بغض النظر عما ستسفر عنه انتخابات الرئاسة في إيران، والتي جرت يوم أمس «الجمعة» وسط إعلام حرص على إبراز إيران كدولة ديمقراطية وأنها ملتزمة بمبادئ الحرية، فإن الأكيد أن الرئيس الجديد لن يتمكن من الخروج من «القرطاس» الذي فصله المرشد للرؤساء، فالنظام الإيراني تم تفصيله على مقاس لا يقبل الزيادة أو النقصان، وتم تفصيل ثوب من قرطاس ضيق للرئيس لا يستطيع أن يخرج منه حتى لو كان «عريض المنكبين مفتول العضلات»! حيث انتخابات الرئاسة في هذا النظام لا يدخلها إلا من كان مرضياً عنه وكان في جيب المرشد.
هذا يعني أن جميع الذين تنافسوا على الرئاسة هم من رجال المرشد؛ وبالتالي ليس مهماً بالنسبة إليه من الذي يفوز منهم، فالفائز أياً كان سيدخل في ثوب القرطاس.. الضيق الذي فصله له.. تفصيلاً!
الذين يتوقعون أن يكون للرئيس الجديد وجهة نظر أخرى في الملف النووي تعدل مساره ويطمئن إليه العالم مخطئون، والذين يظنون أن تغييراً ما سيحدث في السياسة الإيرانية المعتمدة من قبل المرشد الأعلى تجاه الخارج أو حتى الداخل مخطئون، والذين يقولون إن الأمور ستصير أفضل مع الرئيس الجديد لو كان فلاناً أو علاناً مخطئون أيضاً، فالرئيس في إيران مجرد أداة في يد المرشد الذي هو الكل في الكل؛ فهو الدين.. وهو السياسة.. وهو الحاكم الأوحد، حيث نظام ولاية الفقيه يعني أن الولي الفقيه هو ظل الله على الأرض، فمن ذا الذي يمكنه أن يخالف ممثل الله ووليه؟!
سواء كان الفائز محافظاً أم إصلاحياً النتيجة واحدة، ملخصها أنه لا تغيير في سياسة إيران تجاه الآخرين، فإيران لديها مخطط بات معلوماً وواضحاً تعمل بكل جهدها على تنفيذه، هذا المخطط لم يعد يقبل آراء جديدة ولا وجهات نظر ولا رئيساً جديداً ولا قديماً، فالمخطط تم اعتماده ولن يحول أي شيء دون تنفيذه وبالدقة التي تم رسمه بها. لو كان التغيير وارداً لتغير بسبب الحظر الذي هدف إلى تكبيل إيران كي تغير مواقفها وسياساتها. إن الدولة التي تغامر باستقرار شعبها ولا مانع لديها أن يتضور جوعاً لا يمكن أن يغير أي رئيس جديد لها من قناعتها.. وتخلفها.
ليس منطقاً القول أن الرئيس الجديد سيعيد جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى التي تحتلها بلاده منذ أربعين عاماً إلى دولة الإمارات، وليس منطقاً القول أن الرئيس الجديد سيفرض على النظام احترام البحرين وعدم التدخل في شؤونها والتوقف عن دعمها الشاذ لكل من يحاول أن يرفع صوته على الحكم فيها، مثلما أنه ليس منطقاً أن يصدر الرئيس الجديد قراراً يؤثر سلباً على الملف النووي الذي تخيف به إيران جيرانها وزين لها الشيطان أن به تستطيع أن تحكم العالم.
الرئيس الإيراني الجديد سيكون نسخة أخرى من الرئيس أحمدي نجاد، الذي كان هو الآخر نسخة من الذين كانوا قبله وإن اختلفت النكهات، لن يختلف الجديد عن القديم إلا في الشكل وفي الاسم واللقب، فهو في كل الأحوال ليس سوى أداة في يد قادة إيران الحقيقيين الذين يريدون أن يحكموا العالم بنفس المنطق ونفس الخطة.
التفاؤل بالخير أمر طيب، لكن أحداً لن يجده في انتخابات الرئاسة الإيرانية. أكبر المتفائلين هنا لا يمكنه إلا أن يبتعد عن التفاؤل لأن الرؤية واضحة والرقعة واضحة. في رقعة النظام الإيراني لا قيمة للوزير ولا للحصان ولا للفيل ولا للقلعة، فكلهم بيادق يتم تحريكهم من قائد اللعبة.. وشطبهم إن أغواهم الشيطان وتصرفوا كما يشتهون!
{{ article.visit_count }}
هذا يعني أن جميع الذين تنافسوا على الرئاسة هم من رجال المرشد؛ وبالتالي ليس مهماً بالنسبة إليه من الذي يفوز منهم، فالفائز أياً كان سيدخل في ثوب القرطاس.. الضيق الذي فصله له.. تفصيلاً!
الذين يتوقعون أن يكون للرئيس الجديد وجهة نظر أخرى في الملف النووي تعدل مساره ويطمئن إليه العالم مخطئون، والذين يظنون أن تغييراً ما سيحدث في السياسة الإيرانية المعتمدة من قبل المرشد الأعلى تجاه الخارج أو حتى الداخل مخطئون، والذين يقولون إن الأمور ستصير أفضل مع الرئيس الجديد لو كان فلاناً أو علاناً مخطئون أيضاً، فالرئيس في إيران مجرد أداة في يد المرشد الذي هو الكل في الكل؛ فهو الدين.. وهو السياسة.. وهو الحاكم الأوحد، حيث نظام ولاية الفقيه يعني أن الولي الفقيه هو ظل الله على الأرض، فمن ذا الذي يمكنه أن يخالف ممثل الله ووليه؟!
سواء كان الفائز محافظاً أم إصلاحياً النتيجة واحدة، ملخصها أنه لا تغيير في سياسة إيران تجاه الآخرين، فإيران لديها مخطط بات معلوماً وواضحاً تعمل بكل جهدها على تنفيذه، هذا المخطط لم يعد يقبل آراء جديدة ولا وجهات نظر ولا رئيساً جديداً ولا قديماً، فالمخطط تم اعتماده ولن يحول أي شيء دون تنفيذه وبالدقة التي تم رسمه بها. لو كان التغيير وارداً لتغير بسبب الحظر الذي هدف إلى تكبيل إيران كي تغير مواقفها وسياساتها. إن الدولة التي تغامر باستقرار شعبها ولا مانع لديها أن يتضور جوعاً لا يمكن أن يغير أي رئيس جديد لها من قناعتها.. وتخلفها.
ليس منطقاً القول أن الرئيس الجديد سيعيد جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى التي تحتلها بلاده منذ أربعين عاماً إلى دولة الإمارات، وليس منطقاً القول أن الرئيس الجديد سيفرض على النظام احترام البحرين وعدم التدخل في شؤونها والتوقف عن دعمها الشاذ لكل من يحاول أن يرفع صوته على الحكم فيها، مثلما أنه ليس منطقاً أن يصدر الرئيس الجديد قراراً يؤثر سلباً على الملف النووي الذي تخيف به إيران جيرانها وزين لها الشيطان أن به تستطيع أن تحكم العالم.
الرئيس الإيراني الجديد سيكون نسخة أخرى من الرئيس أحمدي نجاد، الذي كان هو الآخر نسخة من الذين كانوا قبله وإن اختلفت النكهات، لن يختلف الجديد عن القديم إلا في الشكل وفي الاسم واللقب، فهو في كل الأحوال ليس سوى أداة في يد قادة إيران الحقيقيين الذين يريدون أن يحكموا العالم بنفس المنطق ونفس الخطة.
التفاؤل بالخير أمر طيب، لكن أحداً لن يجده في انتخابات الرئاسة الإيرانية. أكبر المتفائلين هنا لا يمكنه إلا أن يبتعد عن التفاؤل لأن الرؤية واضحة والرقعة واضحة. في رقعة النظام الإيراني لا قيمة للوزير ولا للحصان ولا للفيل ولا للقلعة، فكلهم بيادق يتم تحريكهم من قائد اللعبة.. وشطبهم إن أغواهم الشيطان وتصرفوا كما يشتهون!