بعض التعليقات من الناشطين على ما يدور في الحوار ينطلقون من قاعدة (ما يخصنا) تتوفر الشروط التي نريدها أولاً ومن ثم نفكر بالمشاركة في رأينا.
وبعض المعلقين على ما يدور في الحوار هم من الذين يعيشون على رأي إخواننا المصريين (في الطراوه).
بعضهم يعتقد أن الدفاع عن من تعرض للإهانة في الحوار هو دفاع شخصي، وهنا ألفت انتباهه أننا لا نحاور بحرينيين في الحوار فنحن نحاور الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وفريقهما المشارك في مواجهة الائتلاف ومواجهة أعضاء السلطة التشريعية والتنفيذية، ومن يواجههم في الحوار يواجههم نيابة عنا ونحن نلتزم الصمت لأن بعضنا له أسبابه الخاصة وربما غير راض عن ممثليه في الائتلاف فيرد دعهم يتعرضون للشتم (فخار يكسر بعضه)!!
وأعذار وأعذار .. نحن أمام مفترق طرق اليوم، وسواء رغبنا في الحوار أم لم نرغب به، أعجبنا الائتلاف أم لم يعجبنا صوتنا لا بد أن يرتفع ويصل.
مسار وسيناريو العراق ولبنان هو ما يرسم لنا ويراد لنا أن نتجه له في حال فتحنا سبيل المحاصصة وتقاسم الدولة عبر تقاسم مؤسساتها، وسنبدأ رحلة التقاتل والاحتراب التي أدت إلى حرب أهلية لبنانية لم تنته إلى الآن وأدت إلى احتراب عراقي طائفي لم ينته إلى الآن.
سنرى أنفسنا كما هم أهل العراق الآن وكما هم أهل لبنان الآن شعب يبحث له عن منفى أو مهجر وقد احتلت فارس أراضيه عبر عملائها وقدمت لهم وطنها هدية على طبق من ذهب، فيعين ويوافق خامنئي على كل صغيرة وكبيرة الآن في العراق ولبنان اللتين تحكمان الآن من طهران. نحن بحاجة إلى من يتصدى إلى هذا المسار تصدياً جماعياً مجتمعياً، لا تصدياً فردياً، نحن بحاجة لحراك تفاعلي جماعي إيجابي واع.
الائتلاف ما هو سوى ممثلين عنا ونستطيع كجماعات عبر المؤسسات وعبر المجالس الشعبية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي أن يكون لنا رأي وصوت.
لا أعتقد أن أحداً لا يعرف ما آل إليه شعب العراق وما آل إليه شعب لبنان، ولا أعتقد أن أحداً لم يقرأ التحذير من ذات المصير، وكل فرد وكل مؤسسة تتحمل مسؤوليتها الآن.
نحن لسنا ضد الديمقراطية ولسنا ضد تفعيل الإرادة الشعبية ولسنا مع أي ممارسة طائفية أو عقاب جماعي ولسنا ضد محاربة الفساد وتفعيل الرقابة المسبقة واللاحقة، لسنا ضد الوحدة الوطنية ولسنا ضد أي من أقمصة عثمان التي ترفع في الحوار، كما إننا لسنا ضد تلك (المصاحف) التي رفعها حزب الدعوة وحزب الله البحريني ويدعوننا للتحكيم بدعواها الباطلة.
نحن نرى مصيراً مشابهاً وطريقاً مماثلاً سلكه غيرنا بذات الصيغة، بذات المرجعية وعبر ذات الحزب، وروجها بذات الأسلوب إما عبر التهديد والإرهاب أو عبر الدبابة الأمريكية، وقال عنها إنها الصيغة الوحيدة التي تمثل الديمقراطية والعدالة، ومن يخالفها فاسد ويدافع عن الفساد، ومن خط لهم ومن صاغها لهم هو نفس الشخص بصياغته تعديلاتها، وفطحل الوفاق يروج أن الصيغة العراقية والصيغة اللبنانية هما الأفضل وها نحن نرى مصير الشعوب التي تستظل بمظلتها فهل نسير كالعميان وراءها ونلقي بأنفسنا إلى التهلكة كالخرفان وكالنعاج؟
اسألوا عن شيعة العراق وشيعة لبنان وعن مصيرهم قبل أن تسألوا عن قيادات حزب الدعوة وحزب الله كيف يعيشون؟ ناهيك (الله يذكرها بالخير ستيفاني) ناهيك عن سؤالك عن بقية أطياف المجتمع اللبناني والعراقي.
إنهما الدولتان الأكثر هجرة والأكثر عنفاً والأكثر دماراً، هذا ما جرته تلك الصيغة التقاسمية عليهما.
حزب الدعوة البحريني يريد أن يصيغ دستوراً مشابهاً كتبه نفس الشخص وها هو يستكتب في جريدة الوسط فالاتصال به مستمر، هذه الصيغة تستظل بمظلة (الحكومة المنتخبة) تلتحف بعباءة (الإرادة الشعبية) وفي النهاية يستقر بها المطاف إلى حصول الوزراء على الثقة عبر البرلمان عبر المحاصصة، هناك مثل شعبي بحريني (صبه حقنه لبن) أي إن النتيجة واحدة، وهي محاصصة طائفية تقسم السلطة التنفيذية بين الطوائف بعد أن تقاسمت السلطة التشريعية... هل نهرب من واقعنا؟ وذلك مدخل الاحتراب لأننا سنتقاتل على قضم حصة هنا وحصة هناك، وستدور التحالفات حول تلك القسمة، ليس هذا فحسب، فالمرجعية التي منحت صك الجنة للكتلة الإيمانية في النواب هي التي ستقرر أسماء الكتلة الإيمانية في الحكومة.
وهنا نأتي لمن هم في الطراوات الذين يجرون وراء تلك الأقمصة وتلك المصاحف المزيفة ويصرحون لنمسك العصا من النصف حكومة منتخبة بالكامل مستحيلة إذاً (سو وات) ليتم تقاسم الوزارات قسمة طائفية!! أهذا ما جادت به قراؤحكم؟
تتحفظ وتعترض على معايير التعيين بشكلها الحالي؟ نعم نحن أيضاً نعترض عليها، إنما هل الحل هو تقاسم الحكومة وفقاً لمعايير إيمانية؟.. سيأتي عليك يوم تترحم على تلك المعايير التي اعترضت عليها، بعد أن ترى لون العمامة وطول اللحية معياراً لوزير التربية ووزير الثقافة، ... وانس.. انس أن ترى وزيرة!! نحن نتحدث عن حكومة مجردة من الصلاحيات وآمنة من الرقابة ليس لأن البرلمان ضعيف هذه المرة ومفتت، بل لأن كل وزير لديه كتلة نيابية تحميه من رقابة الكتلة الأخرى ويأتينا من يعيش معظم أيامه في براد أوروبا ويقول لتكن الحكومة قسمة بين سنة وشيعة (سو وات).
أتعتقد إن أوكلنا للكتل الإيمانية رخصة التصويت على الوزراء فسيختارون الكفاءة؟ كانوا اختاروها في قائمتهم النيابية، أو قائمتهم داخل جمعيتهم نفسها، (صل على المصطفى)!!
الخلاصة نحن نتحدث عن مصير شعب عن مصير أجيال قادمة تجبرنا الولايات المتحدة على أن نتبنى مصير تلك الدولة التي دمرتها وبعضنا يحاول أن يمسك بعصا التقسيم والمحاصصة من النصف، أو (احنا ويييين والـ(جيكن ناجت) وين؟) ليأتي من يغرد محاولاً إرضاء الجميع وممسكاً بعصى الوطنية (يا بلفيت) من النصف، فيقول «أحب بابا خليفة» و«أحب بابا حمد» و«أحب أيضاً علي سلمان لأنه مناضل»!!
ختاماً أفضل ألف مرة أن أحقق إرادتي الشعبية بإبداء رأيي والاعتراض علناً وبجرأة على أي شخص يعينه جلالة الملك وزيراً ولا أرى فيه كفاءة وأدفع ثمن رأيي أياً كان الثمن، ولدى كل فرد منا منبره العلني الآن فلا حجر ولا منع ولا قيد على الرأي، على أن أسلم رقبتي للكتل الإيمانية هي التي تحدد كفاءة الوزير وتحرم علي انتقاده فيما بعد.
ولا تستطيع قوة في الأرض أن تفرض عليك ما ترفضه إن أنت آمنت بالله، ومن ثم آمنت بقدراتك، فيد الله مع الجماعة ... فأين يدكم؟