لقد أثبتت التجارب الحية والعملية خصوصاً بعد الاهتزازات التي تعرضت لها منطقة الربيع العربي، وما تمخضت عنه أحداثها من فوضى خطيرة ضربتْ النسيج الاجتماعي، تلك التي أضرَّت بجميع وجوهه بصورة كبيرة وفي أحيان كثيرة هزَّت مصداقية الثقة بين طوائفه ومكوناته كلها، أن نقول بكل أمانة إن أقل المجتمعات العربية تضرراً من هذا الانكسار الاجتماعي المريع، هو مجتمعنا في البحرين.
هذا يعطينا مؤشراً واضحاً أن التأسيس البنيوي لمشروع الإنسان البحريني منذ القدم قائم على التنوع والتعايش والتسامح والعيش المشترك، إذ ساهمت هذه الثقافة الكبيرة في ترسيخ مفاهيم متطورة على صعيد هذه البنية المجتمعية، فكانت قاعدة صلبة وقوية للغاية، يستطيع عبرها المجتمع البحريني أن يقف عليها بقوة وثبات، لأنه يملك رصيداً ثقافياً وإرثاً مجتمعياً وتاريخياً يقوم على ثقافة الاختلاف واحترام المختلف.
هذا من جانب، أما من جانب آخر، فلقد أعطى الوعي الكافي والمشبع بالفكر المتحضر للإنسان البحريني، قيمة إضافية لمكتسباته التي تضاف إلى رصيده في تخطي كل العقبات الحديثة في طريق بناء الوعي، وذلك عبر تجاوزه الصريح والواضح لكل مشاريع طائفية وسياسية واستعمارية تم التَّكسب بها والترويج لها في أثناء ما يسمى بالربيع العربي، وهذا مؤشر آخر يبني لنا يقيننا ومراهناتنا حول صلابة القاعدة التي يستند عليها شعب البحرين.
أمر آخر، وهو أن نعومة الإنسانية المتطورة والرَّاقية لدى الإنسان البحريني، والتي تم صياغتها عبر حزمة من التراكمات والتجارب على الصعيد الإنساني في هذه الجزيرة المليئة بالحب، أعطت المجتمع وقاية خاصة من كل أشكال الانزلاقات الخطيرة نحو كل أشكال العنف والاقتتال والتحارب وسفك الدماء، كما يحدث ذلك بطريقة يومية كوجبات سريعة في العراق وسوريا وغيرها من الدول العربية.
بكل تأكيد هنالك جهات سياسية وربما دينية بحرينية كذلك، لكنها بكل يقين ليست اجتماعية، حاولت المساهمـــة فـــي خلـــق مناخات متطرفة بين أفراد هذا المجتمع وجماعاته، في سبيل خلق أجواء من العداء يساهم في النهاية بتنفيذ أجندة سياسية خاصة ومشاريع طائفية رخيصة، لكنهم بطبيعة الحال اصطدموا بالقواعد الثلاثة التي طرحناها في سياق هذا الحديث، مما فوَّت هذا الأمر الفرصة على المهاوشين والطائفيين والفوضويين من كل الاتجاهات السياسية والدينية في النيل من وحدة هذا المجتمع.
من المؤكد أن هنالك أضراراً حدثت جراء هذا السلوك المتعمد والتخريبي لوعي المجتمع البحريني، لكنها ليست بالأضرار التي تؤدي إلى الاقتتال والاحتراب والخراب وسفك الدم وهو الأهم.
ما يحتاجه إنسان هذه الجزيرة هو عدم الانجرار خلف كل صوت متطرف من شأنه هدم كل لُبنة بنيت في جسر الأخوة الإنسانية البحرينية، لأننا بكل تأكيد عائدون في يوم من الأيام، وحينها نحتاج لذلك الجسر الذي لو هدمناه اليوم سنسقط جميعنا غداً في البحر.
{{ article.visit_count }}
هذا يعطينا مؤشراً واضحاً أن التأسيس البنيوي لمشروع الإنسان البحريني منذ القدم قائم على التنوع والتعايش والتسامح والعيش المشترك، إذ ساهمت هذه الثقافة الكبيرة في ترسيخ مفاهيم متطورة على صعيد هذه البنية المجتمعية، فكانت قاعدة صلبة وقوية للغاية، يستطيع عبرها المجتمع البحريني أن يقف عليها بقوة وثبات، لأنه يملك رصيداً ثقافياً وإرثاً مجتمعياً وتاريخياً يقوم على ثقافة الاختلاف واحترام المختلف.
هذا من جانب، أما من جانب آخر، فلقد أعطى الوعي الكافي والمشبع بالفكر المتحضر للإنسان البحريني، قيمة إضافية لمكتسباته التي تضاف إلى رصيده في تخطي كل العقبات الحديثة في طريق بناء الوعي، وذلك عبر تجاوزه الصريح والواضح لكل مشاريع طائفية وسياسية واستعمارية تم التَّكسب بها والترويج لها في أثناء ما يسمى بالربيع العربي، وهذا مؤشر آخر يبني لنا يقيننا ومراهناتنا حول صلابة القاعدة التي يستند عليها شعب البحرين.
أمر آخر، وهو أن نعومة الإنسانية المتطورة والرَّاقية لدى الإنسان البحريني، والتي تم صياغتها عبر حزمة من التراكمات والتجارب على الصعيد الإنساني في هذه الجزيرة المليئة بالحب، أعطت المجتمع وقاية خاصة من كل أشكال الانزلاقات الخطيرة نحو كل أشكال العنف والاقتتال والتحارب وسفك الدماء، كما يحدث ذلك بطريقة يومية كوجبات سريعة في العراق وسوريا وغيرها من الدول العربية.
بكل تأكيد هنالك جهات سياسية وربما دينية بحرينية كذلك، لكنها بكل يقين ليست اجتماعية، حاولت المساهمـــة فـــي خلـــق مناخات متطرفة بين أفراد هذا المجتمع وجماعاته، في سبيل خلق أجواء من العداء يساهم في النهاية بتنفيذ أجندة سياسية خاصة ومشاريع طائفية رخيصة، لكنهم بطبيعة الحال اصطدموا بالقواعد الثلاثة التي طرحناها في سياق هذا الحديث، مما فوَّت هذا الأمر الفرصة على المهاوشين والطائفيين والفوضويين من كل الاتجاهات السياسية والدينية في النيل من وحدة هذا المجتمع.
من المؤكد أن هنالك أضراراً حدثت جراء هذا السلوك المتعمد والتخريبي لوعي المجتمع البحريني، لكنها ليست بالأضرار التي تؤدي إلى الاقتتال والاحتراب والخراب وسفك الدم وهو الأهم.
ما يحتاجه إنسان هذه الجزيرة هو عدم الانجرار خلف كل صوت متطرف من شأنه هدم كل لُبنة بنيت في جسر الأخوة الإنسانية البحرينية، لأننا بكل تأكيد عائدون في يوم من الأيام، وحينها نحتاج لذلك الجسر الذي لو هدمناه اليوم سنسقط جميعنا غداً في البحر.