يوم الجمعة الماضي نشـرت (الوطن) خبـــراً على صفحتها الأولى يتضمن دعوات ممثل الولي الفقيه في البحرين عيسى قاسم لمزيد من العنف والموت والقتل عندما قال في فعالية وفاقية: «الموت لابد منه، متنا علـــى الفراش أو متنا في سوح الجهاد، متنا بسيف عادل أو بسيف ظالم، ولا يستوي موت على فراش وموت آخر في ساحة جهاد».
من الواضح أن عيسى قاسم لم يكشف ما يقصده بساحة الجهاد، فلا يوجد جهاد في الوطن العربي باستثناء سوريا بحسب بعض الآراء الفقهية، ولكن مادامت الفعالية موجهــــة لأسر (الشهداء) فإن الساحـــة المقصودة هي «ساحة الجهاد البحرينية» التي طالب قاسم بالموت في سبيلها.
بعدما نشرهذا الخبر المنقول على حساب الوفاق في تويتر، انتقد قاسم في خطبة الجمعة ما نشر عنه وأكد عدم دعوته للعنف.
مشكلة عيسى قاسم أنه يلعب بالجماهير دائماً ويحرضها على العنف، وعندما يواجه بدعواته للعنف فإنه يتنصل عنها، ويكذب بعدم دعوته للعنف. كما هو الحال في فتواه الشهيرة اسحقوهم التي وجهها للجماهير من أجل مواجهة رجال الأمن.
الحال نفسه تنطبق على جمعية الوفاق التي تحرص يومياً على إثارة النعرات العنصرية المقيتة بوصف رجال الأمن بـ (المرتزقة)، ويكفي نظرة واحدة لحساب الجمعية على تويتر لمعرفة هذه النعرة التي تسعى الوفاق لبثها في المجتمع المحلي، وبعدها تنتقد النعرات الطائفية في المجتمع وما يمكن أن تصفه بـ (العنصرية والتمييز)!
لا يمكن فصل الخطاب السياسي لعيسى قاسم وكذلك الوفاق بمعزل عن التحريض على العنف، والدعوة إليه، ودعم الإرهاب معنوياً أو حتى بالتمويل، ويكفي تضخم حساب أحد رجال الدين من مليوني دينار إلى أكثر من ستة ملايين خلال عامين فقط!
ومهما حاول عيسى قاسم أو الوفاق نفسها نفي العنف واستنكاره ورفضه، فإن جميع هذه المحاولات غير مجدية، وإن صدرت بيانات عنها يومياً. فهناك فرق كبير بين إدانة الإرهاب والعنف، والسعي لإيقافه وفقاً لمنطلقات دينية وسياسية.
ومحاولات قاسم والوفاق طوال الفترة الماضية لم تتجاوز إدانة العنف فقط، ولكنها في الوقت نفسه ترعى من يتورط في الإرهاب مباشرة من خلال حفلات التكريم، وتحمل نفقات المعيشة الشهرية، ولم تكترث إلى أن مثل هذا الأسلوب يساعد على تشجيع الإرهاب أكثر فأكثر، فمن ينخرط في الخلايا الإرهابية يدرك مسبقاً أن عائلته ستحظى بالرعاية الكاملة والمعيشة الجيدة متى ما تم القبض عليه وتمت معاقبته حسب القانون.
إذاً لدينا إدانة للإرهاب، ومساعٍ لإيقاف الإرهاب، وجهود لرعاية المتورطين بعد وقوع الإرهاب، هي ثلاثة نماذج مختلفة. الأولى والثالثة يتورط فيها عيسى قاسم وكذلك الوفاق.
الجمهور صار أكثر وعياً ومحاولات قاسم للعب عليه، ثم البكاء أمامه مصيرها الفشل والرفض دائماً.