هل أخذت الدولة في الحسبان أن أتباع الوفاق في كل منطقة وقرية يملكون السلاح؟! هل فكرت الدولة أن أغلب أتباع الوفاق خضعوا لتدريبات عسكرية في العراق وسوريا ولبنان وفي مزارعهم ومنازلهم؟ وما هي أحوال نساء وأطفال أهل الفاتح عندما يلبي رجالهم وأبناؤهم النداء ساعة العسرة؛ سواء في البحرين أو في دول الخليج أو أي دولة من دول أمة الإسلام؟ هنا نذكر الدولة بفترة المؤامرة الانقلابية وكيف هبت النساء والأطفال لحراسة مدنهم ومناطقهم من أتباع الوفاق حين سحبت الدولة القوات الأمنية من الشوارع، وأحكمت الوفاق قبضتها على الشوارع الرئيسة ومنعت المواطنين من المرور والخروج من مناطقهم، وتعرضت النساء لحصار أتباع الوفاق في الطرقات والمؤسسات، وما حدث في المدارس حين هوجمت الطالبات والمدرسات والمديرات من قبل الإرهابيات من معلمات وطالبات بمعاونة أتباع الوفاق، كذلك نتذكر الهجوم على جامعة البحرين؛ حين أصبح طلاب وطالبات الفاتح رهائن غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم، في الوقت الذي نزلت عليهم المليشيات الوفاقية بكافة أنواع الأسلحة، ولا ننسى سيارات الإسعاف التي استخدمت لنقل السلاح إلى مليشيات الوفاق بالجامعة، كذلك لا ننسى الإصابات البليغة التي تعرض لها طلاب الجامعة من أبناء الفاتح؛ حيث سالت دماؤهم وحطمت سيارتهم، وكيف تم نزع حجاب ومزقت ملابس الطالبات.كل هذه أحداث حصلت وليست بالبعيد ولاتزال ماثلة أمام أعيينا، ولكن يبقى السؤال؛ ما هي الاستراتيجية التي وضعتها الدولة كي تساوي بين الكفتين؛ بين فئة مسلحة مدربة وفئة منزوعة السلاح لا تعرف تمريناً عسكرياً ولا رياضياً.حال أهل الفاتح اليوم لا تختلف عن حال أهل السنة في لبنان في مواجهة ميلشيات حزب الله المدربة عسكرياً وبدنياً نساءً ورجالاً، مما جعل ميلشيات حزب الله قادرة على بسط هيمنتها على المدن اللبنانية بفضل السلاح الذي تملكه، ولا يختلف الوضع في البحرين ونحن نشاهد يومياً كيف تحكم ميلشيات الوفاق الشوارع صباحاً ومساء بقطع الشوارع، ولم تتمكن الدولة حتى اليوم من الحد منه أو السيطرة عليه، وها قد ظهرت الأسلحة؛ الرشاشات والمسدسات والقنابل التي تفجر عن بعد، وهذا قليل من كثير، وما خفي بين الرمال وتحت التلال والبلاط هو السلاح الذي لم تستخدمه المليشيات الوفاقية بعد.ونذكر هنا عندما أنذر علي سلمان الدولة بأنه لم يستخدم نصف قوته، وهو لم يقصد بالتأكيد الإطارات أو قنابل المولوتوفات، فهو لم ينذر من فراغ، إلا بعد تأكده أن لديه العتاد من السلاح والرجال، وهو الأمر الذي يجب أن تحسب له الدولة ألف حساب أثناء انشغالها بالدفاع عن الأمة أو قد تشارك بقواتها، أو ينشغل الجيش بالدفاع عن حدود البلاد برها وبحرها وتترك الساحة للسلاح الذي سيظهره علي سلمان في وقته، كما فعل حزب الله عندما احتل بيروت بدباباته ورشاشاته ورجاله، حيث استطاع أن يأسر الدولة اللبنانية بكاملها حتى رضخت له وحققت له ما أراد بأن يكون حاكم لبنان وقائد الجيش، وهذه أفواج ميلشياته بأسلحتها وعتادها تعبر الحدود إلى سوريا دون أن يقف في وجهها جيش ولا شعب بعد أن تفوق الحزب بالسلاح والمقاتلين.الشيء ذاته يمكن أن يتكرر في البحرين بعد أن شاهدنا قدرات ميلشيا الوفاق القتالية وأتباعهم الذين تم تأهيلهم عسكرياً وعلمياً، واستطاعوا أن يقلعوا أعمدة الكهرباء ويصنعوا المتفجرات ويلغموا الطرقات ويحفروا الخنادق، بعد أن سقطت في أيديهم جميع الخرائط والمخططات للبنية التحتية، خصوصاً أن وحدة التخطيط المركزي في مؤسسات الدولة تحت أيديهم، وهم قادرون على الوصول إلى أي منطقة ومدينة بأي وسيلة؛ فلديهم الحفارات ولديهم الرخص الرسمية وهي كافية على الدخول في المناطق بكل سهولة وإغلاقها، تماماً كما حدث أثناء المؤامرات الانقلابية، حيث سدوا الشوارع والطرق بالمركبات الثقيلة والآليات، وهذا شيء يسير مما يملكونه فعلياً.أما مناطق الفاتح فليس فيها مركبات ثقيلة ولا آليات ولا رافعات ولا سلاح ولا عتاد ولا إطارات، ولا يملك أهلها الخبرة في عمل المتفجرات، ولا يملكون أسلحة مدفونة ولا مدافع، ليس لديهم إلا سكاكين الخضروات والكعك، وهذا نتيجة حتمية؛ حيث وثقت الدولة ووثق أهل الفاتح بأن شركاءهم في الوطن لن يغدروا بهم أبداً، ولكن ها هو الغدر قد ظهر، حيث استحلت الدماء واستبيحت الأعراض واحتلت الشوارع وحوصرت المستشفيات وتعطلت المكائن في المصانع وقطعت الكهرباء ومنعت الاتصالات، كل ذلك دون أسلحة؛ إنما بسيطرتهم على مؤسسات الدولة الحيوية، فتصوروا إذا قطعت الكهرباء وعطلت الطرق وانطلقت المليشيات، عندها يصبح كل شيء ممكناً، وليس هناك مستحيل، فقد استبيحت دماء الشعب السوري بفتوى خامنئي، وسيستباح دم أهل الفاتح بفتوى من قاسم.هذا الكلام لم يأتِ من خيال؛ إنما هو تذكير لتهديد علي سلمان في 12 يونيو 2012، حيث قال في تهديده «في يوم 15 مارس من العام الماضي، والله.. لولا هذا الخوف على الوطن، يلبس الإنسان كفنه وتنفتح معركة لا تبقي ولا تذر»، وعلق على كلمة المشير الشيخ خليفة بن أحمد فقال «لتعلم يا أيها المشير أن في هذا الشعب قوة ومصادر قوة لم تستخدم حتى 50% منها، تعلم أنت ويعلم غيرك أننا أبناء رسول الله وأهل البيت، وتعلم أن تربيتنا مركزها الآخرة ورضا الله، وتعلم أن مجرد كلمتين بفتوى شرعية تجعل عشرات الآلاف من أبناء هذا الشعب يحملون أرواحهم على كفوفهم ويخرجون خروجاً لا يبقي ولا يذر».نعم سيخرجون كما خرج شبيحة بشار، وسيفعلون كما فعلت ميلشيات حزب الله في القصير، وكما فعل جيش المهدي في سنة العراق، هم سيفعلون الشيء نفسه، لكن ألا يكفي كل هذا للاعتبار وإعادة النظر في أهل الفاتح الذين تحيط بهم المساجد والمآتم وبيوتهم ومناطقهم، ويحيطون بهم في أماكن أعمالهم، والمؤسسات الحيوية في يدهم، فهل سيكون مصير أهل الفاتح كمصير أهل القصير؟ لا شيء مستبعداً، فليس هناك أي ثقة في أمن عندما يؤكد علي سلمان أنه «بمجرد كلمتين بفتوى شرعية سيخرجون خروجاً لا يبقي ولا يذر».
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90