يقول المنطق، أن كافة المنظومات في العالم، تكون قد بنيت على نحو متماسك، فأي خيط ينفض منها فإنها تنهار على الفور.
أهم خصال هذه المنظومات المميزة المتماسة هي الخطة والتطبيق، أو كما نقول بالخطة السليمة والتطبيق السليم، بحيث تكون الخطة قد بنيت اقتباساً من طاقة الموارد البشرية، أي لا خطة تبنى من دون النظر لمواردها البشرية وبمختلف أجناس عملهم الرياضي في أي من المؤسسات أيضاً، فلا يمكننا أن نطبق خطة اليابان في مجال كرة القدم لأن تراكماتنا من الطاقة والثقافة العلمية والعملية ليست متطابقة من مواردنا كما هي متطابقة معهم، كما إن اليابان لا تستطيع تتبع خطة الألمان في مشروعهم الكروي، لأن كما ذكرنا بأن الموارد والطاقات الألمانية غير متناسبة تماماً مع اليابانيين، وهذا ما نجحت به الإمارات عندما صنعت منظومة متكاملة المعالم في منتخبها الأولمبي طبقاً لما تملكه من طاقات بشرية وخبرات وثقافة إماراتية عربية، وتمكنت من خلق قاعدة مميزة أولاً لهؤلاء العناصر المستهدفين وهم لاعبو المنتخب الأولمبي لتنقلهم بعدما أصبحوا مؤهلين للمنتخب الأول برفقة المدرب الوطني الرائع السيد مهدي علي، وهذا ما أتكلم عنه بالمرحلة الأولى من صنع تلك المنظومة، بوجود تخطيط ينظر إلى كل زوايا الوسط الرياضي، ويقام على حسب تلك التراكمات والعناصر الموجودة، من ثقافة رياضية، من كفاءات، جهود، خبرات علمية وعملية.
بينما المرحلة الثانية هي التي لا تقل أهمية عن الأولى، فتطبيق التخطيط قد يكون العملية الأصعب، لأن الأفكار تنهمر على الإنسان بكل أريحية وسهولة من دون وجود ما يعيق قدومها من قيود وحواجز، ولكن في حال التنفيذ فإن هناك ما يوجد من معوقات، فوجود الميزانية العادلة أولاً، المصداقية والمهنية في تنفيذ كل ما هو موجود في ذلك المخطط، والأهم هو إكمال نصاب ذلك المشروع بالكامل، بحيث حتى لو بدأ الوقت، نكون قد ملكنا كل مفاصل تلك العملية الإنتاجية.
لم تتكون أي من المنظومات العالمية يوماً على أخطاء، ولم تتكون النجاحات بأي من الأزمنة على العبث في الطرح والعشوائية العملية، بل كما ذكرت يجب على كل من أراد أن يثبت صحة تلك المنظومة وأحقيتها بالطرح، فعليه أن يستجيب ويخدم كل ما تزوده أفكاره من اقتراحات وخطط، وهكذا هي العملية تزويدية من طرف لآخر.
والإمارات حديثاً جداً كمثال!
همسة
ليس الملاك ملاكاً بإرادته، وليس الشيطان شيطاناً بإرادته، ولكن الإنسان أحدهما بإرادته - من “الكراديب” للدكتور القدير تركي الحمد.