جاء في بيان المؤتمر القومي العربي والذي عقد في القاهرة مؤخراً؛ «يؤكد المؤتمر ضرورة خلق ظروف مواتية لإنجاح الحوار الوطني في مملكة البحرين ويرى أن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والابتعاد عن سياسة التسعير الطائفي والمذهبي هي شروط لازمة لنجاح الحوار بما يحقق تطلعات شعبنا في البحرين وإلى تحقيق الديمقراطية».
ونذهب إلى كلمة أولاً «شعبنا في البحرين»؛ ومنها نثبت أن النص كتب بيد إيرانية، حيث فات على معد البيان أن يعدل من «شعبنا في البحرين» إلى «شعب البحرين»، كما كان يشير إلى الشعب السوري وغيرهم من الشعوب العربية التي أشير لها في بيان المؤتمر.
لكن ليس الملامة على من أعد النص أو أخرجه؛ لكن السؤال والملامة على الحاضرين من أعضاء جمعية الوحدة الوطنية والذين يمثلون تجمع الفاتح في الحوار (رغم نفي عبدالله الحويحي توقيعه على البيان ورفضه التام له)، نقول لهم؛ أين اعتراضكم واحتجاجكم على ما ذكره البيان بالمستوى المطلوب؟ أليس هذا تدخل في الشأن السياسي البحريني من قبل شخصيات من هنا وهناك؟ ألم تشرحوا لهم أن المعتقلين هم جماعة قادة انقلاب ضد حكم عربي لتسلم البحرين إلى حكام إيران؟ أم أن المؤتمر القومي العربي أقيم تحت رعاية إيرانية ولا يمكن لكم أو للشخصيات الأخرى أن ترفض ما تمليه عليهم إيران!!
كما قلنا ليس الملام من أخرج البيان ودس النص؛ إنما الملامة على الشخصيات التي مع الأسف تمثل جماهير الفاتح في الحوار، والتي جاء ردها بمثابة خذلان للبحرين، وللشعوب البحرينية والسورية والعراقية.
إن ردة فعل أعضاء تجمع الوحدة الوطنية، وعلى رأسهم الأمين العام، والتي مثلا لم تأت كما ردة فعل حركة حماس التي خرجت من المؤتمر وصنعت «لويه» دليل بأن هناك مصالح مشتركة بين الوفاق وهذه الشخصيات، وليس من المستبعد غداً أن نرى هذه الشخصيات تطالب مع الجمعيات الست أن يكون علي سلمان على رأس السلطة، وها هو مصطفى كامل، وهو أحد الكتاب، ذكر في مقال له نشر على موقع «شبكة البصرة» تحت عنوان «متى يصحى المؤتمر العربي من النوم» حيث يقول «لعل كثيرين لا يعرفون أن أحد الذين تصدروا مشهد إحدى جلسات المؤتمر القومي العربي يضع الآية الكريمة (إذا جاء نصر الله والفتح) رنة لجهاز هاتفه المحمول، وحين سأله أحد الأشقاء عن سبب وضعه الآية، قال إن تلك الآية تشير إلى حسن نصر الله، وكونه مذكوراً في القرآن الكريم!، نعم إن مما يؤسف له أن مجموعة من المثقفين العرب، المنتمين للفكر القومي، تثار حولهم شكوك كثيرة، ويدور بشأنهم كلام كثير، يتلخص في انخراطهم ضمن المشروع الإيراني».
ويتابع مصطفى كامل مقاله «نعم؛ لقد تجاهل المؤتمر وبيانه الختامي الدور الإيراني الخطير في العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين والسعودية ومصر والجزائر وتونس وغيرها من الأقطار العربية، كما تجنب تماماً تحليل مخاطر هذا الغزو المنظم بحالتيه العلنية كما في العراق ولبنان وسوريا والمستتر كما في البحرين ومصر»، هذا الكاتب ليس بحرينياً؛ إنما لديه إحساس بالأمة، وقد فصل حالة البحرين السياسية ووصفها بالغزو المنظم المستتر، كما انتقد تجاهل المؤتمر للدور الإيراني الخطير في البحرين وغيرها من الدول، ألا أن من حمل اسم البحرين ومحسوب -مع الأسف- على أهل الفاتح تغاضى النص وتناسى أن تبدل كلمة «شعبنا في البحرين».
إن الخطورة ليست في هذا البيان وليس في هذا النص فقط؛ إنما الخطورة الكبرى أن يمثل جماهير الفاتح من حضر المؤتمر ولم يعترض أو ينسحب كما انسحب وفد حركة «حماس»، وذلك احتجاجاً على كلمة المتحدث باسم حملة «تمرد»، والتي انتقد فيها الرئيس المصري محمد مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين»، أما من لا غيرة لهم فتابعوا المؤتمر وصفقوا له وسجلت أسماؤهم في القائمة التي ذبحت الأمة الإسلامية وبرأت المجرمين قتلة الشعوب العربية والإسلامية؛ ألا وهو النظام الايراني والنظام السوري وحزب الله.
من هنا نقول لرئيس جمعية الوحدة الوطنية؛ إن ممثلي الفاتح الذين شاركوا في هذا المؤتمر ولم يقيموا الدنيا ويقعدوها على ما جاء في البيان عن الشأن السياسي البحريني وقفوا ضد إرادة الشعب البحريني والذي يقف بروحه وأبنائه وأمواله مع الجيش السوري الحر، لا يمثلون أهل الفاتح في الحوار، وإن وجودهم في الحوار هو خنجر سيوجه في قلب الفاتح بدل أن يوجه في قلب الأعداء الذين يحاولون نزع السلطة من حكام البحرين وتعيين علي سلمان على رأس السلطة، والذي ربما وعد بعضهم بمنصب ما.. نعم فمن المؤسف أن ينخرط بعض أهل الفاتح ضمن المشروع الإيراني، والأمور قد وضحت وتجلت ولا تحتاج إلى دليل، فصح النوم يا «جمعية الوحدة الوطنية»، أهل الفاتح ستكون لهم كلمة ويجب أن تكون لهم كلمة في القريب العاجل ويعلنوا تبرأهم ممن شارك في هذا المؤتمر وكل من توافق مع الوفاق