبل مدة كان الانقلابيون يستميتون من أجل أن يتحصلوا على تصريحات بريطانية تدعم مخططاتهم في البحرين، كانوا يجتهدون لأجل استنطاق مسؤولين بريطانيين بطريقة تدعم الأكاذيب والفبركات التي يروجون لها، بل باتوا يتشدقون بأي تصريح يخرج من أي شخص مهما تدنت رتبته، كانوا يحلفون بما يقوله بعض النواب البريطانيين بالأخص من لهم علاقة واضحة بإيران مثل المثير للجدل غالاوي صديق قناة «برس تي في» الإيرانية. كل حراكهم من أجل كسب تعاطف المجتمع الدولي، هذا المجتمع الذي سيتعاطف معك بالضرورة حينما تقول إن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان وغياباً للعدالة وافتقاراً للديمقراطية، لكن بمجرد أن يعرف من يحاول أن يكون منهم موضوعياً ومحايداً أنك تكذب عليه وتحاول أن تستغفله يأخذ منك على الفور موقفاً مضاداً.
هؤلاء يدعمون حقوق الإنسان والحريات والعدالة الاجتماعية لكن شريطة أن يكون انتقاصها أمراً واقعاً على الأرض، لا مجرد خيالات وأكاذيب تروج لخدمة أهداف أخرى تدخل في إطار الاستيلاء على بلد وتحويلها لولاية إيرانية أو دولة قائمة على الطائفية البغيضة يحكمها شخص يرتدي عباءة الدين زوراً وبهتاناً.
بريطانيا اليوم ملعونة من قبل هؤلاء، مثلما قام بعضهم وهاج غضباً على تصريحات السفير الأمريكي في البحرين حينما أصدرت السفارة بياناً يدين أعمال الإرهاب والتحريض على خلفية عملية بني جمرة الإرهابية.
حتى من يدعمون الانقلابيين ويسهلون لهم كثيراً من الأمور سيتخلون عنهم ويتنصلون من أفعالهم حينما يوضعون في إطار الصورة التي تقول بأن الإرهاب الدائر في البحرين يحصل بسبب وجود ضغوط خارجية ودعم من جهات أجنبية، هذه الجهات هي أول من تعلن الحرب على الإرهاب فكيف تكون داعمة له في البحرين؟!
يقول لي بروفيسور بريطاني متابع للشأن البحريني؛ الحقيقة تتكشف ببساطة من خلال ردة فعل مثيري الفوضى وممارسي الإرهاب، ويتجلى ذلك عندما تصدر أية تصريحات لا تأتي على مزاجهم، فترى خطابهم يتغير من ترحيب وإشادة بالمواقف الغربية إلى لعن وشتم وتهجم على أي نظام أو مسؤول يتحدث بالواقع ويصف أفعالهم بالإرهاب والتخريب والتحريض.
الدولة تمضي للتعامل مع الأمور بذكاء، خاصة فيما يتعلق باستمرارية الحوار وتعرية موقف من يريدون تعطيله والمماطلة فيه، في وقت تتزايد فيه حدة الخطاب التحريضي والممارسات الإرهابية والتخريبية لتدحض الادعاء الكاذب بـ»السلمية».
ليس الانقلابيون من يجدون أنفسهم اليوم في ركن الزاوية وفي حيرة مما يفترض أن يقوموا به كخطوات قادمة، بل من هم في ركن الزاوية هم من دعموهم يوماً بتصريح وموقف وإذا بهم يتفاجؤون بأنفسهم واقفين بل محاصرين في موقع من يدعم الإرهاب ويبرر له.