عجباً.. عندما يكون الرد الرسمي للدولة على رفض تقرير الخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان في البحرين مجرد تعبير لا يخرج عن كلمة استياء، وينتهي بعدها الموضوع كما انتهى في كثير من تقارير المنظمات الأجنبية والحكومات الغربية المماثلة لهذا التقرير، لذلك لا بد لنا كشعب نعيش على هذه الأرض أن ندافع عن كيان دولتنا بدءًا من الكلمة حتى النفس، وفي هذه المرحلة سنكتفي بالكلمة. كشف تقرير الخارجية الأمريكية عن اشتراك أمريكا مع إيران مع الوفاق في المؤامرة الانقلابية، وهذا ما اعترف به وزير الخارجية الأمريكية عندما قال «إن أكثر مشكلات حقوق الإنسان المثيرة للقلق في البحرين، هو عدم قدرة مواطنيها على تغيير حكومتهم سلمياً»، وبهذا تقر أمريكا اشتراكها في المؤامرة الانقلابية للإطاحة بالحكم الخليفي واستبداله بدولة شيعية على غرار الدولة العراقية واللبنانية. وبذلك تعلن أمريكا اليوم عن قلقها لأن المؤامرة الانقلابية لم تنجح، وأن قلقها هذا لن يزول إلا بتغيير الحكومة وإقصاء الحاكم عن مملكته. ولا بد لنا هنا أن نعمل بكتاب الله الذي أمرنا فيه (أَنَّ النفْسَ بِالنفْسِ والْعين بِالْعينِ وَالْأَنفَ بِالْأَنف والْأُذُنَ بِالْأُذُن وَالسّن بِالسن)، وعليه نسرد لكم ولهم الجرائم الأمريكية في العالم:
- مايو 1945: قصف الطيران الأمريكي مدينة (درسدن) الألمانية، رغم أن الزحف الروسي كان قد تجاوزها ولم تعد تشكل هدفاً عسكرياً، ونتج عن القصف قتل 150 ألف شخص مدني، وتخريب 60% من أبنيتها.
- 6 أغسطس 1945: أمر الرئيس الأمريكي (ترومان) بإلقاء قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية أودت بحياة 78150 شخصاً وعشرات الآلاف من المشوهين.
- 9 أغسطس 1945: أمر الرئيس (ترومان) بإلقاء قنبلة ذرية ثانية على مدينة (ناكازاكي) اليابانية أودت بحياة 73884، و60000 جريح وإبادة كاملة لكل حيوان وحشرة ونبات.
- 1991: دمرت القوات الأمريكية في العراق أكثر من 8437 داراً سكنية، و157 جسراً وسكة حديدية، و130 محطة كهرباء رئيسية وفرعية، و249 داراً لرياض الأطفال، و139 دارا للرعاية الاجتماعية، و100 مستشفى ومركزاً صحياً، و1708 مدارس ابتدائية، كما قصفت طائراتها ملجأ العامرية في بغداد مما أدى إلى قتل العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ.
وفي 17 فبراير 1993 كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن استخدام الطيران الأمريكي لقذائف تحوي مادة اليورانيوم المنضب ضد الشعب العراقي الذي تسبب بقتل الأطفال والأجنة في بطون أمهاتهم، كما أدى الحصار الجائر على العراق في التسعينيات من القرن الماضي إلى موت أكثر من 1.2 مليون شخص بسبب نقص الإمدادات الطبية. أما جرائم الغزو الأمريكي للعراق منذ 2003، فلا يمكن عدها وحصرها؛ فقد قُتل أثناء احتلالها للعراق أكثر من مليون عراقي وخلف ملايين من المهجرين وملايين من الأرامل واليتامى، وها هي أكبر دولة نفطية في العالم يعيش شعبها على التدفئة بالحطب، والتداوي بأدوية مغشوشة، وأكثر من نصف تلاميذها لا يذهبون إلى المدارس، كل ذلك بعد الاحتلال الأمريكي الذي جاء ليرسي ديمقراطيته التي لا تستوي إلا على هياكل البشر وجماجم الأطفال.
وهنا يخرج علينا وزير الخارجية الأمريكية كيري ليقول إن مشكلات حقوق الإنسان المثيرة للقلق في البحرين هو عدم قدرة مواطنيها على تغيير حكومتهم سلمياً، إضافة إلى اعتقال المحتجين بتهم غامضة وعدم مراعاة الأصول القانونية في محاكمة النشطاء السياسيين مما يؤدي إلى إيقاع العقوبات القاسية!! نقول له؛ يا كيري البحرين دولة عربية لا يحق لك التدخل في شأنها، فأنت ليس نبياً ولا رسولاً مكلف بالبشرية، ثم انظر إلى جرائم دولتك بحق سكان الأرض، التي تجاوزات الأصول القانونية والحقوق الإنسانية، بل هي جرائم لم تقم بها دولة ولا كيان منذ بدء الخليقة، فإذا كان هناك ما يستحق القلق والفزع بشأنه فهو وجود أمريكا في العالم، والتي تخاف منها الشعوب بأجمعها عندما تعلم أن هذه الدولة لن تتردد في استخدام قنبلة نووية ولا أسلحة كيمائية لإبادة دولة بسكانها ومائها وحيوانها وحشراتها وترابها، وأعلم يا كيري أنك لم تدافع عن الإرهابيين في البحرين إلا لأنهم يوافقونك ويتوافقون مع وسائل الإبادة التي تستخدمها حكومتك لأجل تنفيذ مخططاتها الشيطانية، وها هم من تسميهم نشطاء سياسيين ينفذون في البحرين نفس الجرائم الأمريكية وإن اختلفت أدواتها إلا أنها تؤدي إلى نفس النتيجة، لذلك خرج تقرير وزارة الخارجية الأمريكية «يترضى عليهم».