أكثر ما يزعجني في موضوع علاقة منتخب البحرين بكأس الخليج هي كلمة الحظ، قد يكون الحظ عاندنا في عشر دورات (افتراضاً) لكن ليس لفشلنا علاقة مع الحظ في الباقي من الدورات.
كل شيء اليوم يعد علمياً، وتراكمياً، ازرع اليوم، تحصد بعد 7 أو 8 سنوات، ونحن نريد حصاد من غير حرث، وهذا هو النصف الآخر من الفشل الذي ليس له علاقة بالحظ.
المشكلة البحرينية في إعداد أجيال، وفي دوري كلمة ضعيف تعد مدحاً فيه، وملاعب تتجدد حين تزورنا كأس الخليج، ويحل عليها الخراب ما أن تنتهي الدورة.
العملية تكاملية، العملية تحتاج إلى أساسيات، وعلى لبنات وإلى قواعد، من بعدها نفكر في كأس الخليج أو الوصول لكأس العالم.
لا أريد الأسترسال في الجروح، أذهب إلى مباراتنا مع المنتخب الإماراتي الشقيق، فقد ظهر اللاعبون بشكل جيد، وعادت الروح حتى وإن كنا نريد أكثر، وعادت الغيرة على البلد، لكننا أيضاً نريد أكثر.
كانت مباراة طيبة ولو سجل عايش، أو إسماعيل، أو جسي، أو الحسيني، لكان منتخبنا اليوم حديث البطولة، لكن هذا الذي حصل.
أحسب أن محمد سالمين انتفض في مباراة الإمارات، وذكرنا بتمريراته الحاسمة، وكانت تمريرة عايش من أجمل التمريرات، وهذا ما ينقص خط الوسط، الذكاء في التمرير، وأن يتحرك المهاجمون بشكل جيد حتى يتمكن لاعب خط الوسط من التمرير.
نقول لكالديرون والأخ المحترم الكابتن محمد الشملان، إن أغلب الأهداف التي تلج مرمانا تأتي من الأجناب، أو العكسيات، أو الكرات الثابتة، ولا نجد حلاً لذلك.
لا أحب تحميل لاعب المسؤولية، لكن لاعبي الوسط والظهيرين لم يستطيعوا منع الكرات العكسية على مرمانا، وهذه أيضاً من أسباب الخسارة أمام الإمارات.
اللاعب عبد الله عمر لاعب جيد، لكن في مباراة الإمارات لم يقم بدوره الهجومي، ولم يغطِ اللاعبين الذين يتسللون خلفه، فجاء هدفان ربما بنفس الطريقة، كرات تسقط خلف المدافعين، وبسبب تأخر دفاعنا في التغطية، تأتي الأهداف.
في مباراة الامارات ايضا حدث امر كنا نطالب به منذ فترة وهو أن يجيد للاعب البحريني التحرك من غير كره، وأن يخلق المساحات، ويخلخل الدفاع ويعطي لاعبي الوسط خيارات في التمرير، ونتمنى أن يحدث ذلك في مباراة اليوم أمام الشقيقة قطر.
في بعض الأحيان يفقد لاعبو منتخبنا التركيز ولا يمارسون الضغط على حامل الكرة، وهذا يجعل لاعبي الخصم يمررون بأريحية للمهاجمين، وعلينا تدارك ذلك، وخاصة أمام قطر، فالمنتخب القطري يملك مهاجمين بإمكانهم يخلصون المباراة، ويجب على لاعبي وسط منتخبنا فرض رقابة على خلفان إبراهيم خلفان، فهذا اللاعب ينطلق بسرعة ولديه المهارة وبعض لاعبي دفاع منتخبنا لا يملكون السرعة.
دائماً ما يشكل الآتي من الخلف الخطورة، وهذا حدث أكثر من مرة حين تحرر الظهير الحوطي وانطلق، أوعايش، او حتى محمد حسين الذي يدخل وينطلق ويشكل خطورة ويربك دفاع الخصم، نتمنى أن نهاجم بعدد كبير داخل الصندوق، هناك شبه الفجوة بين الوسط والمهاجمين.
إسماعيل عبد اللطيف لاعب ممتاز ونأمل أن يعود للظهور بمستواه الحقيقي أمام قطر، فهو يمتلك الإمكانات، ونتمنى من المهاجمين التمرير لبعضهم دون أنانية، فالذي يقف في موقف أفضل نمرر له.
مسألة الهجوم بعدد أكبر من اللاعبين هي مسألة هامة، أفتقدناها في بطولة شرق آسيا، ونتمنى تداركها أمام قطر، ونتمنى أن يتم استغلال الأطراف والعكسيات فهي تربك الخصم.
الروح التي ظهرت في مباراة الإمارات، نريد أن نراها في مباراة قطر، ونتمنى أن نستغل الكرات الثابتة ونحن نملك لاعبين طوالاً، لكن يبدو أنه لا يوجد تفاهم في طريقة رفع الكرات التي تذهب غالباً للحارس.
اللعب بفرصة واحدة قد يكون أفضل، وإذا حضرت الروح والحماس وقام خط الوسط بدوره الدفاعي والهجومي، سوف نحقق نتيجة جيدة بإذن الله.
موقف تسلل
لدي سيناريو في ذهني يقول، بإذن الله سنفوز على قطر، ونتخطى النصف نهائي، وسنهزم الإمارات في النهائي، مجرد سيناريو افتراضي.
** هتافات الجمهور البحريني وشيلاته مالها حل، استمروا على ذلك وحدوا الصوت واهتفوا كما فعلتم أمام الإمارات.