قال ناقد السياسة الأمريكية الخارجية نعوم نشومسكي في كتابه «الدول الفاشلة» «في عام 2005 أفادت الصحف أن إدارة بوش تواجه معضلة خطيرة، وأن فنزويلا تسعى إلى استرداد واحدٍ من أسوأ إرهابيي أمريكا اللاتينية، ألا وهو لويس بوسادا كاريلس لمواجهته بتهم تفجير طائرة ركاب تابعة لشركة «كوبانا»، وقتل سبعة وثلاثين شخصاً كانوا على متنها، وكانت التهم موثوقة، لكن كان ثمة صعوبة حقيقية، إذ بعد فرار بوسادا من سجنه في فنزويلا استأجره عملاء سريون أمريكيون لإدارة عمليات إمداد (منظمة) الكونترا النيكاراغورية (بالسلاح والذخيرة من السلفادو)، أي ليلعب دوراً بارزاً في حرب واشنطن الإرهابية على نيكاراغوا».
هذا الكلام قد يقودنا إلى الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية في محاولتها التستر على مجموعة من الإرهابيين المطلوبين لدى بعض الدول، وبالتالي فإن هذه العملية تعتبر من الجرائم الكبرى التي تقوم بها أمريكا، خصوصاً أنها تدعي محاولة القضاء على الإرهاب فيما تقوم هي بنفسها بدعم الإرهاب على بعض الدول التي لها مصالح مشتركة.
في واقع الأمر، إن مثل هذه الأمور تقلقنا في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث إن لدينا العديد من الإرهابيين الفارين من العدالة، ولا سيما من لهم ارتباطات خارجية، خصوصاً على مستوى الشرق الأوسط، والذي يحملون ضمن أجندتهم تصدير الثورات الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري.
ويرجع ذلك إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث في الفترة الحالية عن مجموعة من الخطوات لزعزعة أمن واستقرار المنطقة عبر إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي بأنها تمثل المساواة والحرية، في المقابل تقوم بتحريك الشعوب في للإطاحة بالحكومات، بل تقوم بعمليات إرهابية تحت مسميات مختلفة دون أن يظهر وجودها على الساحة، وتدعي بأنها ضد العمليات الإرهابية بينما الواقع يشير إلى أنها تدعم هذه الحركات.
لا أريد أن أتهم الولايات المتحدة الأمريكية هذا الاتهام، ولكن نقاد السياسة الأمريكية في أكثر من موضع وأكثر من مناسبة، يؤكدون أن السياسة الأمريكية الخارجية من أسوأ الإدارات على الإطلاق في مجال الفساد، بل إنهم يدعمون ذلك بمستندات ووثائق ومنهم إدوارد هيرمان ونعوم نشومسكي وغيرهم.
في الوقت نفسه، نحن كدول مجلس تعاون خليجي نجد أنفسنا وسط هذا الزحام من التدخلات الأمريكية في شؤوننا الداخلية، خصوصاً على مستوى الغزو الثقافي الذي تلعبه أمريكا في بث برامجها ومسلسلاتها لتكون في عنوانها الأساسي أن أمريكا تعني الحرية والعدالة والشمولية، مما يوقع الجمهور أمام تصديق هذه السلع الإعلامية دون أي نفي أو توعية للمجتمع بأن هذه السلع مجرد جرعات دعائية لتأييد السياسات الأمريكية للتدخل بشؤون دولنا.
في نهاية المطاف؛ التعامل مع أمريكا خلال السنوات المقبلة يحتاج من دولنا كثيراً من الدقة والحزم في جميع الإجراءات، خصوصاً على مستوى توقيع الاتفاقيات وعقد الصفقات، ولا يمكن التصدي لهذه السياسات ما لم تكن هناك برامج توضح للجمهور العربي حقيقة السياسة الأمريكية التي بدأت تغزو كل قطرٍ، وعليه لا بد من السعي الدؤوب من قبل المبعوثين الدبلوماسيين بأن من يتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية فهو يتعامل مع مادة كيميائية اسمها «الزئبق».
{{ article.visit_count }}
هذا الكلام قد يقودنا إلى الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية في محاولتها التستر على مجموعة من الإرهابيين المطلوبين لدى بعض الدول، وبالتالي فإن هذه العملية تعتبر من الجرائم الكبرى التي تقوم بها أمريكا، خصوصاً أنها تدعي محاولة القضاء على الإرهاب فيما تقوم هي بنفسها بدعم الإرهاب على بعض الدول التي لها مصالح مشتركة.
في واقع الأمر، إن مثل هذه الأمور تقلقنا في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث إن لدينا العديد من الإرهابيين الفارين من العدالة، ولا سيما من لهم ارتباطات خارجية، خصوصاً على مستوى الشرق الأوسط، والذي يحملون ضمن أجندتهم تصدير الثورات الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري.
ويرجع ذلك إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تبحث في الفترة الحالية عن مجموعة من الخطوات لزعزعة أمن واستقرار المنطقة عبر إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي بأنها تمثل المساواة والحرية، في المقابل تقوم بتحريك الشعوب في للإطاحة بالحكومات، بل تقوم بعمليات إرهابية تحت مسميات مختلفة دون أن يظهر وجودها على الساحة، وتدعي بأنها ضد العمليات الإرهابية بينما الواقع يشير إلى أنها تدعم هذه الحركات.
لا أريد أن أتهم الولايات المتحدة الأمريكية هذا الاتهام، ولكن نقاد السياسة الأمريكية في أكثر من موضع وأكثر من مناسبة، يؤكدون أن السياسة الأمريكية الخارجية من أسوأ الإدارات على الإطلاق في مجال الفساد، بل إنهم يدعمون ذلك بمستندات ووثائق ومنهم إدوارد هيرمان ونعوم نشومسكي وغيرهم.
في الوقت نفسه، نحن كدول مجلس تعاون خليجي نجد أنفسنا وسط هذا الزحام من التدخلات الأمريكية في شؤوننا الداخلية، خصوصاً على مستوى الغزو الثقافي الذي تلعبه أمريكا في بث برامجها ومسلسلاتها لتكون في عنوانها الأساسي أن أمريكا تعني الحرية والعدالة والشمولية، مما يوقع الجمهور أمام تصديق هذه السلع الإعلامية دون أي نفي أو توعية للمجتمع بأن هذه السلع مجرد جرعات دعائية لتأييد السياسات الأمريكية للتدخل بشؤون دولنا.
في نهاية المطاف؛ التعامل مع أمريكا خلال السنوات المقبلة يحتاج من دولنا كثيراً من الدقة والحزم في جميع الإجراءات، خصوصاً على مستوى توقيع الاتفاقيات وعقد الصفقات، ولا يمكن التصدي لهذه السياسات ما لم تكن هناك برامج توضح للجمهور العربي حقيقة السياسة الأمريكية التي بدأت تغزو كل قطرٍ، وعليه لا بد من السعي الدؤوب من قبل المبعوثين الدبلوماسيين بأن من يتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية فهو يتعامل مع مادة كيميائية اسمها «الزئبق».