فجأة امتلأت البلاد بالحديث عما سمي بـ«تمرد البحرين» ولم تبق وسيلة إعلام تقليدية أو حديثة إلا وتم توظيفها لخدمة هذا «المشروع»، ثم فجأة توقف الحديث عن التمرد وكأن شيئاً لم يكن. هل فشل التمرد؟ الجواب الأكيد هو نعم، ولكن مع هذا لم يعترف من كان وراءه بالفشل والهزيمة وسعى إلى فلسفة الأمر واللعب بالمفردات.. وعليها.
ثم فجأة امتلأت البلاد بالحديث عن مشروع آخر اتخذوا له عنوان «نازلين المنامة» في تحدٍّ واضح للسلطة التي كانت قد اتخذت قراراً صارماً بمنع التظاهرات في العاصمة. فعلى مدى أسبوع كامل تم «التسخين» لهذه الفعالية حيث خرجت مسيرات «بو نفرين» في العديد من القرى وتم تنفيذ العديد من عمليات قطع الشوارع وإشعال النيران فيها، لكن عندما حانت اللحظة الحاسمة ووجدوا أن السلطة جادة في منع التظاهرات في العاصمة لم يتمكن البعض الذي «نزل» من الخروج في مظاهرة ضخمة كما تنادوا من قبل.
مشروع «نازلين المنامة» فشل كما فشل التمرد، لكن من يقف وراء هذا المشروع لن يعترف أيضاً بالفشل وسيوفر لنفسه ولأنصاره الكثير من المبررات وسيفلسف الأمر، ولعله يقول إنه يكفيه أنه تمكن من جمع بعض الرجال والنساء ليملؤوا بعض الصور التي يمكن تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إنها مظاهرة «عن العين والنفس» كي لا يقال إنهم فشلوا من جديد.
مصير المشاريع المقبلة أيضاً سيكون الفشل، فهذه المرة السلطة جادة ومصممة على وضع حد لهذا الاستهتار بحياة الناس وبالأنظمة والقوانين، وليس من سبيل سوى الاستجابة لها، فالقرار قرار دولة وليس قراراً انفعالياً.
مناطحة السلطة لن توصل إلى حل، ولأن الحكومة هذه المرة تنفذ توصيات المجلس الوطني ويتوفر لديها كل الأغطية الشرعية والقانونية لذا فإنها لن تقبل بالتجاوز ومخالفة الأوامر والقرارات، لذا فإن مناطحتها لن تجدي خصوصاً وأن «رأس المعارضة» طرية ودون القدرة على المناطحة.
القرار العاقل في مثل هذه الأحوال هو الاستجابة والتوقف عن العناد والابتعاد عن العاصمة التي أساساً لا تستطيع استيعاب مثل هذه الفعاليات خصوصاً وأنها لن تضيف إلى «المعارضة» شيئاً بل على العكس عدم التمكن من تنفيذ الفعالية بعد التمهيد لها وشحن العامة من الناس على مدى أسبوع يقلل من شأن الداعين إليها ويظهرهم في مظهر مهلهل لا يمكن أن ينالوا به الثقة، فمثل هذه الأفعال إن لم تكن «قول وفعل» تقلل قيمة من يدعو إليها، وتكرار الفشل يبعد «الجماهير» عنه.
ما يقوم به هذا البعض القليل من المواطنين بتحديهم لقرارات السلطة وإصرارهم على الخروج في مظاهرات في العاصمة تأكيد على أن «قيادييهم» قليلو الخبرة والتجربة وأنهم لا يمتلكون القدرات التي تعينهم على التعاطي مع المتغيرات، أي أنهم لا يعرفون كيف يشتغلون سياسة ولا ينظرون إلى أبعد من حيث هي أقدامهم. لو كانوا عكس ما هم فيه الآن لما استرخصوا أرواح البسطاء واستهانوا بحياتهم وبمستقبلهم وشحنوهم ليخرجوا في مظاهرة لا يحققون من ورائها أي فائدة ولا يستطيعون القول من خلالها إلا أنهم فوضويون ويبحثون عن المشكلات وهدفهم حرمان البلاد من الاستقرار.
الإصرار على الخروج في مظاهرات في العاصمة تعبير عن ضعف وقلة عقل وقلة حيلة وليس تعبيراً عن خبرة وقوة شكيمة، فأي فائدة يمكن أن يجنيها هؤلاء من فعالية تبدأ لتنتهي في لحظتها وتفشل؟ إلا إن كان إزعاج السلطة والتقاط بعض الصور لتوزيعها على الفضائيات «السوسة» هما الهدف.
مؤلم أن يستمر هذا المسلسل، ومؤلم أكثر وقوف الجمعيات السياسية موقف المتفرج من كل هذا الذي يحدث وكأن الأمر لا يعنيها.
{{ article.visit_count }}
ثم فجأة امتلأت البلاد بالحديث عن مشروع آخر اتخذوا له عنوان «نازلين المنامة» في تحدٍّ واضح للسلطة التي كانت قد اتخذت قراراً صارماً بمنع التظاهرات في العاصمة. فعلى مدى أسبوع كامل تم «التسخين» لهذه الفعالية حيث خرجت مسيرات «بو نفرين» في العديد من القرى وتم تنفيذ العديد من عمليات قطع الشوارع وإشعال النيران فيها، لكن عندما حانت اللحظة الحاسمة ووجدوا أن السلطة جادة في منع التظاهرات في العاصمة لم يتمكن البعض الذي «نزل» من الخروج في مظاهرة ضخمة كما تنادوا من قبل.
مشروع «نازلين المنامة» فشل كما فشل التمرد، لكن من يقف وراء هذا المشروع لن يعترف أيضاً بالفشل وسيوفر لنفسه ولأنصاره الكثير من المبررات وسيفلسف الأمر، ولعله يقول إنه يكفيه أنه تمكن من جمع بعض الرجال والنساء ليملؤوا بعض الصور التي يمكن تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إنها مظاهرة «عن العين والنفس» كي لا يقال إنهم فشلوا من جديد.
مصير المشاريع المقبلة أيضاً سيكون الفشل، فهذه المرة السلطة جادة ومصممة على وضع حد لهذا الاستهتار بحياة الناس وبالأنظمة والقوانين، وليس من سبيل سوى الاستجابة لها، فالقرار قرار دولة وليس قراراً انفعالياً.
مناطحة السلطة لن توصل إلى حل، ولأن الحكومة هذه المرة تنفذ توصيات المجلس الوطني ويتوفر لديها كل الأغطية الشرعية والقانونية لذا فإنها لن تقبل بالتجاوز ومخالفة الأوامر والقرارات، لذا فإن مناطحتها لن تجدي خصوصاً وأن «رأس المعارضة» طرية ودون القدرة على المناطحة.
القرار العاقل في مثل هذه الأحوال هو الاستجابة والتوقف عن العناد والابتعاد عن العاصمة التي أساساً لا تستطيع استيعاب مثل هذه الفعاليات خصوصاً وأنها لن تضيف إلى «المعارضة» شيئاً بل على العكس عدم التمكن من تنفيذ الفعالية بعد التمهيد لها وشحن العامة من الناس على مدى أسبوع يقلل من شأن الداعين إليها ويظهرهم في مظهر مهلهل لا يمكن أن ينالوا به الثقة، فمثل هذه الأفعال إن لم تكن «قول وفعل» تقلل قيمة من يدعو إليها، وتكرار الفشل يبعد «الجماهير» عنه.
ما يقوم به هذا البعض القليل من المواطنين بتحديهم لقرارات السلطة وإصرارهم على الخروج في مظاهرات في العاصمة تأكيد على أن «قيادييهم» قليلو الخبرة والتجربة وأنهم لا يمتلكون القدرات التي تعينهم على التعاطي مع المتغيرات، أي أنهم لا يعرفون كيف يشتغلون سياسة ولا ينظرون إلى أبعد من حيث هي أقدامهم. لو كانوا عكس ما هم فيه الآن لما استرخصوا أرواح البسطاء واستهانوا بحياتهم وبمستقبلهم وشحنوهم ليخرجوا في مظاهرة لا يحققون من ورائها أي فائدة ولا يستطيعون القول من خلالها إلا أنهم فوضويون ويبحثون عن المشكلات وهدفهم حرمان البلاد من الاستقرار.
الإصرار على الخروج في مظاهرات في العاصمة تعبير عن ضعف وقلة عقل وقلة حيلة وليس تعبيراً عن خبرة وقوة شكيمة، فأي فائدة يمكن أن يجنيها هؤلاء من فعالية تبدأ لتنتهي في لحظتها وتفشل؟ إلا إن كان إزعاج السلطة والتقاط بعض الصور لتوزيعها على الفضائيات «السوسة» هما الهدف.
مؤلم أن يستمر هذا المسلسل، ومؤلم أكثر وقوف الجمعيات السياسية موقف المتفرج من كل هذا الذي يحدث وكأن الأمر لا يعنيها.