عادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» لتمارس هوايتها بـ «التفلسف» في الشأن البحريني، وللمطالبة بحماية الإرهاب والمخربين، وطبعاً لا يهلل ويصفق لهذه المنظمة المشبوهة في تنظيمها وتمويلها إلا من تتوافق أهدافه مع ما تقول، وهؤلاء واضحون للعيان بتصريحاتهم ومواقفهم وما يكتبون.
أدناه بعض المحطات والمواقف بشأن المنظمة، من المهم جداً أن يعرفها الناس ويتذكروها دائماً.
لأن «حزب الله اللبناني» يمثل «المرجعية العسكرية» لانقلابيي البحرين، وهو أحد حاضني تدريبات المخربين، فإن الحزب نفسه هاجم «هيومن رايتس ووتش» في 2007 عندما حاولت إقامة مؤتمر صحافي لإدانة هجمات الحزب الصاروخية على إسرائيل، وبين الحزب كيف أن المنظمة يتغلغل فيها «عناصر صهيونية» هدفها استهداف العرب والمسلمين.
ولأن من لدينا هنا من «انقلابيين» يحاولون اليوم «القفز» على القضية الفلسطينية واستغلالها كما فعلوا مع «ثورات الربيع العربي»، فإنهم «سيمضون لتحرير فلسطين» بحسب شعاراتهم التي يرفعونها في «يوم القدس العالمي»، وهو نفس اليوم الذي رفعوا فيه منذ سنوات صور الخميني والخامنائي وحسن نصر الله ولفوا بها في شوارع البحرين. نقول لأنهم سيحررون فلسطين، فهم بالتأكيد لا يعرفون وهم «يطبلون» لـ «هيومن رايتس ووتش» بأن أكبر متبرع لها هو الصهيوني جورج سوروس الذي تبرع بـ 100 مليون دولار من أصل 180 مليون دولار هي ميزانية المنظمة في 2010!
.. «إن من يعلق أمله على منظمات دولية فهو يجري وراء سراب كبير يحسب الماء أمامه وهو بعيد بعيد عنه تماماً!».
الجملة أعلاه ليست لي، بل هي خاتمة لرأي شخص في الموقع الإلكتروني التحريضي الذي يدار بتمويل من سعيد الشهابي العميل الإيراني في لندن، وكتبت هذه المداخلة بين عدة مداخلات في عام 2006 حينما طالبت «هيومن رايتس ووتش» تقديم قيادات حزب الله للتحقيق الدولي والمحاكمات بتهمة تورطها في قتل مدنيين إسرائيليين. ويقول الشخص فيما كتبه التالي: «أصبحنا ندافع عن منظمات فاسدة تساوي بين الجلاد والضحية من أجل تغليب رأي سياسي على آخر! لم ولن تغير هذه المنظمات واقع دولة في العالم وهي تكتفي ببيانات قيمة حبرها أكبر من تأثيرها! (...) قبل أربع سنوات رفعنا ورقة مكتوبة بالإنجليزي في ندوة بالبلاد القديم قال العريف بأنه سيبعث بها لهذه المنظمة، رفعنا اللافتة و»طخ» فينا تصوير، أين النتيجة؟ لا شيء يذكر»!
أبسط الأمور هنا، لو مارست «هيومن رايتس ووتش» اليوم نفس سيناريو انتقاد حزب الله لأنهم استهدفوا إسرائيل باعتبار أن غالبية تمويل المنظمة وربما كلها إسرائيلي، لو دافعت عن حقوق الناس في البحرين إزاء التعدي على حرياتهم بسبب أعمال التخريب والإرهاب والتحريض الطائفي، هل تظنون أن الإعلام الأصفر سيحلف باسم هذه المنظمة؟!
أسلوبهم بات مكشوفاً وواضحاً، التوسل لدى أي كان، التسول عند أي شخص ليقول كلمة عنهم، حتى الإسرائيليين حاولوا دغدغة مشاعرهم وقالوا «هولوكوست الشيعة» واليوم يقولون في يوم القدس إنهم سيحررون فلسطين و»يا قدس نحن قادمون»! وصل التوسل والتسول لتنصيب شخصيات «كارتونية» تاريخها «يخزي العين» فقط لأنها قالت كلمة أو كلمتين وصرخت صرخة أو اثنتين تأييداً، والله لو «ببغاء» بمقدورها الكلام وتلقنونها الشعارات التي ترفعونها تكلمت، سترفعونها على المنصة وستقولون «سبحان الله» نطقت بالحق والمظلومية!
عودة لهيومن رايتس وتصريحاتها الأخيرة بشأن البحرين، وهنا توجيه الكلام لهذه المنظمة «الصهيونية» وحالياً «الصفيونية» على ما يبدو ليس سوى «كلام ضائع»، إن كنا سنعرفها بما تعرفه عن نفسها من «انحياز» للإرهابيين، أو تذكيرها بأن التعبير عن الرأي لا يكون عبر سد الطرقات وزجاجات المولوتوف أو الإرهاب، وأن ما يحصل في البحرين تفتعله فئة مخربة لها أطماعها الانقلابية وأن ما تفعله هو إضرار لحقوق الآخرين، فأين المنظمة من حقوق الناس الآخرين؟!
كل هذا إضاعة للوقت والجهد مع منظمة كثيراً ما أعطتها الولايات المتحدة «أذن الطين» إن حاولت التدخل في شؤونها، مع منظمة لا يسمح لها بدخول إيران، مع منظمة قال لها ولغيرها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه لا يهمه ما يقوله من يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان أمام مسألة إعادة الأمن القومي والقضاء على الإرهاب.
المهم هنا هو الدولة، التي عليها توجيه رد صريح وواضح لهيومن رايتس وغيرها من دكاكين حقوق الإنسان الكاذبة التي تنظر بعين واحدة وتدعم الإرهاب، عليها رفض أي تطاول على سيادة المجلس الوطني الذي يمثل دستورياً وفعلياً شعب البحرين واعتبار الانتقاص منه تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي البحريني، ومن هي أصلاً «هيومن رايتس» حتى تقرر بأن الإجراءات مناسبة أو غير مناسبة لما يحصل في البحرين؟!
نقول على الدولة أن تكون صاحبة خطاب قوي وصارم مثلما تفعل كثير من الدول حينما تتعلق الأمور بأمنها القومي وتشهد تدخلات سافرة من «دكاكين» حقوق الإنسان، تابعوا ماذا تفعل واشنطن ولندن، بل لماذا تذهبون بعيداً، انظروا لخطابات سعود الفيصل التي تعبر عن الموقف السعودي من أمن المملكة الداخلي والتدخلات الخارجية.
هذه المرحلة لا تحتاج لخطاب «لين»، ولا تحتاج لـ «إلقاء» بال لمثل هذه المنظمات، فالإرهاب استفحل، ولا يمكن القبول بأن نتأثر ببيانات وأحبار على أوراق يكتبها أشخاص في عواصم أوروبية لهم أجندتهم ولهم تمويلهم ممن «يدفع» ليُكتب له ما يريد.
اتجاه معاكس..
نصيحة لوجه الله، خاصة في ظل التسابق «المحموم» لدى بعض الوزراء والمسؤولين في إصدار البيانات الصحفية اليومية بعد جلسة المجلس الوطني وتوجيهات جلالة الملك وإجراءات رئيس الوزراء.
والله تكفينا بيانات إنشائية وتكفينا مواقف «ضعيفة» و»فاشلة» لبعض المسؤولين والتي أضرت البحرين أكثر مما أفادتها.
ولأننا لا نحتاج لتصريحات «استعراضية» و»طلعات» إعلامية لا لزوم لها في هذه المرحلة الحساسة، فإننا نتمنى إما أن يمنح الوزير المعني بحقوق الإنسان (مع احترامنا الشديد لشخصه) إجازة مفتوحة أو يتم وضعه على «السايلنت»!
لا نريد تخبطات وضياعاً مثلما حصل في جنيف حينما «هب» الوزير لتقديم تطمينات وضمانات لمن ذهبوا لتشويه صورة البحرين والإساءة لقيادتها، في حين غضب ممثلو الدول الأوروبية والعربية من رئيسة الجلسة لهذا الخطأ الإجرائي المرفوض، وكأنه يعلمون سعادة الوزير شغله!