الإنسان الفطري الذي يتعامل مع الحياة بصورة عفوية وتلقائية يستطيع أن يرى نفسه كجزء من الطبيعة، أو امتداد لها، لا يضع بينه وبين الخارج أية عوائق أو سدود، فهو مثل الشجرة أو البحر، مثل السماء والأرض. لكل شيء دور ومهمة عليه أن يؤديها بين الحياة والموت، أو كما نقول في هذه الدنيا.
هذه النظرة إلى حياته ومعناه هي ما تجعله راضياً عن كل ما يمر به، ودائماً ما يقول (الحمد لله على كل حال)؛ بمعنى أن يحمد الله على كل ما يمر به من أحوال، سواء كانت جيدة أو سيئة، في الصحة والمرض، في الفقر والغنى.
لكن الإنسان المعاصر، المطحون كالجريش، المحاصر بالديون والأقساط والضغوطات الحياتية التي لا حصر لها، أضاع معناه، ولا يعرف من يكون. لهذا لا بد من العودة للتعرف على شيء من كينونته التي فقدها. وإذا أراد الإنسان أن يعرف معنى وجوده، لا بد منه التعرف على هويته الأساسية، حتى يصل إلى شيء من هذا الوعي.
وأنا أبحث، كغيري من أبناء الله، عن (معنى أن أكون)، قرأت أكثر من كتاب، و تعرفت على أكثر من ديانة ومعتقد، لأساعد نفسي أولاً ثم أطرح ما يمكن أن يصلح لغيري من إخوتي في الإخوة البشرية.
التقيت في إحدى تصفحاتي في الإنترنت مقالاً استوقفني، مما يصلح أن يتوقف أمامه القارئ الكريم، للتأمل فيه و رؤية ما يحمله من أبعاد غير محدودة. في ترجمة صفية عبيد لمقالة لــ «ايكهارت تولي»، صاحب كتاب «قوة الآن» الذائع الصيت والذي بيعت نسخه بالملايين، في رده على سؤال. لقد استخدمت مصطلح «أن تكون» هل لك أن تشرح لنا ما تعنيه بذلك؟
يقول الحكيم.. أعني بأن تكون دائم الحضور، وهي واحدة من أشكال الحياة التي لا تعد ولا تحصى، على أية حال «أن تكون» في عمق الأشكال المختلفة للحياة.. أن تكون كجوهرة الخفي العميق الراسخ، ما أن استطعت ذلك سيكون من السهل الوصول إلى ذاتك العميقة؛ أي طبيعتك الحقيقية، لكن لا تحاول إدراك هذه الحقيقة باستخدام عقلك، لا تحاول فهمها، باستطاعتك فقط أن تعرف ماهيتها حين يكون عقلك في حالة سكون، عندما تكون في اللحظة، عندما يكون جل اهتمامك في الآن، بإمكانك الشعور بكينونتك ولكن ليس بإمكان العقل فهم ذلك، وحين تستعيد الإدراك بكينونتك تبقى في حالة «إدراك الإحساس» فأنت بذلك قد وصلت إلى مرحلة التنوير.. هناك فقط خطوة صغيرة تقودك من كلمة كينونة إلى تجربتها فعلياً.
ما يمكن أن نصل إليه هو أن الحياة كلها مختصرة في الآن، في اللحظة التي نعيش. كل ما هو خارج اللحظة ليس مهماً أو غير موجود. لا الماضي ولا المستقبل. الماضي لا يملك أي واقع حقيقي غير محسوس ولا ملموس، هو مجرد كلام لا قيمة له بالنسبة لك. انتهى كواقع، إلا لمن أراد اجتراره وتكراره. كذلك المستقبل أيضاً، (وهذا لا يعني ألا نخطط للغد) لم يتكون بعد، هو وهم، قد يأتي أو لا يأتي. إنه وهم. وأغلبية الناس في الكرة الأرضية تعيش بين هذين الوهمين. وهم الماضي ووهم المستقبل. غير مكتشفين أن الحياة كلها في اللحظة التي نعيشها الآن وهنا.
{{ article.visit_count }}
هذه النظرة إلى حياته ومعناه هي ما تجعله راضياً عن كل ما يمر به، ودائماً ما يقول (الحمد لله على كل حال)؛ بمعنى أن يحمد الله على كل ما يمر به من أحوال، سواء كانت جيدة أو سيئة، في الصحة والمرض، في الفقر والغنى.
لكن الإنسان المعاصر، المطحون كالجريش، المحاصر بالديون والأقساط والضغوطات الحياتية التي لا حصر لها، أضاع معناه، ولا يعرف من يكون. لهذا لا بد من العودة للتعرف على شيء من كينونته التي فقدها. وإذا أراد الإنسان أن يعرف معنى وجوده، لا بد منه التعرف على هويته الأساسية، حتى يصل إلى شيء من هذا الوعي.
وأنا أبحث، كغيري من أبناء الله، عن (معنى أن أكون)، قرأت أكثر من كتاب، و تعرفت على أكثر من ديانة ومعتقد، لأساعد نفسي أولاً ثم أطرح ما يمكن أن يصلح لغيري من إخوتي في الإخوة البشرية.
التقيت في إحدى تصفحاتي في الإنترنت مقالاً استوقفني، مما يصلح أن يتوقف أمامه القارئ الكريم، للتأمل فيه و رؤية ما يحمله من أبعاد غير محدودة. في ترجمة صفية عبيد لمقالة لــ «ايكهارت تولي»، صاحب كتاب «قوة الآن» الذائع الصيت والذي بيعت نسخه بالملايين، في رده على سؤال. لقد استخدمت مصطلح «أن تكون» هل لك أن تشرح لنا ما تعنيه بذلك؟
يقول الحكيم.. أعني بأن تكون دائم الحضور، وهي واحدة من أشكال الحياة التي لا تعد ولا تحصى، على أية حال «أن تكون» في عمق الأشكال المختلفة للحياة.. أن تكون كجوهرة الخفي العميق الراسخ، ما أن استطعت ذلك سيكون من السهل الوصول إلى ذاتك العميقة؛ أي طبيعتك الحقيقية، لكن لا تحاول إدراك هذه الحقيقة باستخدام عقلك، لا تحاول فهمها، باستطاعتك فقط أن تعرف ماهيتها حين يكون عقلك في حالة سكون، عندما تكون في اللحظة، عندما يكون جل اهتمامك في الآن، بإمكانك الشعور بكينونتك ولكن ليس بإمكان العقل فهم ذلك، وحين تستعيد الإدراك بكينونتك تبقى في حالة «إدراك الإحساس» فأنت بذلك قد وصلت إلى مرحلة التنوير.. هناك فقط خطوة صغيرة تقودك من كلمة كينونة إلى تجربتها فعلياً.
ما يمكن أن نصل إليه هو أن الحياة كلها مختصرة في الآن، في اللحظة التي نعيش. كل ما هو خارج اللحظة ليس مهماً أو غير موجود. لا الماضي ولا المستقبل. الماضي لا يملك أي واقع حقيقي غير محسوس ولا ملموس، هو مجرد كلام لا قيمة له بالنسبة لك. انتهى كواقع، إلا لمن أراد اجتراره وتكراره. كذلك المستقبل أيضاً، (وهذا لا يعني ألا نخطط للغد) لم يتكون بعد، هو وهم، قد يأتي أو لا يأتي. إنه وهم. وأغلبية الناس في الكرة الأرضية تعيش بين هذين الوهمين. وهم الماضي ووهم المستقبل. غير مكتشفين أن الحياة كلها في اللحظة التي نعيشها الآن وهنا.