الحديث هنا ليس عن عبدة النار من المجوس أو الهنود أو غيرهم، وليس عن تاريخ هؤلاء أو أولئك ممن عبدوا النار أو كانوا أو لايزالون يتقربون بها إلى الله جل شأنه، وليس عن غيرهم ممن استهوته الفكرة ودفعهم الفضول ليجربوها كما صار البعض يجرب طقوس عبدة الشيطان في العديد من البلاد العربية والإسلامية. الحديث هنا عن النار التي صارت تستهوي البعض في البحرين حتى صار المرء يجدها ويجد آثارها أينما اتجه، وصار يسمع من أخبارها كل يوم الكثير إلى الدرجة التي يبدو فيها اختفاء الدخان الأسود في يوم من أيام البحرين أمراً لافتاً وغريباً.
الأسبوع الماضي احتفل البعض بحرق أربع سيارات ودراجتين ناريتين فجراً في شارع الخدمات بتوبلي، وفيه أيضاً أعلن أحد المواطنين عن حرق سيارته في الساعة التي كان يتم فيها تكريم ابنه من قبل وزير الداخلية، وفيه أيضاً احتراق سيارة في بوري وتضرر أخرى.. وفيه أيضاً احتراق جرافة تابعة لشركة أحد المواطنين بعدما اتهم بأن جرافته استعملت لإزالة الحواجز التي تم وضعها في إحدى القرى وأنه بذلك صار شريكاً مع الداخلية ضدهم وصار يستحق الأذى.. والنار!
وقبل الأسبوع الماضي وبعده تم إشعال النار في العديد من السيارات ومحطات الكهرباء والهاتف وغيرها من الممتلكات العامة والخاصة وتم استهلاك الكثير من إطارات السيارات التي يتم إشعال النار فيها قبل أن يصطف الفاعلون أمامها رافعين أيديهم إلى الأعلى في حركة لا أفهمها، لكنها توحي لمن ليس على علم بما يحدث في البحرين أو بدين الفاعلين الذي هو الإسلام وكأنهم يعبدون النار! (طالع الأفلام التي يهتمون بتصويرها لتلك العمليات ولاحظ اهتمامهم بالوقوف صفاً واحداً أمام النار وهم رافعون أيديهم إلى أعلى).
في العديد من دول العالم تحدث احتجاجات ويحدث أن يلجأ البعض أحياناً إلى حجز طرقات وإشعال النار في إطارات السيارات، لكن في أي دولة من تلك الدول لم يستمر ممارسة هذا السلوك كما استمر هنا، ما يدفع المرء إلى التساؤل عن سر هذا الفعل الذي لا يتوقف والأسباب التي تدعو الفاعلين إلى التوقف أمام النار بعد إشعالها وهم رافعون أيديهم، ويدفعه ليدعو ألا يتحول الأمر إلى هواية أو عادة صعب الإقلاع عنها، وألا تتحول الهواية إلى عادة تفضي إلى علاقة خاصة بينهم وبين النار التي وقودها إطارات السيارات.. والبنزين.
لست أقول إن من يقوموا بذاك العمل هم من عبدة النار؛ فأهل البحرين جميعاً وبمختلف مذاهبهم وأديانهم يعبدون الله سبحانه وتعالى، لكني فقط أتساءل عن سر العلاقة بينهم وبين النار، سواءً بالوقوف أمامها بالشكل الذي تم وصفه أو باستخدامها على شكل مولوتوف والذي صار يستخدم بكثرة دون أي اعتبار للمتواجدين في المكان من المواطنين والمقيمين أو غير ذلك.. النار يستخدمونها صباحاً وعشاءً ولن يستغرب المرء بعد قليل لو أوجدوا لها طقوساً خاصة.
لم يعد جديداً القول إن هناك تناقضاً كبيراً بين الشعار المرفوع والنار «المحمول»، فالأول شعار جميل يشتق اسمه من السلام، والثاني فعل قبيح لا علاقة له بالسلمية ولا يمكن تصنيفه إلا في باب العنف، ذلك أن النار تحرق وتقتل وهي سلاح خطير ولا يمكن القبول بأداة ينتج عنها كل هذا وتصنيفها في باب السلمية.
النار «لعبة» خطرة ينبغي الابتعاد عنها، فهي لا تؤذي الطرف المستهدف فقط ولكنها تؤذي الفاعلين أنفسهم (سبق أن التهمت أجساداً منهم) وتؤذي المواطنين والمقيمين الأبرياء الذي يجدون أنفسهم في غفلة في مرماها.. عدا أنها تتيح الفرصة لمن لا يعرف دين الفاعلين ليصمهم بما ليس فيهم!
الأسبوع الماضي احتفل البعض بحرق أربع سيارات ودراجتين ناريتين فجراً في شارع الخدمات بتوبلي، وفيه أيضاً أعلن أحد المواطنين عن حرق سيارته في الساعة التي كان يتم فيها تكريم ابنه من قبل وزير الداخلية، وفيه أيضاً احتراق سيارة في بوري وتضرر أخرى.. وفيه أيضاً احتراق جرافة تابعة لشركة أحد المواطنين بعدما اتهم بأن جرافته استعملت لإزالة الحواجز التي تم وضعها في إحدى القرى وأنه بذلك صار شريكاً مع الداخلية ضدهم وصار يستحق الأذى.. والنار!
وقبل الأسبوع الماضي وبعده تم إشعال النار في العديد من السيارات ومحطات الكهرباء والهاتف وغيرها من الممتلكات العامة والخاصة وتم استهلاك الكثير من إطارات السيارات التي يتم إشعال النار فيها قبل أن يصطف الفاعلون أمامها رافعين أيديهم إلى الأعلى في حركة لا أفهمها، لكنها توحي لمن ليس على علم بما يحدث في البحرين أو بدين الفاعلين الذي هو الإسلام وكأنهم يعبدون النار! (طالع الأفلام التي يهتمون بتصويرها لتلك العمليات ولاحظ اهتمامهم بالوقوف صفاً واحداً أمام النار وهم رافعون أيديهم إلى أعلى).
في العديد من دول العالم تحدث احتجاجات ويحدث أن يلجأ البعض أحياناً إلى حجز طرقات وإشعال النار في إطارات السيارات، لكن في أي دولة من تلك الدول لم يستمر ممارسة هذا السلوك كما استمر هنا، ما يدفع المرء إلى التساؤل عن سر هذا الفعل الذي لا يتوقف والأسباب التي تدعو الفاعلين إلى التوقف أمام النار بعد إشعالها وهم رافعون أيديهم، ويدفعه ليدعو ألا يتحول الأمر إلى هواية أو عادة صعب الإقلاع عنها، وألا تتحول الهواية إلى عادة تفضي إلى علاقة خاصة بينهم وبين النار التي وقودها إطارات السيارات.. والبنزين.
لست أقول إن من يقوموا بذاك العمل هم من عبدة النار؛ فأهل البحرين جميعاً وبمختلف مذاهبهم وأديانهم يعبدون الله سبحانه وتعالى، لكني فقط أتساءل عن سر العلاقة بينهم وبين النار، سواءً بالوقوف أمامها بالشكل الذي تم وصفه أو باستخدامها على شكل مولوتوف والذي صار يستخدم بكثرة دون أي اعتبار للمتواجدين في المكان من المواطنين والمقيمين أو غير ذلك.. النار يستخدمونها صباحاً وعشاءً ولن يستغرب المرء بعد قليل لو أوجدوا لها طقوساً خاصة.
لم يعد جديداً القول إن هناك تناقضاً كبيراً بين الشعار المرفوع والنار «المحمول»، فالأول شعار جميل يشتق اسمه من السلام، والثاني فعل قبيح لا علاقة له بالسلمية ولا يمكن تصنيفه إلا في باب العنف، ذلك أن النار تحرق وتقتل وهي سلاح خطير ولا يمكن القبول بأداة ينتج عنها كل هذا وتصنيفها في باب السلمية.
النار «لعبة» خطرة ينبغي الابتعاد عنها، فهي لا تؤذي الطرف المستهدف فقط ولكنها تؤذي الفاعلين أنفسهم (سبق أن التهمت أجساداً منهم) وتؤذي المواطنين والمقيمين الأبرياء الذي يجدون أنفسهم في غفلة في مرماها.. عدا أنها تتيح الفرصة لمن لا يعرف دين الفاعلين ليصمهم بما ليس فيهم!