دائماً عندما تجد الوفاق ومن معها، إضافة إلى الجماعات الانقلابية الأخرى، نفسها تحت الضغط وأنها في مواجهة المساءلة القانونية نظير خطاباتها التحريضية وأفعالها في مناهضة الدولة وتبريرها للإرهاب وحمايتها الإرهابيين، تبدأ باستخدام سلاحها الطائفي لتحشد شيعة البحرين «الذين اختطفت أصواتهم» وراءها.
تستميت الوفاق في بيان أن ما يحصل في البحرين من تطبيق للإجراءات والقانون يستهدف الطائفة الشيعية كلها، وتصور البحرين كدولة طائفية تفرق بين السني وأخيه الشيعي، وكل ذلك كذب واضح تعرفه الوفاق نفسها قبل غيرها.
تدعي الوفاق أنها تنبذ الطائفية لكن لسان حال أعضائها يقطر طائفية، طائفية الوفاقيين أزكمت الأنوف، شرخوا صف المجتمع الواحد، وبعدها يصفون غيرهم بأمراضهم.
نحن من دافعنا عن إخواننا الشيعة الوطنيين المحبين لبلادهم، دافعنا عنهم بسبب سرقة الوفاق لأصواتهم ومحاولتها إيغار صدورهم على إخوانهم السنة تحت ذريعة كاذبة تتمثل باستهداف الشيعة.
لم يستهدف الشيعة إلا الوفاق التي تحاول الزج بهم في كل مواجهة مع الدولة ومن يختلف معها. هي التي استخدمتهم كوقود محرقة، شجعتهم على الموت من أجلها وهي -أي الوفاق- وقادتها يجلسون في أماكنهم وأبناؤهم متفرجون، واليوم تواصل خطابها الطائفي لحماية نفسها وعناصرها عبر إيهام الشيعة بأن تطبيق القانون يعني استهدافاً لكل الشيعة.
الوفاق تقول إنها فصيل سياسي وإنها تعمل بمنأى عن الطائفية، ترى في ممارسة النقد حقاً، لكنها تناقض كل ما تدعيه حينما تعتبر كل من ينتقد موقفها السياسي وحراكها «طائفي» ويستهدف الشيعة.
هذا ادعاء رخيص، فمن ينتقد الوفاق ينتقدها هي وينتقد أفعالها وليس ينتقد المذهب الشيعي أو البحرينيين من الطائفة الكريمة. لكنها لعبة الوفاق البغيضة وفق سياسة «فرق تسد» التي لا يستخدمها إلا من يكره رؤية قلوب المواطنين باختلاف مذاهبهم وأديانهم مجتمعة.
أنتم الطائفيون يا وفاق، مرجعكم من قسم الناس لحسينيين ويزيديين وكأن السنة كفار وظلام وهم من قتلوا سيدنا الحسين، أي طائفية أكبر؟! عناصركم يكتبون في وسائل التواصل الاجتماعي بلغة طائفية واضحة تكشف زيف الوفاق في ادعائها أنها ضد الطائفية.
تحديت شخصياً عناصر معارضة تتهمنا بالطائفية لأننا نختلف معها فكرياً وسياسياً، تحديتها أنت تأتي بجملة طائفية واحدة، بل نحن دافعنا عن الشيعة الوطنيين في وقت خونت فيه الوفاق حتى الشيعة الذين ينتقدون ويرفضون خطاباتها وأفعالها.
للأسف الشرخ الطائفي وجد بسبب الوفاق، ولا ينكر عاقل بأن كثيراً من السنة باتوا يشملون جميع الشيعة، وهذا خطأ فادح يصب في خدمة هدف الوفاق الطائفي، وهو رد فعل سببه تلك الجماعات التي ما فتئت طوال ثلاثة عقود وهي تحاول الانقلاب على البلد باستغلال الشيعة وتغذيتهم بفكرة المظلومية، ونجحت للأسف بتعاقب السنوات أن تجعل كل شيعي في موضع الشك.
من قال بأن الوفاق هي الوصية المطلقة على شيعة البحرين؟! من قال بأن كل الشيعة يتفقون مع ما تفعله الوفاق بالبحرين؟!
كنا ومازلنا وسنظل ندافع عن كل بحريني مخلص سواء أكان سنياً أو شيعياً أو حتى صاحب ديانة غير الإسلام، لسنا من يقحم الدين في المعادلة، بل الوفاق التي تريد تحويل الشيعة إلى درع بشري تحتمي خلفه ولا يضر إن جاءت الضربات فيه.
وهناك للأسف في الجانب الآخر أصوات كانت ضحية لسياسة تفريق المجتمع هذه، فخرج منها ما يسيء للمذهب الشيعي ومتبعيه من جمل وعبارات مرفوضة جملة وتفصيلاً، وهي مواقف لا تعمم على جميع السنة أو بقية المكونات.
مثلما نرفض تعميم فكرة خاطئة بسبب أفعال أشخاص، نرفض تماماً استمرار الوفاق في استغلال الشيعة وشحنهم ضد بلدهم وإجبارهم على دفع فاتورة أطماعها ومكاسبها الفئوية ليجبروا على العيش في عزلة أو يعاملوا بأساليب خاطئة ويؤخذوا بجريرة من لعب بورقة المذهب.
المجرم الحقيقي بحق شيعة البحرين هو من يستغلهم ويزرع بينهم الوهم اليوم بأن بلدهم البحرين تستهدفهم، القانون يجب تطبيقه على المخطئ بغض النظر عن مذهبه واسمه، لكن هذا لا يعجب الوفاق.
قد لا يعجب البعض ممن يمارس التعميم ما نقول، لكننا نؤكد بأننا لم ولن ننجر لمستنقع طائفي صنعته الوفاق ومن يتفقون معها ضد البحرين لنسقط فيه حتى يحلو لهم الرقص حوله بعدها باسم الطائفية الموسومة على جباههم الناطقة بها ألسنتهم.
اللهم احفظ البحرين بسنتها وشيعتها المخلصين وأبعد عنهم شر الطائفيين ودعاة الفتنة.
اتجاه معاكس..
حينما تحدث عضو الوفاق الدكتور جاسم حسين بإيجابية عن سباق الفورمولا واحد، قالت الوفاق بأن رأيه لا يمثلها وتبرأت منه.
لكن حين يتحدث شخص ويورد وصفاً مرفوضاً تركض الوفاق وتسارع لتعميمه على الجميع.
أهذا فعل يريد أصحابه أن نصدق بأنهم دعاة عدالة وإنصاف؟!